لعل الذي يتابع سير الاحدث في العراق بعد مظاهرات يوم الغضب والتعهد الذي الزم المالكي به نفسه بأجراء الاصلاحات في حكومته الميتة سريرياً خلال مائة يوم وهذا مالايقبله العقل والمنطق ان يستطيع المالكي والذي حكم العراق اكثر من خمسة سنوات وحكمه حزبه اكثر من ذلك ,, فهل من المعقول ان يجري اصلاحات على نظام حكم فاسد اداريا وماليا بمائة يوم العقل والمنطق يقولان ان هذا الامر غير ممكن ,, لسبب بسيط جداً وهو ان الحاكم نفس الحاكم وتركيبة المحاصصة او مايطلقون عليه المشاركة هي نفسها والمفسدون هم انفسهم لازالوا ينخرون بعضد الدولة العراقية ,, الفئوية والحزبية والنفس الطائفي ووجود عدد كبير من ازلام النظام السابق في مفاصل مهمة امنية وخدمية جميعها دلائل واضحة على ان المالكي لم يكن قراره مدروس بشكل علمي ووفق معطيات الاوضاع الراهنة في العراق بل اراد ان يهدئ الشارع العراقي ولو لفترة لانه يراهن على الزمن كما كان صدام في عناده مع دول العالم التي اردت اسقاط نظامه الفاشل وصدام كان اكثر ذكاءاً من المالكي لانه لم يلزم نفسه بمدة محددة .
ان التخبط الذي جعل المالكي يقع بهذا الخطأ الجسيم سببه انه لم يكن لديه استراتيجية صحيحة في ادارة البلد ,, فبدلاً من ترشيد الوزارات وتقليل الانفاقات وتمتين التحالفات ومن اجل البقاء في السلطة عمل العكس تماماً ,, فكيف يستطيع الايفاء بالوعود في مائة يوم قطعها على نفسه وهو لم يستطع ان يكافح الفساد الذي لعب فيه دوراً اساسيا اكثر من خمسة سنوات .
ان عملية العد التنازلي بدأت منذ اليوم الاول من المائة يوم وعلى المالكي ان يجهز عدته للخروج من دائرة السلطة هو وحزبه ومن ايده وان يعترف انه لم يكن مهيئاً لمثل هذه المهمة الكبيرة التي لايصلح لها الا الصلحاء وعليه ان يتعض ممن سبقوه ( التونسي وحسني مبارك ) الا ان موعده نهاية المائة يوم الا ان صبح ذلك اليوم لقريب .
|