• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الكاتب الكبير حسن علوي ومرض الزهايمر .
                          • الكاتب : انور وليد علي الوائلي .

الكاتب الكبير حسن علوي ومرض الزهايمر

 ‏‏اصيب الكاتب والمفكر الكبير حسن العلوي قبل اكثر من عشر سنوات  بمرض نادر يصيب بعض الناس ممن تجاوزت اعمارهم 60 عاما وتعرضوا الى جهد عقلي ونفسي او من هولاء الذين تعرضوا مبكراً للاصابة بمرض الشيزو فرينيا  . 
وهنالك عوامل عديدة ساهمت في ان يصاب الكاتب الكبير بمرض الشيزو فرينيا وذلك بسبب عوامل حياتية وبيئية وسياسية . فان  ازمة التناقض التي عاشها الاستاذ العلوي بدأت في محيطه الاسري فهو من عائلة فقيرة تعتاش على بركات جده الذي يدير مسجد صغير في مدينة الكرادة وبركات جده في المعرفة والثقافة فكان جد السيد العلوي باحثا ومهتما بالثقافة ورجل دين معروف في بيوتات الكرادة .  والسيد العلوي عاش ازمة الازدواج الثقافي والسياسي مبكرا فهو ينتمي الى اسرة تفرقت في انتماءاتها السياسية والعقائدية فحسن العلوي اختار الفكر القومي المؤطر بالشعارات الدينية الكاذبة ، فالشعور القومي والبعثي السائد في تلك الفترة فلم يكن العلوي متدينا ولكنه مؤمنا بغضاً بالافكار الماركسية واليسارية. بينما الاخ الاكبر للعلوي وهو السيد هادي وهو ماركسي حقيقي يؤمن بالتصوف ايمانا حقيقيا كايمانه بالماركسية عكس القوميين فهم طارئين على اي انتماء . هذه الازدواجية المبكرة ولدت عقدة كبيرة للسيد حسن وجعلته على خلاف كبير مع اخيه وان اهل الكراده يعرفون ويدركون مدى سخرية هادي العلوي من حسن وعدم احترام انتمائه وتملقه للبعث وصدام وكثيرا مايجهر بذلك للعلن . هذه الازمة ولدت قطيعه بين الاخوين لم تشهد صلحا الى يوم وفاة هادي العلوي (رة) وان انقسام عائلة العلوي بين ماركسي يساري تقدمي وقومي راديكالي متطرف رجعي . هذه الظروف عجلت باصابة السيد حسن العلوي بمرض الشيزو فرينيا . وبما معروف عن حسن علوي من غرور جعل من شخصيته المتناقضة بين حبه للسلطة وحبه للثقافة والمعرفة فكان يجد قيادات حزب البعث باستثناء صدام مجاميع من الجهلة مما جعله يواجه ازمة في التعامل معهم وكان للشكاوى التي تصل الى صدام عن حسن علوي بانه متعجرف وساخر وينال من الاخرين بطريقه لاتنم عن اخلاق مسؤول ثقافي وحزبي . هذه الوشايات جعلت صدام المتعجرف لايطيق تملق حسن علوي بالقياس بالخدمات الكبيرة التي يقدمها كادر الحزب للدوله . 
وعلى اثر ابعاد حسن علوي من المؤسسات الثقافية للدولة والحزب غادر السيد العلوي بجواز سفر ولم يكن فارا او مطاردا من النظام القمعي .
وبما معروف عن السيد العلوي من ثقافة ومتابعة وتمرس في متابعة الاحداث والقصص التي كان يسمعها من جده ادرك انه كالموسيقار يلحن اي كلام ليصبح اغنية . وحسن علوي فعلا ملحن في سرد الرويات والقصص عن التاريخ القديم والمعاصر وفعلا وفق السيد العلوي في كتابة كتب تاريخية غاية في الروعة والجمال نالت استحسان الكثير . واننا ازاء هذه الشخصية الفكرية التي تعرضت لازمات نفسية ما كان لها ان تبرز لولا تلك الظروف البيئية التي ساهمت في تغير مزاجه العام فهو معروف بتغير وجهات نظره بسرعة لم يألفها اقرانه من المفكرين المصريين مثل الكاتب الكبير حسنين هيكل او فهمي هويدي او مصطفى الفقي . هؤلاء المفكرين لم يتعرضوا للازدواج الثقافي او السلوكي وكانت مواقفهم ثابتة وراسخة ولم تتغير .
العلوي كتب في صدام الكثير وقال في صدام الكثير ولكن القراء والمتتبعين ادركوا ان الشيزفرينيا انتقلت للتحول الى مرض الزهايمر ولك ان  تسمع نص حوار بين رجل اوهم حسن علوي بانه صدام ورغم مرور سنوات على اعدام صدام . وظهر العلوي وكانه تلميذ يتلقى توجيهات ونصائح صدام هذه اللعبة التي انطلت على العلوي تبين مقدار الوهن والمرض الذي يصيب السيد العلوي .
وعندما اختار السيد حسن علوي ان يشتغل بالسياسة وذلك ناتج من الازمة المرضية التي يعيشها العلوي في حب السلطة والمال . فالسيد هيكل او هويدي او الفقي لايعنيهم  البته بانهم اعضاء في البرلمان وانهم يجدون انفسهم اساتذة لمن هم في البرلمان وهم يترفعون على من هو في السلطه . ولاتستهويهم اموال السلطة وانما مايجنى من الاعمال الادبيه والتاريخيه والسياسيه هو اكبر بكثير مما يفكر به العلوي . عكس السيد علوي ( سبع صنايع والبخت ضايع ) فهو اختار ان يصبح برلماني باصوات العراقيين في سوريا وذلك لظروف ساهمت بها الدولة السورية وتبنيه موضوع الاجتثاث وقد صوت له البعثيين الفارين من بطش الميليشيات التي قتلت رفاقهم وفرارهم الى سوريا هو من انجاهم . هذه الظروف عجلت ان يكون العلوي نائب والعلوي وما معروف عنه من درايه وفطنة وذكاء وخفة دم اراد ان يكون عراب الصلح بين المالكي وعلاوي وقد قوبلت جهود حسن علوي باحترام كبير من عامه الشعب واستطاع حسن علوي ان يكون رقما صعبا في العملية السياسية لولا الشزفرونيا والزهايمر اللذان يداهمانه بين فتره واخرى وجعله يشكل قائمة منفصلة عن علاوي سميت بالعراقية البيضاء التي سرعان ماطردت رئيسها السيد العلوي واتهمته بالخرف وسوء الادارة .
وقد حاول السيد العلوي التقرب من المالكي عقب طرده من قبل علاوي لكن المالكي وبما معروف عليه من حزم وصبر لن ينسى شتائم حسن علوي اليومية وبقى حسن علوي في بغداد يعتاش على القنوات الفضائية وهو اشبه بمذيع او ممثل من كونه مفكرا عظيما .  فهو تارة يدعو لنجدة الشيعة من المجازر الجماعيه التي يتعرضون لها على يد الجن وتارة يدافع عن مظلميه السنه وتهميشهم وقتلهم من قبل الجن . السيد العلوي يتهم الجن دائما ويبرا الاخرين . هل الازدواجيه وانفصام الشخصيه  هي مبرر هذة السلوكيه .على الباحثين والمفكرين دراسة اسباب سقوط المدرسة العلوية بهذه البساطة وانحدارها الى هذا المستوى . العلوي وبسبب خصومته مع علاوي والمالكي والقائمة التي انشق بها وجد نفسه وحيدا فشكل ائتلافا تجاريا لم يلاقي نجاح يذكر بينه وبين مشعان الجبوري والشابندر وبما معروف عن الاثنين الاخرين بكونهم يعملون في التجارة وجد العلوي نفسه عبء عليهما فلاذ بالبرزاني من ظلم الدنيا ولان البرزاني محترف سياسية كالمالكي وعلاوي فلم يجد لهوس العلوي من قيمه وادرك ان العلوي يمر بداء النسيان وفقدان الذاكره والهوس والخرف وبدا يشكل عبء  خصوصا بعد فقدانه لصداقته مع علاوي والمالكي .. لقد حاول العلوي في فتره من الفترات ان يحصل على عقود من حكومة المالكي ولان العلوي لايجيد فن السمسره والمقاولات لم يستفيد من المالكي بشي خصوصا وان المالكي لايجرا ان يمنح دولار واحد للاخرين بغير قانون او مخرج لقانون وبهذا وجد العلوي ان صيحاته في ان المالكي شخصية لها حضور وتستحق قياده العراق ذهبت ادراج الرياح .. 
السيد حسن العلوي وبعد قرار المحكمه الاتحاديه بايقاف تقاعد البرلمان ولما للسيد حسن من عائله كبيرة فله اكثر من زوجة وفي اكثر من بلد خصوصا وان عطايا دول الخليج نضبت والمساعدات قلت فان السيد العلوي يبحث عن قائمه او كتله تحقق له النجاح بمسمى وشهره زعيمها وليس قدرة وعطاء المفكر الكبير حسن العلوي .
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=40032
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 12 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13