• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأعلام أشد فتكاً من ألآلة العسكرية المدمرة .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

الأعلام أشد فتكاً من ألآلة العسكرية المدمرة

الاعلام رسالة نبيلة وسامية وأمانة كبيرة ومسؤولية خطيرة جدا تتطلب من السائرين في ركابها والمتحملين مشقتها عليهم أن ينقلوا الاخبار والمعلومة بصدق وشرف , وان يتخذوا الحيادية والموضوعية بالتعامل مع كافة القضايا سيما القضايا الوطنية وهي تعمل على توحيد الاراء والافكار وتكشف المتلاعبين والمرجفين اثناء تعرض البلاد الى أزمات سياسية وهجمات من اعدائها ,لابأس ان تنتقد وتتحدى على ان تكون بنظرة واسلوب حضاري يصب في اصلاح وترميم هياكل الدولة , وما رأيناه بأم اعيننا اثناء الربيع العربي كيف لعب الاعلام دورا رياديا في اظهار الحقيقة لحكام تربعوا على اعناق الشعوب لحقبة زمنية ,في الزمن الحالي لايقل هجوم الاعلام عن عمل الة العسكرية بل ربما تهدم اسوار وحصن لم تستطع المدافع والطائرات من تهشيمها لسبب واضح ان وسائل الاعلام اصبحت متطورة وسريعة التأثير وكثيرة الانتشار وسهولة اقتنائها , بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية نقلت الصهيونية مقرها ونشاطها الى نيويورك بالذات وذلك لوجود طائفة يهودية يقدر اعداها بالملايين واكثرها تسيطر على اجهزة الاعلام والاقتصاد فلذلك نجحت الصهيونية في استقطاب العالم والتأثير عليه , وبان تاثيرها على الانتخابات الامريكية من خلال اقامت الدعايات والاحتضان لاي رئيس يجعل قضية اليهود في اولويات عمله , يهمني في الموضوع بعض القنوات العراقية المغرضة وهي تبث سمومها وتجانب الباطل كل ساعة على حساب شعب ذاق الويلات وتعرض لااكبر هجمة شرسة حتى اصبح اللون الاسود هو السمة التي طغت على العراقيين , قبل عام سمعنا انتقادات وصيحات من اكثر السياسين بعموم مذاهبهم ,يطلبون ايقاف التدهور الامني وضرب الارهابيين بيد من حديد وان يعجل الجيش بشن هجمات على مناطق تواجد الزمر الارهابية  حتى وصل الحال الى انتقادات لاذعة  موجهة الى القوات الامنية اثناء تنفيذ الارهابين في مناطق محدودة من تفجير وقتل الابرياء بان الجيش متراخي ويعيش في سبات ولايهتم في اتخاذ الحيط والحذر , والكل اتفقوا على ان يتم محاربة الارهاب بجميع مسمياته , ولكن سرعان ما تبدلت تلك الاراء في اول ضربة عسكرية موجهة الى تنظيم داعش الارهابي في مناطق الانبار , وكأن الضربة موجهة الى اهالي الانبار حتى بعضا من اعضاء النواب انتقد تسرع الجيش في استعمال الالة الحربية ضد تلك التنظيمات , ووقف الاعلام في الفضائيات موقفا معاديا من العملية السياسية والشعب من خلال اظهار صور قديمة لقتل بعض الارهابين بحجة ان هولاء القتلة هم ابناء السنة لتحريك مشاعر وغرائز الناس لضرب النسيج الوطني وخلق فتنة طائفية , وماقامت به قناة الرافدين المشؤومة وقناة الفلوجة وبعضا من القنوات المعادية معلنة ان الحرب مع عشائر الثور وهي تتصدى الى جيش تصفه بقوات المالكي , وتلتقي ببعض الارهابين كمحللين سياسيين الذي اسرفوا وتناغموا على دماء العراقيين وهم تجار حروب ليصفوا ما يدور في الانبار من حرب ابادة وان الجيش يسلم نفسه الى قوات ثوار العشائر , ومن المضحك ان بعض من هولاء المطلوبين للقضاء العراقي بتهم مخلة بالشرف  قال لم يبقى على احتلال بغداد وسقوط النظام الا ايام , اما الاناشيد الوطنية ورفع اعلام الحزب واظهار صور لبعض الارهابين وهم يهتفون لداعش وقوات السفياني  فلم تجد هذه المرة نفعا وتأثيرا على الشعب العراقي  كون ان المعارك التي تجري في محافظة الانبار محدودة واهدافها ذات ستراتيجية وتشترك فيها اكثر العشائر الى جانب الجيش والصور المعروضة من خلال القنوات الفضائية ومايقوم به طيران الجيش من دك اوكار الارهاب اكثرها في الصحراء وخارج المدن وبعيدة عن الدور السكنية للمواطنين , أن ما يقوم به الاعلام المعادي المتمثل بفضائياته المغرضة وهي تستلم اموالا كبيرة من الدول الاقليمية والمنظمات العالمية وما يقوم به من نشاط تخريبي لم يستطيع هذه المرة رغم امكانياته الكبيرة والواضحة ان يشق وحدة العراقيين ,وكان من الاجدر ان تظهر على شاشاتها معاناة العوائل المهجرة  التي بلغت اكثر من  عشرات الألوف عائلة من جراء العمليات التخريبية ومايقومون به داعش من قتل وتهديد لعوائل الانبار , كان من الاجدر بتلك القنوات  ايضا ان يظهر الاعلام حقيقته ومسؤوليته الشرعية كونه رسالة تمثل المحبة والسلام عن كيفية استقبال تلك العوائل في المناطق الامنة من مدينة النجف وكربلاء وبغداد وان يظهروا تلك الصور الجميلة عن وحدة العراقيين ونبذ الكراهية وانصهار الجميع تحت خندق واحد في حالة الاخطار  , وما قامت به تلك الفضائيات انعكس سلبا على ادائها لانها شجعت قوى الظلام ووقفت الى جانب الباطل وتغاضت عن مأساة اهلنا في  محافظة الانبار وهذا لم يكن بالغريب لان هولاء يعيشون على اطلال الهياكل البشرية ولم ينتموا الى دين ولاطائفة والذي دك مضاجعهم هو الصور التي اظهرتها قنواتنا الوطنية من استقبال تلك العوائل وفتح قلوب العراقيين قبل بيوتهم لهم .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42661
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 02 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14