ليس دعاية لنفسي بل هو تعريف بفوز كتاب لاحد كتاب هذا الموقع المبارك في المسابقة السنوية لأفضل كتاب لكاتب اجنبي في ايران تقيمه جامعة المصطفى العالمية منذ خمسة عشر عاما وقد حصلت على عدة جوائز منذ سنة 1997
اخرها هذه الكتب المنشورة باسمي المستعار واسمي الحقيقي ومنها كتاب (( حياتنا الجنسية بين الاستقامة والشذوذ )) والذي فاز هذا العام 2011 بالمرتبة الثالثة ولولا انتقاداتي لبعض المؤسسات المسؤولة عن تزويج الشباب لفاز بالمرتبة الاولى فاعتبروه خارجا عن اصل الموضوع
واليك ايها القارئ الكريم مقدمة هذا الكتاب
المقدِّمة
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد وعلى آله الطاهرين وصحبه المنتجبين.
وبعد: إنّ حياتنا الجنسية حياة حيّة واقعية تتمحور حول الجنس وفي نفس الوقت لاتنفصل عن حياتنا العامة فهي جزء لايتجزأ منها تتأثر بها وتؤثر فيها تأثيراً واضحاً ملموساً، والجنس غريزة انسانية ذاتية تتفاعل مع المثيرات الخارجية وتنفعل مع مظاهرها والوانها المتنوعة، وتنطلق لتحقيق هدفها وهو الاشباع والارتواء، وهذا الانفعال والانطلاق هو أمر فطري لا يختلف ولايتخلف من فرد لآخر ومن حضارة لاخرى، وإنّما ينحصر الاختلاف بالسلوك الصادر عن هذه الغريزة وهذا الدافع الفطري، وهذا السلوك تتحكم به إرادة الانسان وما يحمله من متبنيات فكرية وعاطفية وخلقية تبعاً لنظرته للكون والحياة والمجتمع، فيكون منسجماً معها مطابقاً للأسس والقواعد التي تبناها في رسم منهجه في الحياة، ولهذا يختلف السلوك والممارسة الميدانية اندفاعاً وانكماشاً من انسان لآخر تبعاً لدرجات إيمانه واعتقاده بمتبنياته، ودرجة تفاعله مع تقريرها في واقع نفسه وفي واقع الحياة.
وحياتنا الجنسية لو انطلقت دون متبنيات فكرية وعاطفية وخلقية فإنها ستنطلق بلا قيود ولا حدود ويستمر انطلاقها وراء غايات الشهوات التي لاتقف عند قيود ولا ترتوي عند حدود، بل تنطلق بالانسان والمجتمع انطلاق المنهوم الذي لايرتوي ولايحقق لنفسه من جراء ذلك إلّا مزيداً من الشقاء والاضطراب والتعاسة في جميع مجالات الحياة، وهذا مانشاهده في كثيرٍ من البلدان والمجتمعات الاباحية.
وحياتنا الجنسية أُريد لها في ضوء المنهج الالهي ان تكون حياة عطاء وإداء، لا حياة لهو وعبث وضياع، وان يكون الجنس سكناً وهدوءً وطمأنينة للنفس والروح والجسد، وان يكون مقدمة للستر والإحصان والصيانة، وقد حرص هذا المنهج على اشباع الغريزة الجنسية دون تعطيل أو الغاء، لأنه لايحارب دوافع الفطرة وإنّما يروم تهذيبها لتكون خادمة لغايات الانسانية الدائمة، ولهذا فانّه يواجه هذه الحاجة مواجهة موضوعية في نطاق المواجهة الشاملة المتكاملة لاحتياجات الانسان فرداً كان أم مجتمعاً، وفي حدود واقعه وكينونته وفي حدود طاقته ليتعالى على النزوات العارضة والمطالب الرخيصة، وليتقيد بقيود العفّة والفضيلة من أجل ابقاء الرغبات الجنسية كامنة لاتندفع لأول مؤثر، وإنما تنطلق باستقامة واعتدال حفاظاً على سلامة الحياة والمجتمع وسلامة الجنس البشري.
وقد جعل المنهج الالهي الزواج هو الاطار الشرعي والقانوني الوحيد الذي يتم من خلاله إشباع هذه الحاجة، وتهدئة الشهوة الجامحة، وهو الاطار الوحيد الذي يجعل حياتنا الجنسية حياة نقية سليمة بعيدة عن القلق والاضطراب وبعيدة عن الانحراف والشذوذ وبعيدة عن المخاطر والشرور، وهو السبيل الوحيد للتكامل والسمو نحو الأهداف والغايات النبيلة.
وقد تعهد المنهج الالهي بتقديم أسس وقواعد تربوية كفيلة بانقاذ الانسان والمجتمع من الانحراف والشذوذ بعد تقديمه لنظام متكامل يشبع جميع حاجات الانسان لكي ينطلق بافكاره وعواطفه نحو الاهتمامات الأرفع المنسجمة مع سمو المقاصد وشرف الغايات، ووضع قيوداً وحدوداً يعاقب المتجاوز لها بعد توفر جميع الامكانات المانعة من الانحراف والشذوذ.
والكتاب الذي بين يديك - أيّها القارىء العزيز - حدّد لنا حياتنا الجنسية استناداً إلى آيات القرآن الكريم، وإلى المأثور عن الرسول الأعظم نبينا 9وعن أهل بيته:، وإلى آراء الفقهاء من المذاهب والفرق الاسلامية السبعة: الامامية، والزيدية، والحنفية، والمالكية، والشافعية، والحنبلية، والأباضية، وإلى الدراسات العلمية الحديثة.
وقد تجنّب الكتاب إستعمال المصطلحات الغامضة والعبارات المبهمة والمملّة لتكون الاستفادة عامة وشاملة لجميع المستويات العقلية والفكرية، وتجنب التحليلات غير الواقعية للأسباب والدوافع وللمقدمات والنتائج والآثار، والتي لاتزيد القارىء إلّا تشويشاً وارتباكاً، وتجنب الاساليب المثيرة سواءً في طرح الآراء أو تصوير الحقائق أو تدوين القصص الجنسية لكي لايخرج الكتاب عن غاياته وأهدافه التربوية.
والمواضيع موزعة على ثلاثة فصول:
الفصل الأول: مقوّمات الاستقامة الجنسية
تناولنا فيه مقومات التعليم، والخطوات العملية للتربية الجنسية وهي: استشعار الرقابة الغيبية، واستشعار الثواب والعقاب، وتقوية الارادة، وإثارة الوجدان، وتعديل الاستجابة الجنسية، والزواج المبكر.
وفي مقدمات الحياة الجنسية السليمة تطرقنا إلى الارشاد للحياة الزوجية، والحث على الزواج وآثاره الايجابية وأهمها: شرعية العلاقات الجنسية، والانجاب والتناسل، والدفء العاطفي، والاستقامة، والمساهمة في البناء الحضاري.
وفي موضوع العوامل المؤثرة في اختيار شريك الحياة تطرقنا إلى التوافق العقائدي، والخلقي، والتوافق في اشباع الحاجات والرغبات، والتوافق العرقي والطبقي، والتوافق في العمر، ثم الاختيار على أساس الجمال الجسدي، وعلى أساس الوراثة والبيئة.
ثم تطرقنا إلى العلاقات الجنسية بعد مرحلة اختيار الشريك، وحرية الاختيار في رأي المذاهب السبعة، ثم مراعاة الحقوق والواجبات الجنسية.
الفصل الثاني: عوامل ومظاهر الانحراف والشذوذ
تناولنا فيه الأسباب الاساسية للانحرافات الجنسية، وشهادات من الواقع حول احصائيات الانحراف ومنها: العلاقات الجنسية بين الأحداث في أمريكا، والمتاجرة بالجنس، والاعتداءات الجنسية على الأطفال في بريطانيا، واستغلال الاحداث جنسياً، والتشجيع على الشذوذ الجنسي، ثم أرقام وشواهد من المجتمع العربي.
وذكرنا في موضوع مظاهر الانحراف والشذوذ تفاصيل الانحراف واسبابه الثانوية والاضرار المترتبة على ذلك، ثم الوقاية والعلاج بما في ذلك العقوبات على ضوء المذاهب السبعة، وقد ذكرنا بعض القصص الواقعية لتكون درساً وعبرة في حياتنا الجنسية.
الفصل الثالث: الأمراض الجنسية وآثارها الخطيرة
ذكرنا فيه الأمراض الجنسية الناجمة من الانحراف والشذوذ أو التي تنتقل عن طريقهما كالزهري، والتابس، والسيلان، والقرحة الرخوية، والهربس التناسلي، والتهابات الكبد الفايروسية، وغيرها.
ثم تطرقنا إلى طاعون العصر وهو الايدز، وطرق انتقاله، وفترة حضانته، وتكاثره، وأنواعه، ثم بعض الاحصائيات عن انتشاره.
ولايسعنا في خاتمة هذه المقدمة إلّا أن نقول: أنه لا وقاية ولا علاج إلّا بالعودة إلى المفاهيم والقيم الالهية، فهي الكفيلة في إصلاح حياتنا الجنسية وإنقاذنا من الأخطار الناجمة من الانحراف والشذوذ.
نسأل اللَّه تعالى أن يوفقنا لكل خير، إنّه نعم المولى ونعم النصير. |