• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الأربعين " تطلعات نحو الغيب .
                          • الكاتب : د . حميد مسلم الطرفي .

الأربعين " تطلعات نحو الغيب

 أنا والكثير ممن يمارسون أو يهوون عالم الصحافة لايميلون الى الكتابة في عالم الماورائيات والميتافيزقيا أو الباراسايكولوجي وان كانوا لا ينكرونها فعالم اليوم مشغول بالأحداث السياسية وثورات التكنلوجيا المعلوماتية والاتصالات وأسعار الاسهم والشركات ولكن حدثاً كزيارة الاربعين وجموعاً كتلك الزاحفة إلى كربلاء لا تمنعها (حمارّة القيظ ولا صبارّة القر)  ،  ملايين ملايين  لا بد ان تستوقف متامل لبيب أو متابعٍ حصيف سواءً كان في تل ابيب او واشنطن أو هنا في العراق    فيدلو بدلوه ولا بد له حينها أن يمس شيئاً من الغيب إن بسبب التاريخ أو العقيدة أو التطلع للمستقبل  أتساءل ، هل نحن على ابواب تغيير كبير في المنطقة او العالم ؟ بماذا تبشر هذه الجموع وهي تتحدى البرد والحر والموت والقتل وتضحي بالمال والاهل وتتجه صوب كربلاء ؟ أهي رسالة مدوية استطاعت ان تعبر البحار والمحيطات لتطرق أسماع الشرق والغرب مسلمين وغير مسلمين موضحةً قضية الحسين ، عقيدة الحسين ، هوية القتلة ، أهداف الثورة ، مذهب اهل البيت وظُلامتهم  ؟ هل ما يجري تخطيط إلهي دقيق من عالم الغيب ليتحرك به عالم الشهادة  بتوقيتات زمنية وإيقاعات مكانية محددة ، فلا تستطيع ثورة كثورة ايران الإسلامية عام ١٩٧٩م التي هزت العالم في حينه ان تنشر ثورة الحسين(ع) كما فعلت الجموع العراقية وهي تزحف منذ عشر سنوات نحو الحسين (ع) ؟ هذه الجموع التي لم يفتّ في عضدها القتل والجوع عقوداً من الزمن ولم يفتّ في عضدها اليوم الارهاب والتفخيخ هل اختار الله هذه الجموع وهذه الارض لمشروع كبير يغير خارطة القوى ويُبيض وجه التاريخ ؟ لم تكن ايران تعني شيئاً قبل التغيير في العراق ولا لبنان ولا سوريا ولكن شيئاً ما قلب الموازين ودق الأجراس وأيقظ الكثير من النائمين أترى كل ذلك هو زحف الاربعين ؟ أعلم ان اجابات حاضرة لدى البعض لتبسيط وتسطيح ما يجري كونه مجرد تعبير عن كبت عَقَدي استمر ردحاً من الزمن يساعد عليه  الهوس الديني وضعف التنمية والبطالة وبطء الانخراط في ركب المدنية والتحضر وانا لا أنكر أن جزءً مما نرى سببه بعض هذه العوامل غير أن المشهد ككل أكبر من هذا بكثير ، تُرى هل هي إرهاصات ما قبل الحدث الكبير ومخاضات لمولود عظيم قد يعني البشرى وقد يعني نذُر الهلاك والوقوع  في الهاوية والسقوط في الفتن المريعة ، هل  ما نشاهد تنبيهاً لاعدائنا ليلتفتوا لنا مبكراً ،   فيُديروا لنا  طاحونة الموت عبر الاقتتال المحلي  الذي ننخرطُ فيه دون وعيٍ أم ان مارداً في العراق انطلق الى ما هو ابعد ولا يمكن القضاء عليه حتى يصل الى هدفه الغيبي الكبير في الدولة العالمية العادلة ؟  انها مجرد تطلعات وربما أوهام  تجول في خاطر من تطلع نحو الغيب طرقها سيل الجموع الهادرة من كل حدب و صوب  وهي تتجه نحو  كربلاء .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=40692
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13