الشاعر الشعبي المصري العربي "أحمد فؤاد نجم", توفي صباح الثلاثاء الثالث من شهر كانون الأول عام ألفين وثلاثة عشر , عن عمر يناهز الرابعة والثمانين.

 

وهو الشاعر الثوري المُتحدي , المعبّر عن قضايا الإنسان المغلوب , وجماهير "الغلابة".

 

رمز الكلمة الحرة الجريئة ,  فلا يخاف ولا يكره , ويطلق الأشعار بعفوية وتلقائية تتملك قلوب الجماهير  في كل مكان.

 

صاحب الكلمة المباشرة ذات التأثير المدوي في أعماق النفوس.

 

وشاعر المواجهة مع الكراسي المتسلطة على الشعب , يخترق العوائق التي تريد أن تسكته , وتمنعه من القول الواضح الفتاك القدرات , لأنه يحرك في أعماق الجماهير جمرات الوطنية ويؤججها فتتحول إلى لهيب لا ينطفئ.

 

شاعر تزيده السجون والمعتقلات إصرارا وإيمانا , وقدرة على التصدي الأقوى للذين تسول لهم نفوسهم الظلم والقهر.

 

فلم يَسلم من شعره حاكم أو رئيس أو نظام سياسي في مصر وغيرها.

 

وسيرة حياته تمنح القوة والقدرة على التحدي والكفاح.

 

إنه الشاعر الشعبي الدفاق الأفكار والرؤى , علّم نفسه القراءة والكتابة وهو في عمر السابعة عشر.

 

شعره صوت الحب والمقاومة , وقد تألق مع "الشيخ إمام" في ملحمة الغناء الشعبي الثوري , الذي لا يزال فعّالا في مسيرة الحياة المصرية وقد شارك في الثورتين.

 

تحية لشاعر الوطنية , المكافح ضد الإستبداد والقهر والجور , الذي قدّم أمثلة رائعة عن قدرة الإنسان على التحدي والبقاء , فقصائده إنتصرت , وأسهمت في إطلاق الثورات الشعبية المصرية لأكثر من مرة.

 

وستبقى الأمة غنية بالولادات الواعدة المعبّرة عن جوهرها , وحقيقة دورها الإنساني والحضاري على مرّ العصور , فما أن يسقط فيها رمز منير حتى يستنهض آلاف الرموز المتوثبة للعطاء والإبداع الأصيل.

 

د-صادق السامرائي