• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الثقافة العراقية وضرورة التطوير .
                          • الكاتب : صبيح الكعبي .

الثقافة العراقية وضرورة التطوير

 

 
تتسارع الاحداث في سنوات عجاف تمر ببطء على بلدي  كعادة الايام الحزينة ثقيلة وقعها عصيبة ايامها تعيسة ساعاتها ملبدة غيومها هوائها مغبر, بعكس لحظات المرح التي ينطفىء بريقها وتطوي ايامها الجميلة بسرعة البرق , أن الزمن لايرحم والايام تطوى والتاريخ  يكتب لتكون شاهدا على فعله ومتانة بناؤه وشواهد انجازاته , الذي اريد أن أصل له بكلامي هذا حقيقة غابت عنا جميعا ولم نعي حجم تأثيرها وقوة وقعها وكبر مساحتها على خط شروعنا
ونجاح عملنا وعمق تجربتنا ومنجزات مسيرتنا للسنوات العشر الماضية التي مرت وتركت بصماتها على مساحة التغيير الذي حدث في بلدنا بعد عام 2003كمؤشر سلبي على سيرنا   
الذي اندفعنا نحوه ونجهل ماهيته ولااخبرنا بمايضمره لنا من تعاسة تدمر او فرح يسعد
ولم نعي لجانب مهم في حياتنا أو نقف عنده ونسأل انفسنا عنه لما فيه من ابداع ورقي وتطور وانجاز يعجز القلم عن تدوين فائدته واحصاء خيره لما فيه من مردود ايجابي لحاضربلدنا ومستقبل اجيالنا عندما اهملنا الثقافة وكيفية العمل بها والعزف على اوتارها لتكون منبرا لتطوير
امكانياتنا وتحصين ذاتنا واشاعة المنفعة لنا لما فيها من فوائد من العسير احصائها وكشف خزائنها واهميتها في تحصين الذات وتنوير الفكرواشاعة القيم الرصينة  لتصب في تنظيم المجتمع وعلو شأنه ولكونها بحر لجي له اول وليس له اخر , علم غاصت في بحوره العقول وتحيرت في وصفه الالباب وعجزت عن ادراكه المفاهيم لايحد بحد ولالطوله مد ولا لامواجه قياس , زاخر بكل مالذ وطاب من فاكهة ادب وريشة فنان ولحن جميل وصوت حنين وابداع
نحات وشخصية ممثل وقلم كاتب وعقلية مفكر وقصيدة شاعر , لايمكن اجمالها بهذا المقال
لاننا لانمتلك الابعاد التي بالامكان معرفة سجاياها والغوص في امواج بحارها  بعد أن أحكمت
 ( فلا كل من ركب الفرس خيال) ان فعلهم معروف ووعيهم مفهوم وادراكهم للامور
مدروس لايمكن الوصول اليه الابجهد جهيد ,ومعروف للجميع انها كانت تدار في النظام
 السابق بعقلية الشمولية والدكتاتورية والتفرد والعنجهية والفارس والقائد والملهم مقيودة بحلقات وطلاسم لايمكن فك الغازها مستبشرة بتطبيلها للشخصية  القيادية مجندت كل امكانياتها له
 ومما يؤسف له انها بقيت بعد عام 2003على ماهي عليه بمكيال واحد وجهة واحدة ومفاهيم احادية دون ان نلتفت  لما آل اليه البلد من تعددية حزبية ومفاهيم ديمقراطية جديدة ودستور دائم وانتخابات حرة وحرية التعبير , أن السنوات الماضية. التي قاربت على عقد من الزمن لم يطرأ
عليها أي تغيير سوى كثرة الصحف والمواقع الالكترونية وقنوات فضائية  والتي تعتمد في ديمومتها وتواصل اصدارها من جيوب اصحابها دون مساعدة تذكرالا ماندر,ندعوا اصحاب القراروالمهتمين بالشأن الثقافي   ان يعاد النظر بمنهجهم  الثقافي وتحديد مسارات عملهم و توجهات فكرهم لانها من الضروريات في التقدم المنشود لهذه المؤسسة المهمة في تفكير الانسان وتطور عقليته وتحسين ادائه وسعة مساحته وتعدد اطياف شعبه ونواحي ابداعه وبحره الزاخر ومائه العذب وامتداده العميق وعطائه الثر
ونقترح النقاط التالية لغرض تطوير مفهوم الثقافة في بلد متعدد الطوائف والمعتقدات والقوميات :
 
1-فتح ورش ثقافية للنقاش باسلوب الحوار واحترام الرأي والراي الاخر وتبني الحوار البناء لتطوير الثقافة ..
1-    اقامة الندوات الجماهيرية للتثقيف بهذه الامور ومشاركة اكبر عدد من المتحدثين لتنوع العطاء واستيعاب الافكار ودراسة المقترحات التي من شأنها ان تطور الثقافة بهذا السلوك .
2-    مساعدة المثقفين والكتاب والشرائح الاخرى لاخذ دورهم بالابداع والعمل الجماعي لبناء ثقافة البلد وتطوير امكانياته لكافة الشرائح والقوميات والاديان واشاعة قيم
ومفاهيم جديده ترتقي لما نراه من خيرفي مستقبل البلد وتعميق مبدىء الثقافة للجميع
3-    اصلاح البنى التحتيه لابنية الثقافة من مسارح وسينما ومراكز ثقافية وقاعات عروض ليشارك الجميع فيها بضوابط اخلاقية وقانونية بعيدا عن الاسفاف والتهميش والاقضاء
4-    الاهتمام بكليات ومعاهد الفنون والمكتبات ورفدها بالحديث ليتسنى للجمهور الاطلاع عليها والاستفادة منها لتطوير قابلياتهم الفكرية والذهنية.
5-    سن القوانين والتشريعات التي تحصن الجيل من الانغماس وراء الفنون الرخيصة والمبتذلة وحماية الموروث .
 
6-    الاسراع باعمار دار الجماهير للصحافة والحرية للطباعة والنشر الكائنة في باب المعظم لما لها اهمية في تطوير الثقافة في الطبع والابداع بعد ان عبثت بها يد الخراب وسرقة محتوياتها وبيعت بثمن بخس



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=39146
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 11 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12