ذَاتَ مَسَاءٍ يَا أَصْحَابِي=كُنْتُ حَزِيناً أَشْكُو هَمِّي
وَأُنَاجِي قَلْبِي بِدُمُوعِي=فَيُسَافِرُ فِي النَّجْوَى حُلْمِي
وَسَرَحْتُ مَعَ الْهَمِّ شَرِيدَا=أَبْكِي حُلْماً صَارَ بَعِيدَا
***
وَلَمَحْتُ الْعُصْفُورَ جِوَارِي=لَا يَشْدُو مِثْلَ الْأَطْيَارِ
فَسَأَلْتُ الْعُصْفُورَ بِحُبِّ=عُصْفُورِي أَهْلاً فِي قُرْبِي
مَا شَدَّكَ لِي يَا عُصْفُورِي؟!!!=فَأَجَابَ بِدَمْعَةِ مَقْهُورِ
إِنِّي ارْتَحْتُ إِلَيْكَ ..صَدِيقِي=وَوَجَدْتُكَ لِي خَيْرَ رَفِيقِ
***
يَا عُصْفُورِي مَا أَبْكَاكْ ؟!!!= يَا عُصْفُورِي مَا أَشْجَاكْ ؟!!!
قَالَ الْعُصْفُورَ:-وَقَدْ نَفَّضْ=عَنْ جَنْبَيْهِ الْهَمَّ وَصَوْصَوْ-
كُنْتُ بِعُشِّي فِي اسْتِرْخَاءْ=أَمْرَحُ فِي حُبٍّ وَهَنَاءْ
إِذْ بِالصَّيَّادِ الْمَكَّارِ=يُطْلِقُ أَعْيِرَةً مِنْ نَارِ
فَتَجِيءُ الطَّلْقَةُ بِصِغَارِي=وَتُغَيِّبُ أَفْرَاحَ الدَّارِ
***
قُلْتُ:صَدِيقِي الْآنَ فَهِمْتْ=لِمَ قَدْ تُقْتَ إِلَيَّ وَجِئْتْ
أَحْزَانِي تُشْبِهُ أَحْزَانَكْ=وَبُكَائِي قَدْ هَزَّ كَيَانَكْ
نَحْنُ..صَدِيقِي مَقْهُورَانْ=وَسُلِبْنَا عِزَّ الْأَوْطَانْ
لَكِنَّا حَتْماً سَنَعُودْ=وَبِنُورِ الْإِيمَانِ نَسُودْ
***