• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : اراء لكتابها .
                    • الموضوع : حقيقة اعتصام الصباح .
                          • الكاتب : صفاء عبد الهادي .

حقيقة اعتصام الصباح

 لا يحتاج المشارك أو المتتبع لشأن الاعتصام الذي قام به عدد من منتسبي جريدة الصباح، الى متسع من الوقت لاسترجاع ذاكرته، فقد حدث ذلك قبل ثلاثة أيام فقط، وتحديداً يوم السبت الماضي، في مقر الجريدة، حيث اتفق عدد من الزملاء ينتسبون الى مختلف الأقسام في المؤسسة، على تنظيم اعتصام للتعبير عن آرائهم ومطالبهم التي اختلفت في مضامينها وتوحدت في توقيتها وهو اليوم الذي باشر به الزميل عبد الستار البيضاني مهامه رئيسا للتحرير.
سوف أورد هنا عدة أسطر بقلم لا يتجاوز عمره سبعة أعوام، لكنني سأحاول جاهداً أن أتوخى الدقة والحياد في كل ما شهدته من حقيقة الاعتصام وما جرى ويجري في هذه المؤسسة، وفيها ما يدعو الى الاستغراب ويضع أكثر من علامة استفهام أمام أشخاص سوف لا أصفهم بشكل مباشر، بقدر ما سيوضح ذلك المنطق الذي يتضمنه هذا المقال المتواضع بمفرداته وكاتبه.
بدأت ملامح الاعتصام والنوايا عندما تم توزيع ما تشبه المنشورات في جميع أركان الجريدة، يتصدرها عنوان تحت اسم (اعتصام الصباح)، ويتضمن 12 نقطة هي عبارة عن مطالب متنوعة تعبر عن رأي من كتبها، ولا نعرف حتى الان اسم الكاتب والجهة التي يمثلها، وهي حقيقة لا يمكن لأحد انكارها.
رأيت ذلك المنشور على مكاتب الزملاء في قاعة المندوبين وسألت أحد الأشخاص القريبين عن مصدر ذلك، واعربت له عن استغرابي لعدم وجود جهة أو شخص قد أعلن عن اسمه وتبنيه عملية الاصلاح المذكورة ضمن النقاط الاثنتي عشرة، قبل أن يبلغني بأنه هو من قام بطباعتها وتوزيعها، وأن ذلك يمثل رأي الكثير من الزملاء الذين يشعرون بأهمية تحقيق هذه المطالب، وتصحيح مسار الاعلام العراقي، بحسب ما ذكر.
النقاط التي وردت في المنشور، قد تكون بحاجة الى خيال مفرط لاستيعاب امكانية تحقيقها وبناء مثل هذه المؤسسة النموذجية في العراق اليوم، لاسيما ما يتعلق منها بفك ارتباط شبكة الاعلام العراقي من جميع السلطات التنفيذية والتشريعية، بما فيها الحكومة ومجلس النواب، وتشكيل مجلس أمناء يكون أعضاؤه من المستقلين، والكل يعي اليوم بأن كلمة \"الاستقلالية\" في مثل هذه المواقع أصبحت كلمة مجازية لا وجود لها في الواقع.
في اليوم التالي قام الزميل الاستاذ محمد عبد الجبار الشبوط بالتعقيب على المطالب التي وقعت بين يديه في عموده اليومي الذي ينشر في الجريدة، وأوضح حقيقة القصور الواضح في التعاطي مع مثل هذه القضية من رؤية محايدة، بالرغم من أنه طرف أساس فيما تضمنته المطالب في نقطتها التي تطالب بحل مجلس الأمناء، كونه أحد أعضائها، لكن سرعان ما استبدلت تلك المطالب والمنشور برمته بورقة أخرى لا تشبه سابقتها سوى في لون الخط وحجم الورقة، وتم في اليوم اللاحق الرد على تعقيب الشبوط بكلام جارح.
لست هنا بصدد الدفاع عن الاستاذ الشبوط، كونه ليس بحاجة الى ذلك، بقدر ما أنا اليوم بحاجة لمن يدافع عني، وأنا أواجه سيلاً من الاتهامات، تارة لأنني لم اشارك في الاعتصام، وتارة أخرى لكوني انحدر من سلالة لا ترجع الى العمل الصحفي، ولأنني كنت أعمل في القسم الفني بصفة منضد في بداية تعييني قبل سبعة أعوام، وآخر ما تعرضت له من اتهامات لدوري في محاولة قمع الاعتصام، وتصفية الخصوم المفترضين والأعداء الذين يتربصون بي في الجريدة، كما ورد في مضمون ما كتب في مدونة كتابات أمس. (ملاحظة هامة: تم رفع المقال الذي كان منشورا في موقع كتابات يوم أمس بعد ان اطلع عليه جميع الزملاء في الجريدة في سابقة لم تحدث من قبل، ولا يمكن تعليل ذلك الا ان يكون كاتب المقال قريباً جدا من الموقع). 
في الختام، وفي الوقت الذي انتهز فيه هذه الفرصة لأعبر عن تقديري لكل من شارك في الاعتصام، واحترامي لجميع الآراء، فأنا أطالب المعتصمين بموقف واضح تجاهي وزملائي الاخرين الذين يتعرضون الى اساءة بشكل مستمر، كما اطالبهم بالتعامل بالمثل من خلال احترام الرأي الآخر، وعدم الوقوع في خطأ التناقض والازدواجية، لاسيما أنهم ينطلقون في ممارساتهم هذه من حرية الرأي والتعبير، وهو ما يلزمهم باحترام آراء الآخرين، وعدم الاساءة لهم، كما أود أن أؤكد أن الحقوق التي تكفل لهم التعبير عن حرياتهم، انما تكفل للاخرين المشاركة في الاعتصام من عدمه، والتعبير كل حسب ما يراه ملائما ويحقق تطلعاته، وهو ما يحتم عليهم في الوقت نفسه الاعتراف بأنهم لا يمثلون سوى أنفسهم، وهو ما تؤكده واحدة من المبادرات التي قام بها منتسبو المطبعة، عندما قاموا بجمع تواقيع أكثر من (110) من عمال المطبعة وموظفيها يعبرون فيه عن رفضهم التحدث بلسانهم، ويؤكدون أنهم ليسوا جزءا من هذا الاعتصام، بل يستنكرون ما قام به المعتصمون الذي اعتبروه يعرقل عملهم وفيه استغلال واساءة لمؤسستهم، ولقدسية العمل.
 
                                          * صفاء عبد الهادي.. محرر في هيئة تحرير الصباح 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=4256
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 03 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15