• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بناء السدود في ايران بوابة بين التاريخ والحاضر .
                          • الكاتب : د . هادي فائز .

بناء السدود في ايران بوابة بين التاريخ والحاضر

بناء وتشييد الجسور في ايرن قد يتصورها الكثيرون انها حاجة بشرية او من مستلزمات المجتمعات الإنسانية الا ان الغور في قصة بناء السدود في ايران تؤكد انها احدى فنون وتقنية وحضارة تاريخ ايران لان بناء السدود وشق الإنفاق وحصر المياه وضخها الى ارتفاع  500 او 1000 متر مثل إعادتها لتحريك المضخات العملاقة لا يمكن تصورها الا من خلال الأعمال البشرية الخارقة والانجازات العظيمة التي قام بها الفنيون والتقنيون والعمال البسطاء الذين شقوا صدور الجبال بمعاويلهم الصغيرة ودفن الكثير منهم في أعمق الإنفاق وبين الصخور التي كانت تنهار عليهم خلال شقهم الإنفاق وعمق الجبال ويطمرون تحتها من اجل انجاز مشروع ري هائل او لإنارة مدن وبعبارة ادق تطوير حياة الإنسان الى مرحلة متقدة من العلم والرقي والقدم.
بناء السدود في ايران كان ولازال حدثا وانجازا هاما دوما في حياة الشعب الإيراني على مدى التاريخ حيث تشير صفحاته الغابرة بناء سدود منذ معرفة اول دولة في ارض فارس أي قبل 7 الاف عاما وتشييد السدود بارتفاع 50 او 100 متر كان من اجل حصر مياه الإمطار والثلوج وراء السدود لمنع المياه من الهدر او الاختلاط عبثا بماء البحار المالحة. واستخدمت هذه السدود التي كانت بالعشرات في تلك الفترة وعمرها ظل مابين 500 و 700 عاما لكل سد في مجال الزراعة ومواجهة السنوات العجاف وقلة الإمطار ومد المدن والقرى بشبكات مياه الشرب والاستحمام والصرف الصحي حيث تؤكد الحفريات التاريخية صحة ما قيل ويقال عن بناء السدود في إيران وشبكات المياه. 
تاريخ بناء السدود
في العهد الساساني القديم وصل بناء السدود الى ذروته حيث ظلت هذه السدود المشيدة في تلك الفترة تعمر اكثر من 1200 عام  ومنها سد شوشتر المعروف وسد اخر في مدينة شيراز كان عمره الف عام. وشيدت الحكومات المتعاقبة في ايران القديمة سدود في (اصفهان وساوه وخوزستان) وتم تشييد سدود قوسية في (فرمان واخلمد وكبار) حيث استنسخ الرومان حين غزو ايران هذه السدود ونقلوا خرائطها الى أوروبا نظرا لانهم انبهروا بتقنيتها وعظمة بناؤها وكان الرومان واليونان بحاجة لها نظرا لتطابق الأرض الصخرية مع ارض ايران والمناخ تقريبا يشبه مناخ بلاد فارس القديمة.
وفي عهد مملكة هخامنش تطورت مرحلة بناء السدود حيث كانت ايران في تلك الفترة معرضة لطغيان الأنهار وموجات الصقيع والثلوج وبما ان دولة هخامنش كانت معروفة ببرامجها وخططها الزراعية والعمرانية فركزت على بناء المزيد من السدود ووضعها في خدمة المجتمع البشري آنذاك.وقد بنى الملك كورش الكبير سد (دياله) المعروف من الخشب والصخر حيث كان يغذي هذا السد أهالي بلاد فارس ومابين النهرين.وتم تشييد حوالي 10 سدود كبيرة في تلك الفترة منها (بند ناصري) بالقرب من عاصمة تخت جمشيد وسط ايران وسد (بهمن) على نهر (بند). ومن اللافت للنظر ان فترة بناء السدود في ايران تاريخيا كانت تمتد مابين 7 و 10 أعوام وهي الفترة ذاتها التي تستغرق بناء السدود في ايران حاليا مع الفارق ان السدود المشيدة في الوقت الراهن كبيرة وهائلة واستخدمت فيها تقنية حديثة لشق صدور الجبال وحفر بواطن الأرض وتجويف السهول وحصر المياه وراء مخازن جبلية شاهقة.
التاريخ المعاصر
بناء السدود في التاريخ المعاصر في ايران بدا منذ عام 1950 بشكل علمي وتقني حيث تم تشييد عدة سدود. وتقول الحكومة الإيرانية على لسان وزارة الطاقة التي تنفذ عمليات بناء السدود ان عدد السدود في ايران وصل الان الى حوالي 550 سد بمختلف الارتفاعات والطاقات والانجازات والتقنيات منها خاص بالزراعة ومنها حصر المياه للاستفادة منها  وأكثر السدود المشيدة هي لانتاج طاقة الكهرباء بواسطة تحريك المضخات والمولدات الكبيرة بقدرة ضغط تدفق شلالات المياه المحصورة وراء السدود العملاقة.
تعتبر ايران من أقدم بلدان العالم استخداما للسدود والحواجز المائية نظرا لظروفها البيئية والمناخية، فقد ابتكر الإيرانيون العديد من النماذج المختلفة للسدود الكفيلة بمقاومة قوة مياه الأنهار الهائجة كما برعوا في بناء أوسع شبكات الري 
حسب الإحصائيات فإن حجم مخازن السدود في إيران بلغ إلي 15 مليار متر مكعب حتى نهاية عام 2013. ومن المتوقع أن يضاف إلى هذا الحجم مليار و500 مليون متر مكعب آخر في المستقبل القريب.
وتقول ايران انها الثالثة عالميا في مجال بناء السدود في العالم ولا منافس لها في الشرق الوسط وانها مستعدة لوضع خبراتها وتجاربها في هذا المجال في خدمة دول وحكومات المنطقة.
 ايران ورغم الضغوط والعقوبات الغربية عليها تقوا أجهزة اعلامها انها  تحتل حاليا المرتبة الأولى في توليد الطاقة الكهربائية في المنطقة والمرتبة السادسة عشرة في العالم.
انه تم رفع طاقة توليد الكهرباء بنحو 36 الف ميغاواط في ايران كما تم رفع حجم تصدير ايران من الكهرباء بنسبة 26 بالمئة خلال العام الحالي.
 
أشهر السدود في ايران
سد مسجد سليمان
ارتفاع السد 235 متر
حجم خزان المياه:268 مليون متر مكعب
طاقة انتاج الكهرباء:2 الف ميغاواط
سد سياه بيشه
ارتفاع السد 182 متر
حجم خزان المياه:5 مليار متر مكعب
طاقة انتاج الكهرباء: الف و600 ميغاواط حاليا
من ابرز السدود اهمية لنقل الماء من بحيرة الى اخرى بارتفاع 500 متر
وهو اول سد يعمل في مجال ضخ المياه من الأسفل الى اعلي بارتفاع شاهق وإعادة المياه الى البحيرة العليا لضخها على ريش محركات عملاقة تنتج طاقة الكهرباء بفائض هائل صل قريبا الى 4 الاف ميغاواط
سد سيمره
ارتفاع السد 180 متر
حجم خزان المياه:996  مليون متر مكعب
طاقة انتاج الكهرباء: الف ميغاواط
سد کارون 3 
يقع في محافظة خوزستان وهو سد كهرومائي على نهر كارون في محافظة خوزستان شمال شرق إيران شيد لمواجهة الاحتياجات المطلوبة من الطاقة في المحافظة وللتحكم بفيضان النهر الذي يعد أعلى أنهار إيران من حيث التدفق المائي.
يبلغ طول السد 462 متر بارتفاع قدره 205 مترا وقد أفتتح عام 2005 وهو يولد طاقة مقدارها 2000 ميغاواط بالساعة.
 سد كرخه
 هو سد يقع على نهر كرخه في إقليم خوزستان بطاقة تخزينية تقدر بنحو 5.9 مليار متر مكعب من المياه، ويولد السد طاقة كهربائية تصل لـ 520 ميغا واط بالساعة، بدأ بناء السد عام 1992 وانتهى عام 2001 بتكلفة بلغت 700 مليون دولار الغرض الأساسي من بناء السد هو ري 320,000 هكتار من الأراضي الزراعية ولإنتاج طاقة الكهرباء.
سد أمير كبير 
يقع على بعد 63 كيلومترا عن شمال طهران. بني عام 1957 على مجرى نهر كرج وافتتح عام 1960. يبلغ ارتفاع السد 180 مترا وطوله 390 مترا. وقدرة التخزين تقدر بنحو 203 كيلومتر مكعب. 
سد بُـز 
 سد تاريخي قديم في البادية الجنوبية لقرية كوخرد في منطقة باغ زرد التابعة لبلدة كوخرد في محافظة هرمزجان في جنوب إيران. 
سد جاويد 
 من السدود الجديدة التي أنشئت في عام 1979 م، في منطقة بشكرو في البادية الجنوبية لايران 
سد کارون 4 في محافظة بختياري 
ارتفاع السد 230 متر
حجم خزان المياه:750 مليون متر مكعب
طاقة انتاج الكهرباء: الف ميغاواط
وهناك سدود اخرى أبرزها:
سد جيرفت في محافظة کرمان 
سد دز في محافظة خوزستان 
سد دوستي في محافظة خراسان 
سد رئيس‌ علي في محافظة بوشهر 
سد سفيد رود في محافظة جيلان 
سد رجائي في محافظة مازندران 
ومن اللافت للنظر ان طاقة انتاج أي سد في ايران من الكهرباء تعادل الطاقة الإنتاجية لكهرباء لمفاعل بوشهر النووي الذي طاقته هي بحدود الف ميغاواط وهذا يبرز ويؤكد بوضوح أهمية السدود في مجال إنتاج طاقة الكهرباء في ايران.
 
بقلم الصحفي د.فائز
الايميل:
drfaez2000@gmail.com
i7r77@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=41734
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13