يبدو ان كثيرا من افكار البعث لازالت تعشعش في ادمغة بعض المسؤولين الذين يحتلون مناصب مهمة في الجامعات العراقية , وطالما بقيت الجامعات تتصرف بهذه العقليات المتحجرة فلا رجاء من ان تكون الجامعات منارا للعلم والمعرفة .
نحن الان نعيش عصر يقظة الشباب العربي الذي ضحى بدمه من اجل التخلص من الفكر الدكتاتوري المتحجر الجاثم على صدور الناس كل هذه السنوات البغيضة ، ويطلع علينا احد اصحاب الفتوات فيعيد لنا شكلا اخر من اشكال الدكتاتورية العفلقية المقيتة والمسماة الامتحانات المركزية .
عندما يكبل فكر الطالب الجامعي بالمناهج والامتحانات المركزية وتسلب ارادته بهذه الطريقة البدائية من التعليم , فالاسئلة نموذجية والاجوبة نموذجية ، والمناهج نمطية , كيف نرجو ان نحصل على طالب مبدع ومفكر وقادر على ان ينتج شيئا مختلفا ، اين الفروق الفردية ؟ اين المهارات الفردية ؟ اين دور العقل والفكر في التنوع ؟
لو كانت الامتحانات المركزية ذات فائدة - كما يعتقد المفكرون البعثيون – لتسابقت على تطبيقها الدول المتحضرة , هذا اولا , اما ثانيا : فالامتحانات المركزية تنتج جيلا متشابها من الشمال الى الجنوب ، لا يعلم الا مادة الكتاب المنهجي التي يحفظها الطالب ذو القدرات المحدودة والطالب العبقري ، هل نريد ان نحول طلبتنا الى ببغاوات تردد صوت الطاغية ( اذا قال : صدام قال: العراق ) ، فنختزل ملايين الاصوات بصوت القائد الضرورة ، الى متى يبقى هذا التخلف فينا ، لم لا نعطي حرية لسماع الاخر؟ لم نحجر على عقول الطلبة ونجعل منهم ببغاولات تردد ما تسمع و تكتب ما تحفظ ، هل هذه الطرق الملائية التي اعتمدها العرب من الاف السنين انتجت عقلا عبقريا ؟
ان الدول المتقدمة رفعت دروس المحفوظات من رياض الاطفال ، فكيف لنا ان نعيدها على طلبة الجامعات العراقية ؟ ثم هل نريد من طلبتنا في الجامعة ان يحفظوا جيدا ام ان يفكروا بطريقة جيدة ؟
ان الارض تحركت عن مركزها القديم (10 ) سنتمترات بفعل زلزال اليابان ، وسقطت عروش الطغاة بفعل ثورات الشباب ، فكل شئ في العالم الان يتغير ويتخلص من سلطة المركز الا جامعة البصرة ، فانها تريد ارجاع الزمن الى ايام الاضطهاد والقهر والصوت الواحد ونسبة 99,99%.
|