• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بصرة كاظم الزهيري .
                          • الكاتب : وجيه عباس .

بصرة كاظم الزهيري

اتيقن ان ادنى حقوق البصرة عليك حين تدخل اليها مسحورا ان تمس روحك طيبة كاظم الزهيري الذي ليس له علاقة بمشروع البترودولار، البصري الطيب اشبه بعذق نخلة تؤتي أكلها لكل من تسول له نفسه أن يرتكب محبة البصرة، البصرة متاهة حسن وانت لاتملك ان تبحر فيها من دون بلم عشاري ملاحه كاظم، في البصرة كاظم الحجاج، هذا الجذع النحيل الذي يدافع النار بيديه المتعبتين وروحه الترفة، وهنا كاظم الزهيري الذي ارتكب المحبة البصرية مع سبق الاصرار والترصد فاستحق ان نحكم عليه بارتكابه جرما لايخل بشرفه.
البصرة ام العود، وحتى الان اضاعتني البصرة بين اعواد المنابر، فعدت احمل سلة همي فوق راسي وسط جمعة ليست على قائمة اهتماماتي، الطريق الى البصرة طويل، وقلبك يقفز ويسير على حجلة طفل، فكيف تصل الى بصرتك ايها الجنوبي وخلفك اعواد المشانق منصوبة ليعلقونك عليها ظنا منهم انك الحلاج او كاظم الحجاج او كاظم الزهيري، لماذا حين اقول كاظم تلوح قبة موسى بن جعفر ع من سجن ابن شاهك وهو محمول على اعواد يحملها اربعة سجانين ضحى على الجسر ببغداد، ولماذا حين اقول البصرة تتجمع كل الدمعات على خد اسمر يشبه هذا التمر البرحي النازل من هذي الاعواد؟.
حين دلفت الى البصرة، كان هنالك وجهان، وجه لعصام جعفر الضاحك، ووجه ينتظرني قرب عيون كاظم الزهيري الذي يشبه ملامح أمي فاطمة، ولااعني انه خالي، فأخواله من البدو، وانا اخشى على روحي من البادية، كيف لروح لم تقنعها الحضارة ان تكون البادية ساحلا لبحرها، والزهيري جنوبي وبصري وشاعر وعواد، هو المحافظ الحقيقي لبصرتنا التي صنعناها باحلامنا وهو رئيس مجلس محافظتها الذي يخاف عليها من عين الحسود، لهذا عين الفيلدماريشال مهدي السوداني ليكون قائد شرطتها الذي لاتنازع حوله، مهدي السوداني الوريث الوحيد لزرقاء اليمامة وهي تبصر الاعداء حين تتحرك اعواد النخيل في الافق،لكن قومها لم يصدقونها، ومهدي السوداني حين كذبه العميان تبدى عليهم بطيبته فلم يبق شيئا سالما من قدميه ويديه المبصرتين،لهذا اعلن في جلسة خاصة ان البصرة آمنة مطمئنة بعد ان جلب لها اخوال كاظم الزهيري ليكونوا عسسا في بصرة الزهيري، ولم يبال بمن طوط له من بعيد حتى لوكان محافظ البصرة ورئيس مجلسها.
ليل البصرة عبد زنجي يلتمع وجهه بقطرة ضوء قمري، ومطر البصرة يسكب الوانه على زنجي لم يتعود على طاعة سيده، رائحة المطر البصري ممزوجة بعطر التمر وغضب النفط، لهذا ما أن تسقط قطرة منه الا وتلاقفتها الروح، كنا اثنين نغوص في وحل الاسمنت وطين البصرة والشارع يتعرف للمطر البصري من اول زخة، الواحدة ليلا لايجمعك مع مطر البصرة سوى الوحشة والغربة واللوعة، يازهيري... ياهوووووو... بعد ارويحتي ... وينك؟ الليل بهذي البصرة لااعرفه، يقولون هناك خوف، ولابد للبستان من ذئاب لاتعرف معنى البصرة، هذه المدينة الفاصلة من الرئيسي!!، علباتها مكشوفة لسطرات الحكومة حين تغضب على كردستان، ولسيطرات الحكومة حين تغضب على اهلها حين تتحول صناديق الانتخابات الى توابيت انتحابات، اين ابحث عني وسط هذا الغياب؟ اخرج عينيك الجاحظتين بالمودة لاتلمس طريقي الى البصرة التي هجرها جدي وجاء بنا ابي الى بغداد ذات غفلة.
هل قلت اني اعرف كاظم الزهيري الذي يكاد يبكي كلما تجمعت هموم البصرة فوق راسه؟ القلب الذي يحمله الزهيري قلب والدة ثكلى، لهذا كانت غرفته عش حمام بهيئة مضيف جنوبي يعتذر من الداخل والخارج منه خشية انه كان مقصرا، ويشهد الله ان كلمة واحدة من الزهيري تعادل الف خروف يذبح لاحباب المضيف.
هل قلت اني اعرف كاظم الزهيري او اعرف من البصرة روحا تحمل عطر التمر؟ اكاد ارى كلماتي جيشا من الاحرف واخشى عليها ان يدوسها مهدي السوداني فتتبعثر عند جسر الكزيزة فلااعرف ان ادخل البصرة قرب ساحة سعد او ام البروم فاعود الى بغداد محملا بالبصرة.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=42030
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15