بعيداً عن المعمعة .. قريباً من همم الرجال .
بضعة أشهر تفصلنا عن موعد إجراء الإنتخابات البرلمانية ..
وبعيداً عن سعار التنافس (الشريف وأخواته) بين المرشحين وأحزابهم وداعميهم ، وما سيتكاثر بسرعة مذهلة من مشكلات وتسقيط ، وما سيكتشف بالصدفة المحضة والمفاجأة البريئة من ملفات الفساد ..
بعيداً عن كل ذلك .. أصدقائي :-
إنّ هذه الأشهر الفاصلة هي فرصة لإجراء مراجعة متأنيّة ، وصادقة ، ومعمّقة ، لتجربة مريرة وصعبة وباهضة الكلفة مررنا بها على مدى أكثر من عشر سنوات (2003 – 2013) ..
إنها مراجعة ضروريّة وواجبة ، وفي تصوري أنها ينبغي أن تكون على الطريقة القرآنيّة : (أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ) ؛
(1) (أن تقوموا) : فمنكم يبدأ التغيير ، وبأياديكم يكون ، ولله الحجة البالغة ..
(2) (لله) : للمبدأ الخالص ، للحق ، للمصلحة العامة ..
(3) (مثنى وفرادى) : أنت ومن تثق في نصحه لك وحرصه على أن ينالك الخير كما يناله ، وأن تستفتِ قلبك بمفردك ..
(4) (ثم تتفكروا) : وبعدها أعملوا عقولكم في وضع الميزان الحق ، فالكلفة باهضة ..
فلا بدّ من افبتعاد عن الضوضاء المفتعلة التي أُغرقت بها فضاءاتنا عمداً كوسيلة إلهاءٍ لتمرير مشاريع وأجنداتٍ ما كانت لتمر بالسهولة نفسها لو كانت الجماهير العراقية في وضع مريح وجو هادئ ونفوس مطمئنة على حياتها ومستقبلها ..
إنها دعوة مخلصة لمحاولة التخلّص من فخ البقاء وسط المعمعة ، والإنجراف مع تيّار اللغو والهذيان المستمر ، والتأثر بماكنة الإعلام الإجتراري للأزمات والانفعالات التأريخية والسياسية والأمنيّة ..
حاولوا الإنتقال لمناخٍ هادئ وأفقٍ طلق ، لتعطوا لأنفسكم فرصة الإنفتاح ، ولأعصابكم فرصة الهدوء ، ولعقولكم فرصة التفكير المتّزن ، وقرروا أن تكونوا لوحدكم أم مع من تختارونه بعناية ليفيدكم رأياً ونصحاً ، ثم تفكّروا في :
- (من) يكون بمستوى الأهليّة اللائقة ، والكفاية الحقيقية لتمثيلكم في مجلس النوّاب .
- (ما) هو البرنامج السياسي والاقتصادي والأمني الذي ينبغي أن يتعهد بالعمل بموجبه ومحاولة تحقيق أهدافه وتوفير مستحقاته .
- (آليات) أخذ العهد والميثاق من المرشح للوفاء بالبرنامج ، والرقابة الفاعلة ، والمحاسبة الرادعة والفاصلة ..
(من) و(ما) و(آليات) ينبغي حسم الموقف منها لنكون تحرّكنا فعلاً ـ كمواطنين صالحين ـ لصنع التغيير المطلوب ، ولم نكتفِ بالتّشكّي والولولة التي لا تدفع ضرّاً ولا تجلب نفعاً .. |