والامر المفرح ان العراقيين اظهروا على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم مواقف متعاطفة ومساندة لابناء الشعب البحريني. ولكن هناك شيء واحد انا شخصيا حيرني كثيرا ولم اجد له تفسير مقنع ورحت استوضح هذا الامر الذي حيرني من بعض الاشخاص عسى ولعل واحدا منهم يفسر ليي ما عجزت انا عن تفسيره.. وهذا الامر هو اعلان مجلس النواب العراقي الموقر تعليق جلساته حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري ، اي لمدة عشرة ايام تضامنا مع الشعب البحريني!!.     

   ومثلما اسلفنا فأن التضامن والتعاطف وتقديم الدعم الممكن امر جيد ، بل واجب ديني واخلاقي وانساني (من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم). ولكن لماذا علق المجلس جلساته عشرة ايام حيث ان هذه المدة طويلة، قياسا المهام الكثيرة الملقاة على عاتق السادة اعضاء البرلمان.

  عشرة ايام تعني تعطيلا للقضايا المهمة والحيوية المتعلقة بمشاكل الناس واحتياجاتهم وهمومهم، اذا كان هناك ما هو اهم من تلك القضايا المهمة والحيوية فالتعطيل شيء حسن وايجابي وفقا لقاعدة تقديم الاهم على المهم ، ولكن اذا كان هناك ما هو اهم دون ان تكون هناك رؤية واضحة لكيفة التعامل مع هذا الاهم فلماذا يتم اهمال المهم.

   حينما عطل مجلس النواب جلساته، مالذي سيفعله تجاه شعب البحرين؟.. هل سيتوجه السادة النواب للقتال الى جانب المتظاهرين العزل؟..ام هل سيذهبون الى المنظمات الدولية وغير الدولية لتحشيد الدعم لشعبب البحرين؟.. ام سيذهب العدد الاكبر منهم الى بيوتهم او يستغلون الجو الربيعي الجميل للترويح عن النفس في شمال العراق او في سوريا او الاردن او ايران او اوربا او اميركا.. والله انا اتصور وعلى ضوء تجارب مؤلمة انهم سيقومون بالشيء الاخير.. وسيكتفون بالدعاء لشعب البحرين في الصلاة، هذا بالنسبة  لمن يؤدون الصلاة شكلا ومضمونا!!!.

   والسؤال المؤلم ماذا فعلوا لشعبهم العراقي حتى يفعلوا لشعب البحرين؟؟..