لكل دولة من دول العالم لها جيشا يرتكز في تنفيذ قرارته على سلطة منتخبة دستوريا وتتحلى بقيادة جماعية ويشترك الجميع في حالة وجود أخطار تهدد أمن البلاد ,ويضم اطياف وقوميات واسعة من ابناء الشعب ولايقتصر على قومية او مذهبية خاصة وتذوب فيه كل المسميات والاتجاهات لانه فوق الميول والشبهات ولاتستفزه النزعات التعصبية من اجل ان لا يكون جيشا ظالما , ولم يقتصر الجيش في دفاعه عن العدوان الخارجي الذي يهدد حدود وامن البلاد كسياق معتاد عليه ضمن مسؤولياته الوطنية , وبوجد استراتيجية تنامي الحركات الارهابية وتأسيس المدارس الفكرية واحتضانها من قبل المؤسسات العالمية والدعم اللا محدود لها , اصبحت مهام الجيش هو قتال تلك المجاميع اينما وجدت لانها تحمل افكارا واجندات ومعطيات خارجية واساليب قتال متطورة لاتعمل فقط في تغير النظام السياسي بل لها اهداف ابعد من ذلك ,وبفضل وسائل الاعلام الحديثة والتكنلوجيا المتطورة لم يكن هنالك غموض او عتمة لكل حركة تظهر مع الوجود الانساني , كما اكتُشف اخيرا ان دولة خليجية يوجد في جهازمخابراتها شعبة الروافض ووضعت برنامج لقتالهم, والذي يسمح بان تكون ارضه مرتع لتجمعات ومعسكرات ارهابية فهو يخون الدين والشعب والتعامل الحضاري المبني على تبادل الاراء وحرية المعتقدات وحق الشعب في تقرير مصيره يلازمه التطور العمراني ,وما يجري في عراقنا من حرب على التنظيمات المسلحة بجميع مسمياتها وأماكن تواجدها في كافة محافظات العراق فهي حرب مقدسة يؤجر قائدها ويحسب لكل جنديا سقط من ابناء جيشنا شهيداَ كون الحرب تمثل جانب الايمان ضد الكفر بعينه , وعلى الجيش ان يتجنب قدر المستطاع الدماء البريئة في المدن وان تكون فوهات مدافعه واسلحته موجهه صوب الخطر الحقيقي ,لان هنالك عوائل وافراد تحكمت التنظيمات المسلحة من داعش والقاعدة بمصيرهم واتخذوهم دروعا بشرية وغلبوا على امرهم , وماعرضته الفضائية العراقية من دخول الجيش والشرطة في شوارع محافظة الانبار وهم يتجولون في سياراتهم العسكرية شوهدت الكثير من العوائل تلوح بايديها وتحي قطعات الجيش ويتبين من ذلك بان العوائل مغلوب على امرهها ولاتستطيع عمل اي شيءً , اما ما ظهر من تداعيات في المواقف السياسية وخصوصا بعض النواب من قائمة متحدون وغيرها حينما وقفوا موقفا مخزيا واعلنوا انسحابهم واعتراضهم على العمليات العسكرية موقفا بعيداً عن المسؤولية الشرعية وهم يعرفون ان واجبات الجيش انقاذ المواطنين من خطر الارهاب والانقضاض على اوكار الارهابيين واجتثاثهم من على الارض وخصوصا احقر منظمة ارهابية في الوجود (داعش ) والتي ساهمت في قتل مئات الابرياء من الجيش والشرطة والعلماء من اهل الانبار لفترة طويلة وامام انظار وعلم ممثلين من تلك المحافظات التي أوت الارهاب وهم سيتحملون الدماء التي سقطت في السابق ولم يطالبوا بالدفاع عنها لانقاذ اهل الانبار والعراق من شلالات الدم التي تقوم بها قوى الشر والارهاب وسيقفون امام الله مذلولين منكسرين يوم الحساب لمواقفهم المخزية وسيلحقهم العار بل يتذكروا ما قال الله في محكم كتابه ( ولاتركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار ) , وما نسمعه من صيحات تدٌعي بان عصابات المالكي او مليشيات شيعية هي التي تقوم بالحرب فهذه تغطية على الخسارة والانهزام وانهياراوكارهم وتفتيت قواعدهم الى الابد في تلك المحافظة التي وقف عشائرها ومحبين السلام والحضارة فيها الى جانب الحق ووقفتهم مشٌرفة افضل من اعضاء البرلمان من قائمة متحدون وافراد من نواب القائمة العراقية , وما أسمعه انا شخصيا من بعض الحاقدين وهم يقولون ان العراق انتهى والامور في خطر ولاتقوم للعراق اي قائمة والعراق لايعود والامور باتجاه السوء ...الخ , وبالتأكيد هذه اقوال يائسة ولاتريد لشعب العراق الخير والاستقرار مع العلم انهم يعرفون الحقائق ولكنهم يؤولون ويثرثرون لعله ان يحدث شرخا يستفاد منه المرجفون بتنفيذ سمومهم وتعود الطائفية مرة ثانية , متناسين اليوم ان العالم جميعا يقف الى جانب العراق بقتاله مع الارهاب بما فيها الجامعة العربية التي كانت لها مواقف سلبيا اتجاه العملية السياسية وجانبت الباطل في بعض الامور, اليوم تصدر قرارا تقف بكافة ثقلها الى جانب الحكومة العراقية بمقاتلة الارهاب , انا اقول ان العمليات العسكرية جاءت في وقتها لتبني دولة عراقية قوية وان بداية الهجوم على الارهاب هو بداية وضع حجر الاساس الصحيح لسياسة الحكومة والحزم باتخاذ قرارات شجاعة مما عجل بكشف الاقنعة المزيفة التي تتستر بالوطنية واذا استمرت العمليات العسكرية في معظم المحافظات فأننا سنثمر بدولة قوية وسنمضي لبناء مؤسساتنا الدستورية وسنقضي على شطر كبير من المفسدين وسيعُجل مجلس النواب بالتصويت على الكثير من القرارات لان مرحلة الاستقرار والهدوء ستكشف للشعب من هم اصحاب الازمات وبذلك تتحول سياسة الحكومة الى حزم من المتابعة والشدة والضرب بايدي من حديد لجميع القضايا المصيرية بعد الاعتماد سابقا على الوعد والوعيد والذهاب الى المصالحة والعفو والمقايضة والتي استغلت من قبل تلك المجاميع ان الحكومة ضعيفة لاتستطيع مهاجمة اوكار الارهاب , فبناء الوطن يحتاج الى قرارات جريئة ورجال تنفذ الواجبات بإمان ومسؤولية كبيرة ودماء نقية وهذه الخطوة الاولى والصحيحة لبناء الدولة .
Sadikganim2@yahoo.com