• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السيد مقتدى يقرر التخلي عن السياسة .
                          • الكاتب : مهدي المولى .

السيد مقتدى يقرر التخلي عن السياسة

لا شك  ان قراره  اثار حالة من الجدل والنقاش بل الدهشة والاستغراب  وبدأ كل واحد يفسر الامر حسب رؤيته الخاصة المعروف ان ما اطلق عليه بالتيار الصدري تكون من مجموعات مختلفة ومتناقضة لا تجمعها جامع ولا يربطها رابط فكل مجموعة تبحث عن مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية لكنها وجدت في التيار الصدري وجيش المهدي الوسيلة الوحيدة لتحقيق تلك المصالح  والمنافع الخاصة  فبعض هذه المجموعات تكونت من اللصوص والحرامية والمحتالين واهل الرشوة  والذين يبحثون عن المال والنفوذ والقوة وحتى عصابات البعث الصدامي بل حتى المجموعات الارهابية الوهابية وكانت كل مجموعة تعمل لصالحها وحسب رغبتها  باسم التيار الصدري وجيش المهدي بدون علم السيد مقتدى الصدر ومن معه من المخلصين الصادقين
وبمرور الوقت ازدادت هذه المجموعات قوة وسطوة ونفوذ واصبحت هي التي تسير الصدر من خلال قوتها او من خلال ما تقدم له من معلومات كاذبة ملفقة فاصبح اسير بين يديها
المعروف كل هذه المجموعة التي وصلت الى البرلمان وحصلت على مناصب وزارية ومناصب مهمة اخرى في الدولة شخصيات غير معروفة وليس لديها اي نشاط سياسي اي كما يقول المثل العراقي لا في العير ولا في النفير الا انهم استغلوا ضعف وقلة وعي مقتدى والتفوا حوله واخذوا يبالغون في شخصيته والجميع استغلوا سمعة الصدر وبهذه السمعة حققوا امالهم في الحصول على المال والقوة والنساء فتحول هؤلاء من الفقر والجوع الى الثروة والتخمة من لا يملك ماوى الى من يملك كل شي عقارات مزارع سيارات فاخرة سفرات حفلات تبدد لها الملايين من الدولارات
لا شك ان قرار السيد مقتدى بأعتزاله العمل السياسي وتأكيده على انه لا يمثل اي سياسي وليس هناك اي سياسي يمثله ومن يقول ذلك سيحاسب قانونا وشرعا كشف حقيقة هؤلاء   يعني انه سحب الواسطة التي توصلهم الى تحقيق مصالحهم واهدافهم يعني انه رفع الستار الذي كان يتغطون به ويخفي سلبياتهم ومفاسدهم يعني انهم تاهوا ضاعوا  او على قول احد النواب انهم داحوا
لهذا اسرعوا وقدموا استقالاتهم وسحبوا اسمائهم من قوائم الترشيح للاتخابات القادمة التي ستقام في بداية الشهر الرابع من هذا العام
من الطبيعي انهم لا يرضون على تصرف السيد مقتدى هذا التصرف بل يعتبرونه خيانة لهم لهذا سيحاولونه خداعه تضليله بطرق مختلفة من اجل التخلي عن قراره بطرق مختلفة منها الضغط عليه تخويفه الطلب من قوى اخرى معادية مثل علاوي ومجموعته حارث الضاري جوقة قناة الخشلوك جوقة المدى ومن  هم على هذه الشاكلة  وربما سيتصرفون معه تصرف اخر التهديد والقوة
لا شك ان هذه الجهات والمجموعات معروفة بعدائها للسيد مقتدى الصدر لكن تقربها منه وتمجيدها اياه لا حبا به وانما كرها للشيعة وللمعملية السياسية وله ايضا  وهذه اللعبة التي يلعبوها مع السيد مقتدى تذكرنا باللعبة التي لعبها الطاغية معاوية مع عقيل شقيق الامام علي عندما قام معاوية بتمجيد وتعظيم عقيل لا حبا بعقيل وانما كرها للامام علي
فهذه المجموعات تحاول جره الى موقف شبيه بموقف الطابور الخامس الذي شكله معاوية في معركة صفين الخوارج الاشعث بن قيس الاشعري  عبد الرحمن بن ملجم في حرب المسلمين بقيادة الامام علي مع الفئة الباغية بقيادة  الطاغية معاوية لكن السيد مقتدى خيب ظنونهم وافشل مخططاتهم بل كشف حقيقتهم
لهذا  يتطلب من السيد مقتدى ان يصمم على موقفه من هؤلاء ولا يخدعوه بتقديم استقالاتهم وذرف دموع التماسيح فأنهم يذرفون الدموع على المناصب والكراسي والنفوذ التي يحصدون منها الذهب والقوة والتي كلها طارت من ايديهم
فالذي يدافع عن خط الصدرين الشهيدين عليه  ان  يقف الى جانب العراقيين الذين يتعرضون الى ابادة كاملة على يد اعداء العراق  فليس امام العراقيين من خيار غير الانتصار على الاعداء فهم خيرونا بين الذلة وبين السلة وهيهات منا الذلة
فالذي يدافع عن خط الصدرين الشهيدين عليه ان يقف الى جانب المرجعية الدينية العليا وينفذ تعليماتها فالمرجعية الدينية  لا تمثل دين ولا مذهب ولا عرق ولا حزب  بل تمثل كل العراقيين  مع كل مظلوم مضطهد ومع كل صادق عادل بغض النظر عن دينه رأيه مذهبه انها اول مرجعية في تاريخ المرجعيات العراقية  وضعت العراقيين على الطريق الصحيح
لهذا نرى  تكالب اعداء العراق على حرف العراقيين والعودة به الى ذل العبودية يعني ان العراقيين سيتعرضون الى حالات من الذبح والقمع بطرق مختلفة ووسائل متنوعة  قد تنطلي على الكثير منا وتجرفنا  ونحن لا ندري
لهذا ندعوا السيد مقتدى ان يكون واعيا لكل ما يجري حوله  وكل من يحاول التقرب منه فاعداء العراق والعراقيين صبغوا انفسهم بالوان مختلفة واشكال متنوعة فجوقة المدى وجوقة الخشلوك وجوقة عزيز الحاج وجوقة حارث الضاري والقاعدة  وعزة الدوري كلها تابعة لجهة واحدة وهي مجموعة حاخامات الدين الوهابي الظلامي التابع لال سعود
الجميع شكلوا حلفا واحد موحدا لذبح العراقيين وتدمير العراق والعودة بهم الى حضيرة الرق والعبودية واخماد شمسه التي بدأت تشرق



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42952
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14