• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بركان الغضب اذا ما انفجر يوما اين تولون وجوهكم .
                          • الكاتب : مهدي جاسم .

بركان الغضب اذا ما انفجر يوما اين تولون وجوهكم

بعدما ادى العراقيون ما هو مطلوب منهم او ما بذمتهم تجاه بلدهم واوفوا بعهدهم وتوجهوا الى الانتخابات على امل ان يعيشوا تجربة الانتخابات الحرة والنزيهة والتي تفضي الى وجود رابح وخاسر وهذا سياق متعارف عليه في جميع الدول التي تنتهج طريق الانتخابات لتبادل السلطة فيما بين المرشحين , اليوم وجدوا انفسهم وقد ركبوا لعبة المتاهة التي لا مخرج منها سوى البقاء متفرجين ولسان حالهم يقول ( اني الي جرحت ايدي بديه ) .

ان عملية تشكيل الحكومة في ضوء مايجري الان من فرض الامر الواقع تحت نظرية الشركاء في العملية السياسية والتي لا تلتقي مع مفهوم تبادل السلطة عبر صناديق الاقتراع اواحترام ارادة الشعب العراقي فيمن يختار ماهي الا تجريد او تفريغ مفهوم الديمقراطية الحقيقية من محتواها المتعارف عليه وهو حكم الشعب , الطريقة التي يتعامل بها السياسيون اليوم في بقائهم على رأس السلطة او صراعهم على من هو الاجدر او الاحق برئاسة الحكومة دليل على ان قارب العراق الجديد لا يسير الى شاطىء الامان والنجاة مادام هناك اكثر من قائد لدفة واحدة .

الغريب في امر هؤلاء السياسيين انهم يدركون اليوم جيدا مدى كبر الهوة بينهم وبين الشعب الذي اصبح ناقما عليهم ولانه صار اكثر ادراكا ووعيا وبصيرة من ذي قبل في ان الذين جاءوا ويدعون السياسية بعد 2003 الا ثلة من المنتفعين والسراق وقد فاحت رائحتهم عندما تكالبوا ومازالوا على استحقاقات ماكانوا ليصلوا اليها لولا هذا الشعب الذي ابتلى بهم وبامثالهم .

ان ثقافة او حلم الرئاسة او القيادة او السلطة قد اصبحت اليوم وباءًا خطيرا واستفحل في عقول الكثبر من السياسيين العراقيين والناجمة عن خلفية نشأتهم وتربيتهم , فالكثير منهم ما كان ليحلم في يوم من الايام ان يصحوا ويجد نفسه في هذا المستوى من الحياة التي فرضتها الاقدار, وبالتالي وجد نفسه اصغر من حجم المسؤولية التي تخبط وتاه في سمائها .

ايها السياسيون يامن تدعون الوطنية انها نصيحة او تذكرة عسى ان تنفع , ان الكيل قد طفح عند العراقيين من سوء استخدامكم للسلطة وطريقة الاستخفاف في حياة ومستقبل العراقيين الذين ذاقوا شتى مرارات القهر والجوع والحرمان والدم في فترة حكمكم , فأن بركان الفقراء قد يثور في اي لحظة ولا ساعة ندم بعدها وستجدون الجحور التي كنتم تسكنونها في انتظاركم .

Ma_hd2@yahoo.com
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=394
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 08 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13