وهكذا بات يوم الجمعة يوما ينتظره ( بعض ) العراقيون ليخرجوا فيه بتظاهرات ويسمونها كيفما يشاءون وحسب ما تبتغيه المصلحة لدى أي مجموعة تفكر بالخروج بتظاهرة على أي نوع من الشعارات ..؟ فالتظاهرات التي خرجت خلال الجمع الماضية كانت تنادي بمواضيع لها مساس مباشر مع حياة الناس مثل الكهرباء والبطاقة التموينية والبطالة وغيرها من الملفات الخدمية التي لابد على الحكومة النظر فيها وتحسينها . وهذه بطبيعة الحال أمور مشروعة . وكان للتنظيم العالي الدور الكبير في نجاح اغلب تلك التظاهرات ولكن ألان بدأت تخرج تظاهرات لا تعرف ماذا تريد فقط ( حشر مع الناس عيد ) ، فتظاهر مئات العراقيين في ساحة التحرير وسط بغداد ومدن أخرى مطالبين بإطلاق المعتقلين ووسط إجراءات أمنية مشددة في تظاهرة أطلق عليها اسم ( جمعة المعتقلين ) يقال إن المتظاهرين هم أو بينهم أهالي المعتقلين من نساء وأطفال وشيوخ كانوا يحملون صور أقربائهم المعتقلين منذ سنوات من دون محاكمة وطالبوا بإطلاق أبنائهم ، فهذه أيضا مطالب مشروعة ولكن الغير مشروع هو إن هذه التظاهرة كانت تخلو من أي نوع من أنواع التنظيم مما سبب تشابك المتظاهرين بالأيدي فيما بينهم بسبب نوعية الشعارات التي رفعوها والاختلافات الكبيرة التي حدثت بينهم حول تلك الشعارات وبالذات التي تندد بما يحدث في البحرين ..! لقد نسي هؤلاء المتظاهرون إن للتظاهر ثقافة معينة لابد من العمل بها حتى يتم من خلالها إيصال كل ما يريدونه إلى المسؤولين وما عدا ذلك يخرج عن الواقع الحقيقي لثقافة التظاهر ، فجمعة المعتقلين كما أطلق عليها لم تأت بأي نسبة جيدة لما خرجت من اجله وهذا كله طبعا يعود إلى عدم وجود تنظيم جيد للتظاهرة . وأنا ادعوا جميع العراقيين أن لا يسكتوا على حقوقهم وحقوق أبناءهم ولكن كل شيء وفق القانون ووفق ما يتقبله العقلاء حتى لا تكون هناك ثغرات يمكن أن تسبب خللا ما وحتى تأتي هذه التظاهرات بالنتائج المرجوة منها .
|