• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العنف والديمقراطية نقيضان لا يجتمعان .
                          • الكاتب : وليد المشرفاوي .

العنف والديمقراطية نقيضان لا يجتمعان



الديمقراطية سلوك جماعي  يحتاج إلى ركيزة واسعة من المواطنين الواعين لأمورهم ويريدون العيش بحرية وعلنية دون خوف من سلطة تهددهم بشكل اعتباطي. لذا من الضروري أن يقبل الجميع  بالديمقراطية كقاعدة أساسية لحل الصراعات بشكل سلمي عن طريق الحوار العقلاني المنفتح، بعيدا عن  العصبية والسلطوية رغم  كل الخلافات الممكنة والطبيعية في عالمنا الإنساني.السلوك الديمقراطي يظهر في كل مجالات العلاقات الإنسانية والانفتاح على الآخر ورفض التسلط ونبذ المتسلطين. أما في المحيط الاجتماعي العام، فقبول الأفراد لبعضهم البعض كما هم أمر حيوي لاحترام الذات والشعور بأهمية الفرد وتميزه ضمن الجماعة. الديمقراطية تظهر في كل ركن من أركان الحياة العامة، كاحترام  الرأي الآخر سياسية أو دينية أو ثقافية أو فنيّة... وقبول سيادة القانون ،لكن قد يساء استخدام الديمقراطية وتوجيه مساراتها باتجاهات خاطئة وقد يتعامل بعض السياسيين مع خيار الديمقراطية بطريقة انتقائية يأخذ منها ما يخدمه ويترك ما يضره ولا يؤمن بالديمقراطية إلا بالقدر الذي تحقق له مصالحه الخاصة وعندما يشعر بفقدان بعض مصالحه فانه يكفر بالديمقراطية ويراها بدعا من ألآعيب الشياطين,الذي يؤمن بالخيار الديمقراطي عليه الإيمان بكل نتائجه وانعكاساته وتداعياته وإما الإيمان ببعض الديمقراطية والكفر يبعضها الآخر فهذا لايمت للديمقراطية بشئ, كما ان الإيمان بالديمقراطية لا يرافقه الإيمان بالعنف والتصعيد والتهديد باستخدام السلاح من اجل تحقيق مصالح لم تحققها الديمقراطية وأي سياسي يؤمن بالممارسة الديمقراطية لا يمكن ان يضع في باله وخياله اللجوء إلى العنف فالعنف والديمقراطية لا يلتقيان ولا يمكن ان يزدوجا في طبيعة الأداء. لقد تفاقمت الأزمة بالعراق . وبات من الأفضل البحث عن أفضل السبل لتلافيها ضمن ديناميكية واستيراتيجية مبوبة , فبعد إن كانت ذريعة المشكلة الأمنية وفقدان الاستقرار هما من يقفان خلف الإخفاقات التي شلت الحكومة التي دفع ثمنها باهظا الشعب العراقي وعلى شتى الأصعدة وكانت حصيلة ونتيجة المعادلة ضعف الأداء الحكومي ...فما انتظره الشعب هو الإقرار ممن أساء استخدام السلطة بالفشل وفسح المجال للآخرين لأخذ دورهم والنهوض بمسؤولياتهم , ولكن يبدوا ان عقلية الاستئثار بالسلطة تحتل مرتبة متقدمة في الفكر السياسي العراقي وخاصة في مركز القرار وتتضح الصورة جلية على ذلك من خلال التسويف والمماطلة في إطالة أمد الحكومة الحالية.فالانتفاضة العفوية لأبناء شعبنا أمر طبيعي وصحي وهو نتاج متطور للديمقراطية والأسس التي يجب أن تقوم عليها ولقد حققت مبتغاها ويجب الحفاظ على ثمارها لا تسويفها وتركها إلى أن تفد أريجها .وما صدر من عنف اتجاه المتظاهرين لا يعكس الصورة الأبوية والتعامل بصدر رحب مع الشعب المنزوع السلاح وهي السمة التي يسعى إليها المؤمنون بالعراق الجديد..من المؤسف أنها جوبهت بقوة النار وتكبيل المطالبين بحقوقهم .
مما ينذر في الأفق من احتمال انتفاضة عارمة ممكن إن تكون اعنف مما سبق لتنطلق مطالبة بحقوقها المهدورة والمصادرة من قبل إفراد معدودين يمثلون سلطة الحكومة وحكومة السلطة.من الأجدر التفكر بعقلانية لنزع فتيل التداعيات وانعكاسات يصعب التكهن بها وإيقاف سيل الشعب الجارف إلى الشوارع والجلوس على طاولة التفاوض والتباحث للوصول الى حلول تضمن للجميع حقوقهم هو خير حل لتجنب عاصفة قد تقتلع الأخضر واليابس والجلوس بشجاعة وإيثار مصالح الشعب على مصالح الإفراد والأحزاب مع الرفض المطلق مع مبدءا الاستئثار بالسلطة والتحاور على طاولة الشجعان.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=413
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 08 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14