• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ما قاله الشعراء في الحلة الفيحاء .
                          • الكاتب : محمود كريم الموسوي .

ما قاله الشعراء في الحلة الفيحاء

لا نأتي بجديد ، إذا ما قلنا إن مدينة الحلة الفيحاء من المدن العربية الإسلامية التي لها من المكانة ، والأهمية ، ما يجعلها تحتضن الحوزة العلمية لفترة ليست قصيرة مـن الزمن ، فقـد سبقنا من المؤرخين ، والباحثين ، الكثير مما كتبوا ، وأنتجوا في دراسة المجتمع الحلي ، من جوانب عدة ، منها التاريخية ، والثقافية ، والدينية ، وغيرها ، ولم يدخر أبناؤها الغيارى جهدا في البحث ، والتقصي ، ونفض غبار الزمن عن نتاجات أبنائها الأولين ، في الميادين كافة ، ولكن برغم ذلك نجد المؤرخ والباحث عبد الرضا عوض ، يضع أمامنا ( 8412 ) مخطوطة محصور نتاجها بين القرن السادس والقرن العاشر الهجريين ، وإن هذا النتاج الضخم منه ما تلف ومنه ما تبعثر في خارج الحلة ، حتى ذكر (52) مكتبة ،  موزعة في محافظات القطر وخارجه مثل مكتبــة ديار بكر في تركيا ،  في حين (أن مدينة الحلة وهي صاحبة النتاج خالية من أي مكتبة وثائقية تعتني بذلك النتاج الباهر ) ص53 من مجلة أوراق فراتية 13 0
الحلة 00 المدينة التي حصلت على وسام مكانتها ، في قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ،عند مروره بها : ( حلة وأي حلة سيسكنها أقوام لو أقسم أحدهم على الله على جبل لزال من مقامه ) خصائص اللهجة الحلية ص 8 
ولهذا وذاك ، نجد الكثير من الشعراء ، وعلى امتداد تاريخ المدينة ، كتبوا القصائد والإشعار ،  في بيان جمال المدينة ، ومكانتها ، وطيبة أهلها ، وكان لابد من جمع ما قيل فيها قبل أن يبعثره الزمن ، ويطويه النسيان ، فانتفض الدكتور صباح نوري المرزوك لهذه المهمة ، فكان كتابه ( ما قاله الشعراء في الحلة الفيحاء ) ليصدر عن مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية / جامعة بابل عام 2012م بغلاف أنيق ، وطباعة جيدة ، في مؤسسة دار الصادق الثقافية في بابل ، بـ (52 ) صفحة حجم اعتيادي 0
سبعون من الشعراء ، هم الذين ذكروا الحلة الفيحاء في قصائد ، و أبيات شعرية ، ذكرهم المرزوك في كتابه ، كان أكثرهم نتاجا ، الشيخ محمد علي بن يعقوب بن جعفر بن الحسين النجفي الحلي ( 1894 ــ 1965م ) ، فذكر له  خمس قصائد ، وثلاث مقطعات ، ونتفة واحدة ، مجموعها (123) بيتا ، فيقول في قصيدة (فيحاء بابل ) ص 35 ، التي قالها عند زيارته الحلة عام 1938م :
       إذا أنا لم أذكر حنوك في الصبا 
                                          عليّ وعطفا كان منك عظيمـــا
وان أنا لا أطري أياديك شاكرا
                                   أكون وحاشــا أن أكــون لئيما 
لئـن كان جسمي ضاعنا نائيـا 
                                   فمــا زال قلبي في حماك مقيما   
ثم الشاعر  خضر عباس الصالحي  بقصيدته ( عروس الفرات   ص 13 ، المكونة من    ( 43 ) بيتا  يقول فيها :
إنــي أزف لك الأشــعار مقتبســا 
                                 آياتها الغــر من قلبي ووجــداني 
مازلت ـ رغم عوادي الدهر ـ منتجعا
                                  لك قلب شكا من خصمه الجاني 
ففيك يحـظى بعـــز كــل مكتئــب  
                                  وفيــك يلقى مــلاذا كـــل حيران
وكان لشيخ المحققين الشاعر هلال ناجي ( 1929 ــ 2011م ) قصيدة في ( 30 ) بيتا ص 49 يقول فيها :  
يا حلـــة المزيديــين الكـــرام ويـا 
                                    دارا لمجــد به تزهو الأغــاريد 
جئناك والشيب يعلو هامة شمخت 
                                    وكنت فيك وملء الهامة السود
وتكرر البيت الأول اعلاه بعد ( 22 ) بيتا من القصيدة 
ثم يتنازل عدد الأبيات إلى ان نجد (17) شاعرا ذكر المرزوك لكل منهم بيت واحد من الشعر ، في وصف الحلة ، والتغزل بها 0 
وكان مجموع الأبيات الشعرية من الشعر العمودي (535 ) بيتا ، بضمنها بيتان وردا في قصيدة من الشعر الحـر و(266) بيتا من الشعر الحر ، في خمس قصائد ، وقطعة واحدة ، فكانت أطولها ، قصيدة الشاعر موفق محمد ( غزل حلي ) ص 41 ،  يقول فيها : 
أنا أحب الحلة 
أحب قمرها المتوهج بالسنابل 
ليريني وجه حبيبي 
ويضع تحت وسادتي بعضا من حبها 
فالحقل خصيب  
يليه الدكتور فوزي الطائي في قصيدته ( الحلة ) ص 26 فيقول : 
حلة للمجد
عقد وقلادة 
لصباياك البهية 
غنوة الشادي 
وصرح البابلية
وحيث إن الكتاب ، قد جمع ما تشتت هنا وهناك ، ولفترة غيـر قصيرة ، فلابد ان يظهر نقص في الجمع ، وهفوات في المنهج ، فمما فات الدكتور المرزوك على سبيل المثال ، قصيدة الشاعر أمجد ناصر الحسون عن الحلة التي أشار لها في صفحة ( 34 ) من كتابه ( هؤلاء قي حياتي ) ، الصادر قبل عام ، من صدور (ما قاله الشعراء في الحلة الفيحاء ) 0 
أما في المنهج فذكر أسماء الشعراء مجردة من تاريخ الولادة ، ومكانها ، وتاريخ الوفاة ، أفقدنا المتابعة الجدية ، لمن قيل شعرا عن الحلة ، وأين ؟، ومتى ؟ ، وهل هو ابنها ؟ ، أم من خارجها ، إضافة إلى إن الكتاب كان خاليا من قائمة المصادر التي يمكن الرجوع لها في معرفة الشاعر ، وشاعريته ، وأسباب تأثره في حلتنا الفيحاء 0



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=40594
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13