جاء يومك واقترب الوجع ونثرت الأرض سوادها ،وفتحت السماء أبوابها فهي ملاذ عاشقيك ومحبيك،فهي لمصرعك بكت مع أملاكها دما وناحت عليك الأرض بما فيها ..ولم يبق عليها ممن شارك إلا عوقب بجزاء رب السماء أما بقتل أو عطشا أو عمى أو سواد الوجه أو بزوال نعمته في وقت قصير.. جاء محرم الحرام (عاشوراء الدم )...وعلت الرايات تعلن حزن مدينة عانقت جسدك على أرضها ويجدد حزنها كأنه اليوم نفسه الذي شرعت رايات البغي والكفر أن توقع وثيقة الغدر ... فكانت كربلاء وأصبحت كل أراضي الكون كربلاء وأمست كل يوم عاشوراء وكل ارض هي كربلاء ... الوجع سيدي قد انتقل عبر فكرك وعقيدتك وأيمانك وتضحيتك للعالم،فأعلن أن الارهابين انهم قتلوك متبجحين بفعلهم،وذريتهم على شاكلتهم يقتلون الآن شيعتك على حبك على اسمك على حزنك...
سيدي يا حسين ما أعظمك وكربلاء تباهي بك العالم ... وتؤسس لفكرك طريقا لا يمكن الحياد عنه ..هي أيام عاشوراك التي علت،وكونت نظاما موحدا متكاملا للوجود مجلى للتوحيد فأصبحت كربلاء تجليا لله سبحانه وتعالى وطريقا للتهائين ومدارا للكرامة والشرف والعز والحرية وصورة من جميل جمالك .فأصبحت كربلاء الحسين حاضنة للإنسانية ومنارا يضيء العالم اجمع بنور الهداية المحمدية وهي تفتح ذراعيها للحسينيين في محرمها الحرام لتتحدى بحبها للحسين أقوام البغي من الحاقدين على شيعته.. فينتفضون خائفين حين تلبس كربلاء السواد ويرتعبون حين تلطم كربلاء على الصدور.. ويمتلؤن حقدا حين تذرف كربلاء الدموع..ويفجرون أنفسهم حين تأتي الملايين زحفا لكربلاء الحسين. ومهما فعلو سنزيد ونزيد ونلعن يزيد ونأتيك زحفا حبيبي يا حسين.
سيدي يا حسين حزنت مدينتك وهي تستذكرك وهي تضيء بقناديلها لزائريك ومحبيك ومريديك ومن هم يتصفون بشجاعتهم النبوية وغيرتهم الحيدرية وحشمتهم الفاطمية .. نحن الشيعة كرمنا حسنيه،أدبنا حسينية،كرامتنا عباسية،عزتنا زينبية،ادعيتنا سجادية،علومنا باقرية،أحاديثنا جعفرية،سجدتنا كاظمية،صلواتنا رضوي،كراماتنا جوادية،انباؤنا هادية،حكمتنا عسكرية،انتصاراتنا مهدوية...لبيك يا حسين لبيك يا حسين لبيك يا حسين..لبيك يا حسين لبيك يا حسين لبيك يا حسين