بسم الله الرحمن الرحيم
لكم الله يا شعب البحرين. . تتقدم إليكم الجحافل المدججة بالسلاح من (درع الجزيرة) من دول التعاون الخليجي بعرباتهم العسكرية ومدرعاتهم العتيدة، وكأنهم يتقدمون لتحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.
إنهم يتقدمون بكل هذه العدّة العسكرية الواسعة إلى شباب عزل، يطالبون في ساحة اللؤلؤة بكرامتهم وحريتهم وحقهم في تقرير مصيرهم.
إن قوّات (درع الجزيرة) تتقدم بعرباتهم العسكرية، لتسحق هؤلاء الشباب، ولتستهدف صدورهم بالرصاص الحي، وليزجّوا بهم في سجون آل خليفة الرهيبة، وليكمّموا الأفواه، ويحبسوا الأنفاس، ويصادروا الحقوق والحريات والكرامات تحت عنوان (إعادة الأمن والنظم إلى البحرين).
وإنّ هؤلاء الجلاوزة إذا أعوزهم الضمير والدين والأخلاق، فلا تعوزهم العناوين العريضة التي يخفون بها جرائمهم كعنوان (إعادة الأمن والنظم إلى البحرين !!).
والفضائيات العربية المرتبطة بعجلة أنظمة الاستكبار العالمي وأذنابها وعملائها في المنطقة تسمع وترى كل هذه الجرائم وما يجري في هذه الساحة من ظلم وإرهاب وفساد، ولكنّها تطوّق ثورة هؤلاء الشباب بطوق من التعتيم الإعلامي القائم، وكأنهم {يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ}.
لكم الله يا شباب البحرين
إذا تخلى عنكم الناس فلن يتخلى الله عنكم، وإذا تحركت عليكم العربات العسكرية من دول التعاون الخليجي فان الله معكم ولن يخذلكم.
ولو أن قادة الجزيرة كانوا يعون كيف أخذ الله، العزيز القهار، طاغية تونس وطاغية مصر، أخذ عزيز مقتدر، في عشية وضحاها، (وهم يلعبون) وكيف يتعرض اليوم طاغية ليبيا وطاغية اليمن لغضب الله وانتقامه على يد شاب ليبيا واليمن، لكفوا أيديهم عنكم.
ولكن الله سلب من قلوبهم الوعي والبصيرة، وقست قلوبهم من بعد ذلك {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}.
أيّها المسلمون
يا أبناء القرآن في كل أقاليم العالم الإسلامي: إنّ هؤلاء الشباب جازفوا بحياتهم ودمائهم ومستقبلهم أمام أوباش النظام البحريني ومدرعات دول التعاون الخليجي وجحافلها العتيدة !! ليطالبوا بكرامتهم وحريتهم، وحقهم في تقرير مصيرهم، وإزالة الفساد السياسي والإداري والمالي والأخلاقي والقضائي من بلدهم، وليعلنوا حقهم الذي جعله الله تعالى لهم في تقرير مصيرهم السياسي.
وهم في وسط هذا التعتيم الإعلامي الرهيب والإرهاب والعنف يطلبون منكم: أن تدعموا قضيتهم، وتُسندوا تحركهم، وتدافعوا عنهم. وأدنى ما يجب علينا تجاه هذا الشعب الذي طاله الظلم والاضطهاد والاستبداد والقهر منذ عقود طويلة أن نرفع أصواتنا في كل مكان، ومن كل إقليم، وبكل الوسائل الإعلامية المتيسرة لنا، بدعم قضيتهم، وإسناد حركتهم، واستصراخ الضمير الإنساني لإسنادهم.
وقبل ذلك كله نرفع أيدينا إلى الله تعالى القهار الجبار، نكال الظالمين، وصريخ المستصرخين، ومذل الجبابرة، ليرفع عن هذا الشعب كابوس الظلم والإرهاب، والدكتاتورية العائلية التي تتوارثها العائلة خلفاً عن سلف، كما يتوارث شعب البحرين الظلم والفساد والإرهاب جيلاً بعد جيل.
ارفعوا أيديكم أيها المسلمون إلى الله تعالى واسألوا الله أن يرفع عن شعب البحرين، شيعة وسنة، هذا الظلم والفساد والدكتاتورية التي طالتهم منذ زمن طويل، فإن الله تعالى يستجيب لدعاء عباده إذا أقبلوا عليه بالدعاء والتضرع. . وارفعوا أصواتكم في كل مكان ومن كل إقليم إلى المسلمين جميعاً والى أصحاب الضمائر الحرّة في كل مكان ان يسندوا قضية هذا الشعب وصرخته واستنصاره وهتافه المضمّخ بالدم منذ عشرات السنين.
اللهم إنا نشكو إليك الحيف والظلم والإرهاب والقتل والتعذيب الذي يلحق بهذا الشعب وبهؤلاء الشباب على أيدي جلاوزة النظام البحريني وقوات دول التعاون الخليجي.
ربنا إننا مسّنا الضرّ، وأنت أرحم الراحمين.
|