• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ولا تركنوا إلى اللذين ظلمو فتمسكم النار .
                          • الكاتب : ابواحمد الكعبي .

ولا تركنوا إلى اللذين ظلمو فتمسكم النار

 التبليغ الديني ضروره لبناء المجتمعات السليمه والبعيده عن الأنحراف وهذا يعني نضحي بالتبليغ الديني في سبيل أن يبقى المجتمع موحد غير متبرىء أم لا، أم نضحي بالوحدة الإجتماعية ونحدث شرخا في المجتمع أو فتنة في سبيل أن يصل الحق إلى الناس وأن تتوضح الحقائق وأن يبلغ دين الله تبارك وتعالى للأمة وللبشرية جمعاء ويحافظ على هذا الدين ، أيهما الأرجح ، أيهما الأولى ؟ حسب المستفاد من سيرة الأنبياء العظام صلوات الله عليهم وسيرة الأئمه الطاهرين أيضا صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وسيرة علمائنا الأبرار فإن مسألة التضحية بالوحدة الإجتماعية في سبيل التبليغ الديني تبليغ الحق هي راجحة مطلوبة شرعا وهي الأولى ، لاحظوا مثلا كدليل على ذلك سيرة النبي العظيم إبراهيم الخليل صلوات الله وسلامه عليه ، هذا النبي الذي شُرف عند الله تبارك وتعالى بأن يكون خيرخلقه عزوجل بعد المعصومين الأربعة عشرصلوات الله وسالمه عليهم أجمعين، حسب المستفاد والمستظهر من كثير من الروايات الشريفة فإن إبراهيم عليه السلام يكون أفضل الخلائق لأنه أفضل أولي العزم بإستثناء نبينا حيث حصل على مقام الإمامة الكبرى قال إني جاعلك للناس إماما والإمامة مرتبة أشرف من مرتبة النبوة والرسالة وحتى مرتبة أولي العزم هذا النبي تعرفون سيرته إلى حد ما وهنا نذكر بعض الآيات التي تصور جانب من سيرته ليس هو فقط وإنما من كان حوله ومعه من المؤمنين ، لاحظوا مثلا ، قال الله تبارك وتعالى في كتابه المجيد :
{ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إناّ برأ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده }
ما الذي نستفيده من هذه الآية الشريفة ..
أولا الله تبارك وتعالى يقول :
{ قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه }
يعني أمرنا الله بأن نقتدي بإبراهيم والذين معه يقول هؤلاء أسوة حسنة لكم ، يقول امشوا على خطواتهم ، ما الذي صنعه إبراهيم والذين معه ، إذ قالوا لقومهم يعني ماذا يعني أعلنوا إعلان جماهيريا عاما ، ماذا قالوا :
{ إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله }
يعني تبرأوا علنا من قسم من أمتهم , من مجتمعهم أحدثوا شرخا هذا التبرأ ماذا يفعل ، لنفرض أن أهل ولاية معينة أهل دولة معينة ينقسمون فيما بينهم قسم يقول للآخر نحن نتبرأ منكم هذا ماذا يسبب يسبب فتنة وشرخا إجتماعيا أم لا ، شيء واضح يسبب إنقساما لدى المجتمع ، أكثر من هذا ليس فقط أحدثوا الإنقسام بإعلانهم التبري بقسم من قومهم وإنما استخدموا أكثر الأساليب إيلاما وإزعاجا لذالك القسم ماذا قالوا، قالوا كفرنا بكم بوجوههم ، وأكثر من هذا وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده سنظل نبغضكم ونعاديكم إلى أن نلتقي على العقيدة السليمة الصافية ، إذا إلتقينا على العقيدة السليمة الصافية نكّون وحدة معكم أما مادام الوضع هكذا فلا ، نحن وإياكم على عداوة وبغضاء وقد كفرنا ونحن برءأو منكم أي تسببوا في إنقسام , في فتنة , في إحتراب داخلي بين قومهم واستخدموا أكثر الأساليب المزعجة والمؤلمة وبسبب كل هذا فإنهم وصفهم الله تبارك وتعالى بالقرآن بالمدح إبراهيم واللذين معه وطلب منا نحن معاشر المؤمنين أن نقتدي بهم ، من هذا ماذا نستفيد ؟
نستفيد أنه لو توقف بيان الحق على إحداث إنقسام داخلي فليس هناك مشكلة ، ليكن الإنقسام الداخلي ، المهم والأولى الأهم من باب التقديم الأهم على المهم الأم دائما هو ماذا ؟ التبليغ أن تبلغ الدين أن توضح ، هنا يرد تساؤل ؟ هل كانت تنقص إبراهيم صلوات الله عليه الأساليب حتى يستخدم هذا الأسلوب الحاد ؟ لماذا استخدم هذا الأسلوب ؟ ولماذا تطورت الأساليب إلى درجة إهانه رموز الطرف الآخر المقدسة هل هنالك إهانة لرمز مقدس عند قوم أو طائفة أكثر من أن تذهب في جنح الليل وتكسر هذا الرمز ، كلكم تعلمون أنه أخذ فأسه وكسر أصنامهم ، الأصنام هي الرموز المقدسة عندهم ، كسرها قطعة قطعة لماذا استخدم هذا الأسلوب ، لماذا لم يستخدم أسلوب التدرج ، لماذا لم يقل مثلا دعونا نتحاور ونتفاهم طبعا هو استخدم هذا ألكن نتيجة لم يجد بدا إلا أن يستخدم ما نسميه أسلوب الصدمة أو الصعقة ، تارة ومع أقوام معينة يمكن إقناعهم بالحق وهدايتهم إليه باستخدام أسلوب التدرج البحث العلمي والحوار وما أشبه تارة لا ينفع هذا الأسلوب مع أقوام آخرين لا ينفع معهم إلا أسلوب الصدمة فقط ، أن تصدمهم بالواقع وهكذا فعل إبراهيم صلوات الله عليه صدمهم بالواقع أنتم تقولون أن هذه آلهة مقدسة هذه الآله لم تستطع أن تحمي نفسها كسرتها بالليل قطعة قطعة فتتها ولم تستطع الصمود صدمة ، صعقة للطرف الآخر حتى يصحو ، يستيقظ مثل المريض بعض المرضى يستخدمون معهم الصعقة الكهربائيه هذه مؤذية ولكن بالنتيجة أنت مضطر لاستخدامها لإنقاذ حياته ، كذلك الحال بيننا وبين بقية المنحرفين المتلبسة بلباس الإسلام وبعضها بلباس التشيع من يكون منها سواءا على صعيد الجماعات أو الأفراد ، من يكون منها قابل للنقاش والحوار والتدرج في القول والحديث نستخدم هذا الأسلوب معه نأتي نتفاوض نتحاور نجلس مع بعضنا البعض ونتناقش وبشكل تدريجي لا أصدمه من البداية ولا أقول لهم كفرنا بكم قد بدت بيننا بينكم العداوة والبغضاء ابدا ، لا أقول له هذا الكلام تارة أخرى جماعات وأفراد آخرين لاينفع معهم هذا الأسلوب فلا بد من إستخدام الأسلوب الصعقي أو الصدمة يعلن المرء المسلم الحق الشيعي على المنابر وفي وسائل الإعلام وفي كل الميادين أننا قد كفرنا بكم وبما تعتقدون ليس بيننا وبينكم إلتقاء عقائدي ، ديننا يختلف عن دينكم نحن لا نوالي الظالمين نحن لا نوالي المنحرفين أنتم توالون الظالمين شأنكم لكننا كفرنا بكم ونحن برءأو منكم ، لا أقول أنه لا ، لايجب أن نفعل هذا الفعل أو هذا الصنيع حتى نحافظ على الوحدة بيننا ، كلا لتذهب الوحدة إلى الجحيم المهم هو بيان الحق ماذا ينفعني أن أشكل وحدة هلامية غير واقعية مع المنحرف على حساب الدين وعلى حساب الحق والولاية للأئمة وعلى حساب البراءة من أعدائهم ماذا ينفعني أن آخذ المنحرف بالأحضان ويأخذني بالأحضان لكنه يمنعني من حق بيان المظالم التي وقعت على أهل البيت ماذا ينفعني أن أتصافح معه وأن أبتسم معه حتى نصور ويقولون أمة واحدة وهو يحرمني من الحفاظ على عقيدتي وتربية أبنائي على الخط الصحيح من الطواغيت اللذين ظلموا أهل البيت وابعدوا شيعتهم من اتباع الحق وأهله ما الذي ينفعني أو ينفع أبنائي بذلك يوم القيامة ، كلا هذا تصور خاطىء ، نعم نحن نتعاون نحن لا نرفع سلاحا على أحد نحن نتبع مرجعيه عظيمه ابتداءاً من شيخ الطائفه الطوسي الى امامنا السيستاني وهم يحافظون على الدماء يحافظون على الأرواح نحاول قدر المستطاع أن نشترك معهم ومع غيرهم ليس فقط المخالفين حتى مع المنحرفين عن المرجعية فيما يمكن الإلتفاف عليه وما يمكن الإشتراك فيه على أساس المصلحة التبادلية على أساس الإتفاقات المشتركة فأنعم وأكرم ، أما على حساب العقيدة ، فلا عقيدتنا تختلف عن عقيدتهم ، فعلمائنا يختلفون عن علمائهم هم ينسبون إلى علمائنا الظلم والجور ونحن لا ننسب إلى ذلك ذلك بل ننزهم ونقول إنهم علماء عدول وإمامنا يختلف عن إمامهم نحن إمامنا ومرجعنا الأمام عليٌّ السيستاني وكفى بهذا الإمام فخرا لنا ، وهم إمامهم صاحب اكبر فتنه في تاريخ التشيع الذي تذكر مصادرهم كما أثبتناه لكم سابقا ويسجل علماؤهم ومؤرخوهم أن هذا الرجل كان صاحب نضريه التكفير لمن رفض رأيه ، فهو أول من سن سنة تكفير المراجع والطعن برموزنا التي استن بها وتعلمها منه المنحرفين ومدعي الفقاهه ، من يأتي ليستشكل فيقول أنه لا ، لا تطرحوا هذه الحقائق هذه الأقوال والأحاديث التي تذكرونها في هذه المجالس وهي أحاديث أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين التي ضحى علماؤنا حتى بدمائهم ومحدثونا حتى تصل إلينا ، هذه الأحاديث لا تتصورن أنها وصلتنا بسهولة ، هذه وصلتنا بعد تضحيات بعد دماء سفكت وأرواح أزهقت حتى تصل إلينا ، يقولون لنا لا هذه الأحاديث أنبذوها أتركوها لا تذكرونها على المنابر لماذا حتى تحافظون على الوحدة ، يجب أن نحافظ على الوحدة مع إخواننا ، ليست هذه سيرة الأنبياء ليست هذه سيرة الأوصياء ولا العلماء سيرتهم أن نطرح الحق وأن تسبب في شرخ معين ليكن هو الملام ولست أنا هو الذي يوالي الظالمين ويقدس هؤلاء وليس نحن ، فهو من يتحمل النتيجة أما تحرمني أنا من أن أبين هذه الحقائق للناس فلا أتنازل لذلك ولا أقبل
ثم على فرض أننا استفززنا مشاعر البعض أليس أفضل من أن يندموا يوم القيامة لا بأس نزعجكم الآن ليست مشكلة المهم أنه نوصل الحق لهم حتى يكون حجة عليكم يوم القيامة ، أن تأتي يوم القيامة وتقول أنه لم يبلغني أحد ، وأنه عمر كان مجرما لم أكن أعلم هذا ، وأن الله سيحاسبه على ولاية هذا الطاغوت ألم يذكر الله تبارك وتعالى بالقرآن :
{ ولا تركنوا إلى اللذين ظلمو فتمسكم النار }
لماذا ركنت إلى هذا الظالم ، الله عز وجل سوف يحاسبه ، يحاسبه على هذا الركون إلى هذا الظالم وموالاة هذا الطاغوت ، فنحن نقيم عليه الحجة ..
نحن مستمرون في بيان مجموعة من الأحاديث المجهولة القدر التي انتقيناها من مصادرنا المعتبرة والتي لم تسمعوا بها من ذي قبل ، هذه الاحاديث المروية عن أهل بيت العصمة
قال أميرالمؤمنين نزل القرآن أربعة أرباع ربع فينا وربع في عدونا وربع حلال وحرام وربع فرائض وأحكام قسم في أهل البيت فضائلهم قسم في أعدائهم مثالبهم، فضائحهم قسم حلال وحرام قسم فرائض وأحكام فإذن يجب أن تعرفوا أن ربع القرآن على الأقل هو في أعداء أهل البيت أما مع الأسف لا يعلم أحد عن هذه الروايات شيئا ولا يفهم هذه الآيات كما ينبغي ولا يعرف ما المقصود بهذه الآيات يجب الرجوع إلى أهل البيت صلوات الله عليهم لكي تُعرف هذه الحقائق
من هم المغضوب عليهم ومن هم الضالون ؟
أتوجه إلى أهل البيت حتى نعرف من هم المغضوب عليهم ومن هم الضالون ، أنت حينما تصلي وتقرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين يجب أن تفهم من هم هؤلاء تقول إلهي إهدنا الصراط المستقيم صراط اللذين أنعمت عليهم ، من اللذين أنعمت عليهم ، يعني في طريق المغضوب عليهم اللذين غضبت عليهم وكذلك صراط الضآلين والعياذ بالله لا تجعلني أسير في هذا الطريق ، روى العياشي في تفسير قوله تعالى :
{ غير المغضوب عليهم ولا الضآلين }
عن ابن أبي عمير عن أبي عبدالله الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال المغضوب عليهم المنحرفين عن الولايه والنُصاب ، والنصاب جمع الناصب يعني المعادي لأهل البيت صلوات الله عليهم ، هؤلاء اللذين غضب الله تبارك وتعالى عليهم ..
الضالين ، الشُكاك يعني جمع الشاك ، الشاك بماذا ؟ الشُكاك اللذين لايعرفون الإمام هؤلاء ميتتهم ميتة جاهلية كما تروي مصادرهم ، البخاري يروي من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ، أي مات على دين أهل الجاهلية يعني مات كافرا ، لا يقولون أنتم تكفروننا أنتم بشهادة البخاري كفار، لأنه الآن إذا توجهنا إلى أي واحد منكم ونقول له من هو إمام زمانك يقول لا أعرف ،فعندهم إشكال هم عليهم أن يراجعوا أنفسهم لايحاسبوننا نحن !!.
رواية أخرى روى العياشي عن جابر قال سئلت أبا عبدالله عليه السلام الإمام الصادق صلوات الله عليه عن قول الله تبارك وتعالى :
{ ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله }
أي أن هناك أناس يتخذون أناسا مثلهم أندادا لله أي أعداءا لله في قبال الله تبارك وتعالى هؤلاء الذين يتخذونهم في قبال الله تبارك وتعالى أصنام سواء كانت بشرية أو جمادية يحبونهم كحب الله ، فكما نحن نحب الله تبارك وتعالى هؤلاء اللذين يتخذونهم في قبال الله تبارك وتعالى هذه الأصنام البشرية أو الجمادية يحبونهم كحب الله ، كيف نحن نحب الله تبارك وتعالى هؤلاء يحبون أولائك اللذين اتخذوهم أندادا يحبونهم كحب الله كأن هؤلاء آلهتهم آلهة قريش صنما قريش وجبتيها وطاغوتيها




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=41202
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2014 / 01 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13