• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أين الأخلاق .
                          • الكاتب : د . هاشم حسن .

أين الأخلاق

ظاهرة خطيرة برزت في مشهدنا الاعلامي والثقافي والاجتماعي منذ سقوط النظام السابق، وستستمر على مايبدو طويلا وتتمثل  باعتماد اساليب غير شريفة باسقاط الاخرين وتشويه سمعتهم بكل الوسائل وفي مقدمتها البعض من وسائل الاعلام التي اصبحت ادوات لتصفية الحسابات والتنفيس عن الاحقاد الشخصية  تحت شعارات الحرية.
 
وللاسف الشديد ان افتعال هذه المعارك الجانبية هو انحراف عن الوظيفة الاخلاقية والانسانية لوسائل الاعلام والتي يفترض فيها ان تكون عنصرا ايجابيا في ترسيخ السلم الاهلي ونموذجا واعيا في التعامل مع المعلومات وتوظيفها في خدمة المجتمع بعد تنقيتها من التزوير والتلاعب  والامتناع عن استخدامها للقذف  والتشهير لتحقيق اغراض شخصية، وتوفير الفرصة للاخرين للرد والتوضبح، لان الواجب الاسمى لوسائل الاعلام تداول الحقائق العامة للكشف عن الفساد الذي ينهش في بنية الدولة التحتية والفوقية، فالسعي للتشهير باشخاص لهم تاريخهم ومواقفهم وتحريض بعض القوى لتهديدهم بالقتل او الاقصاء والتهميش فان هذا الامر جريمة جنائية ترتكب بحق المجتمع بكامله وليس بحق شخص بعينة. لاسيما ان القصد السيئ المبيت يمنع الطرف الاخر حتى من حقه بالرد والتوضيح لمنع التجريح وفضح التزوير.وتعاون هذه المافيات مع قتلة ماجورين!
 
والغريب ان هذه الحملات تتصاعد وتعتمد كل الوسائل غير النظيفة بفبركة مايسمونه وثائق واتهامات ماانزل الله بها من سلطان يتم تضخيمها استنادا لعدد المفسدين والمزورين والمختلسين الذين يتوقعون افتضاح امرهم في خيانة الامانة او سقوط حلمهم بعد ابعادهم من موقع ومنصب كان يؤمن لهم تحقيق احلامهم وطموحهم غير المشروع بالاستحواذ على كل شيء وتهميش الاخرين، وتتسع الحملات مع زيادة عدد القابضين والحاقدين والمصابين بداء تدمير الاخرين ومن خلالهم الوطن بكامله والحفاظ على مصالحهم فقط والتستر على تاريخهم القذر الذي يعرفه الجميع ولكن اخلاق الفرسان لاتنزلق لمستنقع المهاترات وفتح الجبهات الثانوية وترك قضايا وهموم وطن بكاملها من الاولى ان يكرس الاعلام جهده وجهاده لتبنيها وصيانة كرامة الناس وامن المجتمع.
 
وليس غريبا ان الحملات لاتتحدث عن نزاهة وكفاءة ومهنية الناس الذين توجه اليهم سهام الحقد ، بل تستخدم دائما شماعة  الاتهام بلانتماء او التعاون مع النظام السابق فهم يخوننون شعبا بكامله والناس تعرف ان ابطال هذه الحملات تنطبق عليهم التهم اكثر من غيرهم ، واخطرهم اولئك الذين يتحركون بالظلام  مثل الخفافيش ويضللون الاخرين  والنتيجة اثارة الفتن واشاعة القلق داخل المؤسسات واشغالها عن اداء رسالتها النبيلة وفتح الابواب مشرعة لنشاط المنافقين والمتملقين والانتهازيين والانتهازيات، ولعل هذا الاسلوب اكثر خطرا من الارهاب نفسه، لان الارهابي يعلن عن نفسه بتفجيراته الحقيرة ويقتل بعض الناس ، لكن الارهاب الاعلامي يقتل بانتقاء ويدمر كامل البناء ولايستقر المجتمع الا بفضح هؤلاء وعدم الاصغاء لطنينهم ولوشاياتهم السامة فهم مثل العقارب تلدغ وتضم رأسها ، بل هم حشرة الارضة  التي تنخر بهدوء لتشوه كل منظر جميل حتى يستدل على راس الافعى ليسحق لتموت كل جيوش النمل الابيض من الخارج والاسود من الداخل مثل قلوب البشر المنحرفين عن كل  القيم النبيلة والاعراف الجميلة.
 
اقول ذلك وانا اشعر بحزن  لان هذه الحملات الظالمة والحجارة السامة توجه دائما لاحرار الناس للاشجار المثمرة الواعدة بالخير، فهذه العقارب لاترى موسم الربيع ولاتستمتع بمنظر الزهور والبراعم المتفتحة وبوجوه الشباب المتطلعين بامل للحرية ولعراق جديد لان المؤمرات تشغلهم عن كل ماهو نبيل ومفيد، وصدق قول الله العظيم(فاما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الارض)و (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين). 
Drhashim55@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4287
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14