عجيب صنع الله تعالى بالحسين عليه السلام,فحين أقدم الأعداء وقتلوه ليقضوا عليه وظنّوا أن الموت يعني النهاية جعل الله تعالى المعادلة تنعكس لصالح الحسين عليه السلام تماماً وأصبح موته : حياته ؛ويوم ذكرى شهادته خالداً وأخضع له الزمان والمكان فلا تأتي ساعة إلا وتجد للحسين عليه السلام حضوراً , ولا تقف في مكان إلا وتجد للحسين رسماً, وهذا من مكر الله وهو خير الماكرين ...
***
ماذا يعني أن رجلاً طاردوه وحاصروه ومنعوا عنه الماء والغذاء وشتموه ورشقوه بالحجارة وحاربوه وقتلوه وسحقوه بحوافر الخيل القاسية وقطعوه واحتزوا رأسه وأفروا أوداجه وقطعوا إصبعه وسلبوا ثيابه وسرقوا رحله وأحرقوا خيامه وأرعبوا عياله وأضرموا النار في مضاربه وسبوا عياله وحرموا ذكره وحرثوا قبره ومنعوا زيارته ومنعوا البكاء عليه لكي يمحوا ذِكرَه ويطمسوا معالمه ويقلعوا وجوده ويكن كأن لم يكن وان كان فليكن نسياً منسياً لكن رغم هذا وذاك فهو اليوم بعد أكثر من ألف عام على شهادته أكثر ذكراً وأكثر حضوراً وأكثر محبة وأكثر وجوداً وأكثر نسلاً وأكثر أنصاراً وأكثر مزوراً وأكثر رقماً في كل شيء ؟؟؟ إنّه مكر الله ومَن أحسن من الله مكرا ؟؟؟
***
كيف لا نجزع على الحسين عليه السلام ونحن نتصور ما جرى عليه؟
فقد أعياه العطش وأخذ منه مأخذه فهدّ قواه وشلّ حركته وأضعف بدنه وأرخى ركنه وأوهن حيله ثمّ أثخن بالجراح وأصبحت الطعنات عليه تترى والسهام كالمطر حتى أصبحت الطعنات لا تجد لها مكاناً فصارت الواحدة فوق الأخرى وأشد ما جرى عليه حرارة السيف وقساوته وشدته فيا تُرى ما حال الحسين عليه السلام لحظة جال على رقبته الناعمة طولاً وعرضاً وضرباً ؟؟؟
***
|