• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عيدُ المواطن وعيدُ السياسي .
                          • الكاتب : حسين محمد الفيحان .

عيدُ المواطن وعيدُ السياسي

  قبل مجيء عيد الأضحى المبارك والذي أصبح هو الأخرُ دامٍ كباقي الأيام , كان جميع العراقيين يأملون بان تكون أيام الله تلك  خاليةً من الموت والعنف والإرهاب الذي اعتادوا عليه طوال أيام السنة وهو يحصدُ أرواحهم دون تمييز ودون رحمةٍ ودون توقف ,دعواتٌ أطلقتها وسائل الاتصال والإعلام والتواصل حثت الجميع فيها إلى التسامح والمحبة والأخوة والبداية الجديدة لإنهاء معاناة الشعب وهو يواجهُ آلة القتل المستمر في كل يوم راجين بان يكون الأضحى المبارك عيدا لا تزهق فيه أرواح الناس ولا تسبى فيه العوائل وترمل النساء وتيتم الأطفال .لكن وكما هو المتوقع, العكس حدث وبقي الحال الدامي على ما هو عليه ,حيث  لم تلقى تلك الدعوات والرجاءات والنداءات من يسمعها وينفذها ليأخذ العيدُ نصيبه من الإرهاب الأعمى وهو يشنُ هجماته الغادرة على المواطنين في جميع مناطق العراق في ديالى وكركوك والموصل وبغداد وبابل وكربلاء ومحافظات الجنوب مستهدفا جميع الطوائف والمذاهب ,ليبقى المواطن المسكين المتأهب والحذر والخائف من انعدام الأمن الصيد السهل لتلك الأعمال الوحشية التي لا ترضى بها الأديان والشرائع السماوية مفسدةً عليه الفرحة التي كان ينتظرها ليُفَرغ عن كبته وآلامه .
بينما تنوع العيد لسياسيي وبرلمانيي البلد الذين بعضهم لم يعد من الحج مُكثرين الضجيج فيه وتاركين وراءهم الملايين من الجياع والمحرومين الذين نُهبت حقوقهم واستولى عليها باسم القانون كـ(امتيازات ورواتب تقاعدية ومنح مالية ) من  راح  كي يطوف حول بيت الله الحرام مناديا لبيك اللهم لبيك , أما البعض الأخر من ممثلي الشعب  فقد  ذهبوا إلى دولهم الأصل والمجنسين منها ليلتقوا بعوائلهم  وأهلهم وناسهم هناك, فيما سافرَ الآخرون الى خارج البلد  ليقضوا عطلة العيد  في إحدى الدول التي تحلوا لهم , غير مهتمين و مكترثين لما يصيب الوطن والمواطن من دمار  .
وليبقى سؤال المواطن الدائم إلى متى يبقى  سياسيو البلد والذين يسمون أنفسهم  ممثلين الشعب والمنتمي أغلبهم للأحزاب الدينية غير أبهين للعراق وأهله ؟ وإلى متى يبقى الإرهاب الذي يتستر بالدين هو الأخر مستهدفاً حياة الناس في كل مكان حتى طال أيام الله ووصل إلى  بيوت الله  ؟ 
لكن ما يعلمه الجميع, ما دام الصراع السياسيُ قائم والمصالح الحزبية والفردية حاضرة في كل المؤتمرات وهي المتحكمُ والمسيطرُ على الأمور فلا جديد في الأفق أبداً . إلا إذا نجح الشعب في إيقاف مد الفساد هذا من خلال تحقيق هدفه الساعي من اجله وهو إلغاء الرواتب التقاعدية للنواب والتي ستكون بعون الله تعالى بداية الانطلاق نحو المطالبة المشروعة لجميع الحقوق المسلوبة .
نعم إنها معركة الفصل بين الشعب و السياسيين الذين لا يريدون إلغاء تلك الرواتب التي تؤخذ ظُلماً وسُحتاً من الفقراء لصالح المفسدين و سراق المال العام .فأما أن تعود الحقوق لأهلها وأما أن يبقى الفساد بيد المتسترين بالدين والذين لا يختلفون عن الإرهاب في شيء فكلاهما أفةٌ تنخر بالجسد العراقي الشريف المقدس .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=38223
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13