خبير قانوني :  العدالة في العراق الجديد تعمل بشكل جيد وحتى لو حصلت بعض الخروقات

 

فاتن رياض / جمعية الصحافة العراقية الحرة

  نظم صحافيون في العاصمة العراقية بغداد في شارع المتنبي  وقفة تضامنية مع الزميل"زهير الفتلاوي"  اثر قيام محكمة قضايا النشر والاعلام  باعتقال وحبس الفتلاوي لثلاثة أيام على ذمة التحقيق  وقد قام الفتلاوي  بارتداء بدله حمراء اللون وقام بتغطية  فمه بقطعه قماش حمراء اللون تعبيرا منه على تكميم الأفواه . اضافة الى التضييق على عمل المؤسسات الصحفية المستقلة ، وتجمع عدد كبير من الإعلاميين ونخبة من المثقفين  أمام مقر المؤسسات الثقافية في شارع المتنبي ، معربين عن رفضهم  عمليات تكميم الأفواه مرة ثانية، وقمع الحريات الصحفية اضافة الى تعرض الصحفيين الى إجراءات الترهيب والتخويف الممنهجة مما يعد مخالفة دستورية وخرق لقانون حماية الصحفيين رقم 21 لعام 2011 الذى شرعه البرلمان ، معللين ذلك بانتكاسة  كبيرة لحرية الصحافة والاعلام  .

وقال الزميل عمار منعم سكرتير تحرير جريدة " البينة الجديدة "  إنها المرة الأولى التي يتعرض فيها صحفي الى مثل هذا الإجراء  ويتم إيداعه السجن ، نافيا كل الاتهامات الموجهة اليه، وخاصة ما ذكر بوجود قذف وتشهير وإساءة في المقال الصحفي الذى نشره الفتلاوي في عدد من وسائل الاعلام وجريدة "المشاكس " وانتقد فيه بأسلوب، تهكم وسخرية لم يحمل اى اساءة او تشويه لسمعة صندوق الاسكان العراقي  بل كان انتقادا مهنيا وفق السياقات الصحفية ووفق الدستور العراقي الذى كفل في المادة(38) منه حرية الصحافة

واشار منعم الى اننا نطالب بتوضيح من مجلس القضاء الاعلى عن ملابسات هذه القضية ,  فيما اكد الناشط المدني حسين رزاق  ان فور الإفراج عن الفتلاوي  بكفالة قدرها "مليون دينار"  اتصلت العديد من المنظمات الدولية والمحلية بالزميل الفتلاوي  وتم اجراء  العديد من الحوارات الصحفية  حول ما يتعلق بالقضية وتطوراتها  مؤكدا ان هذه الوقفة ستكون انطلاقا للمطالبة بتشريعات قانونية تضمن حرية الفكر والتعبير  ، فيما قال الصحفي حسن القاسم ان تلك الاجراءات التعسفية تعكس عدم تطبيق الحكومة للنظام الديمقراطي ومخالفة للقوانين الدولية التي تظمن الحريات الصحفية ، وبين ان المحتجين من الصحفيين والمثقفين وناشطي المجتمع المدني  قد رفعوا لافتات  تعبر عن تضامنهم مع الفتلاوي  معتبرين ما تعرض له  ممارسات تعسفية ضد حرية الرأي والتعبير، في وقت لا  تنسجم فيه سياسة بعض الصحف المستقلة  مع الأوضاع في العراق الجديد  بعد التغير الحاصل   سنة 2003، وهي  تقف على الحياد بين جميع الأطراف.

وقال الزميل فائق العقابي  مدير مكتب جريدة "المشاكس" في عمان في تصريح صحفي خلال  وقفة الاحتجاج ، منذ سنين طويلة   ونحن نحاول أن نكون موضوعيين ومهنيين الى أقصى درجة، ونمارس المهنة بشكل احترافي، وكانت بعض الإجراءات تدل على التعسف وانتهاك حرية وكرامة الصحفي ووسائل الإعلام في العراق  الا اننا بدأنا نحارب وترفع علينا الدعاوى القضائية فضلا عن تعرضنا الى عملية الإقصاء والتهميش ، .فيما قال الخبير القانوني طارق حرب ان العدالة في العراق الجديد تعمل بشكل جيد وحتى لو حصلت بعض الخروقات فأن هذا لم يشكل خروقات كبيرة في قانون حماية الصحفيين ، مبينا اهتمام المنظمات الدولية و وكالات الإنباء العالمية بعمل المؤسسات الصحفية وبشتى المجالات 

وشاركت العديد من الشخصيات السياسية والثقافية فضلا عن الرياضية والإعلامية والحقوقية في وقفة الاحتجاج، متضامنة ضد محاولات إقصاء الصحافة والإعلام الحر والهادف، وعدم السماح  لهم بعودة سياسة تكميم الحريات ومصادرة الرأي وترهيب الصحفيين الذين يسعون الى تصحيح الانحرافات في مسار السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية في العراق