حتى تكون الصورة واضحة لابد لنا من الاستشهاد بما نريد له الاثبات بمصادرهم الموثقة ومن ثم نطرح تساؤلاتنا عن هذه الاحاديث، وكثيرا ما يحصل التعارض بين الاحاديث الموضوعة ، ومحور حديثنا هو علاقة الخليفة الثاني بالنبي محمد (ص) ومن خلال هذه العلاقة سنقف عند عدة نقاط .
في الشرح المختصر لصحيح مسلم في باب الايمان ذكر حديث نقتطع جزءا منه موضع الحاجة علما ان المعنى لا يتاثر بما قبله او بعده
عن الصُّنابحي ( عن عبُادة بن الصامت رضي الله عنه ) قال : والله مامن حديث سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكم فيه خير إلاحدثتكموه إلا حديثا واحداً وسوف أحدثكموه اليوم ، فقد أحيط بنفسي ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من شهد أن لاإلله إلا الله وأن محمداً رسولُ الله حرم اللهُ عليه النار )) .
وفي الشرح معنى قوله ((إلا حديثا واحداً وسوف أحدثكموه اليوم )) وهذا يدل على أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكتموا العلم ، ولم يحجب
وفي نفس الباب من الشرح ذكر حديث لابي هريرة هذا نصه :عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كنا قعوداً حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا أبو بكر وعمرُ رضي الله عنهما في نفر ، فقام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من بين أظهرنا ، فأبطأ علينا ، وخشينا أن يقُتَطَعَ دوننا ، وفزعنا ، فقمنا ، فكنتُ أول من فزع . فخرجتُ أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسل ، حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدرتُ به هل أجد له باباً فلم أجد ، فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة ( والربيع : الجدول ) فاحتفزتُ فدخلتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : (( أبو هريرة ؟ )) فقلتُ : نعم يا رسول الله ، قال : (( ما شأنك )) ؟ قلت : كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا فخشينا أن تُقتطع دوننا ، ففزعنا فكنتُ أول من فزع ، فأتيتُ هذا الحائط فاحتفزتُ كما يحتفز الثعلبُ وهؤلاء الناس ورائي . فقال : (( ياأباهريرة ! )) وأعطاني نعليه وقال : (( اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهدُ ألا إله إلا الله، مُستيقناً بها قلبه، فبشره بالجنة . فكان أول من لقيتُ عمر فقال : ما هاتان النعلان ياأباهريرة ؟ فقلت : هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما، من لقيت يشهدُ أن لاإله إلا الله مسيقناً بها قلبه، بشرته بالجنة ، قال : فضرب عمرُ بيده بين ثديي فخررت لأستي، فقال : ارجع يا أبا هريرة ، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجهشتُ بكاءً ، وركبني عمرُ فإذا هو على أثري ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مالكَ ياأباهريرة ؟ )) فقلت لقيتُ عمرَ ، فأخبرته بالذي بعثتني به ، فضرب بين ثديي ضربةً خررت لإستي ، فقال : ارجع ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا عمر ما حملك على ما صنعت ؟ )) قال : يا رسول الله بأبي أنت وأمي، أبعثت أبا هريرة بنعليك، من لقي يشهد أن لاإله إلا الله مسُتيقناً بها قلبُه بشره بالجنة ؟ قال : (( نعم )) ، قال : فلا تفعل، فإني أخشى أن يتكل الناسُ عليها ، فخلهم يعملون ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم (( فخلهم )) .
وفي شرح معنى منع عمر لابي هريرة من التبليغ قال: أن من العلم ما يجوز كتمانه ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام رَضِي بأن يُكتم هذا العلم عن الناس ، لأنه يضرهم
في العبارة اعلاه تم نشر العلم وهو من فضائل الصحابة والعبارة ادناه تم حجب العلم وهو من فضائل محمد مع العلم ان العلم هو نفسه الشهادة .
الان لنقف عن الحديث الثاني ونسال : لما لم يجد ابو هريرة بابا يدخل منه فهل من المعقول والادب ان يحفر حفرة او يدخل من ساقية تمر تحت الجدار الى البستان ؟ ومن اين له ان رسول الله داخل البستان ؟ واذا اراد رسول الله ان يبعث احدا بامر فلماذا اعطاه نعله ؟ يقولون اشارة الى صدق الحديث ، اذا فلماذا لم يعط ابا بكر شيئا عندما بعثه لتبليغ سورة براءة والتي اعفي منها لاحقا ؟ وهل شحت ادلة رسول الله حتى يعطي نعله ! أي انه بقي حافيا او ينتظر عودة ابي هريرة بعد انهائه التبليغ ، ومن ثم شخص الرسول بان من يلقي بعد الحائط وجاءت الصدفة بان يكون الخليفة الثاني الذي رفض قول الشهادة وهذا يعني اما انه غير مستيقن ، او انه يرفض الجنة ؟
واخيرا اذا كان الثاني يعرف المصلحة وهو افقه من الرسول بنص الشرح لصحيح مسلم فباي فضيلة النبي افضل منه ؟ وان قيل الوحي فهم القائلون ان عمر يقول وافقني ربي في ثلاثة مواضع أي ان الموافقة الالهية جاءت بعد طلب عمر بان يسن هذا التشريع!!