• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سوبرمان ..! .
                          • الكاتب : فراس الغضبان الحمداني .

سوبرمان ..!

مازال الملف الأمني في العراق يشكل قلقا لعامة المواطنين ومعرقلا لكل جهود الاستقرار والإعمار وعنصرا طاردا للاستثمار في كل أشكاله ، ولهذا فإن الشعب يريد من صناع القرار أجوبة محددة عن قدرة الدولة العراقية في حسم هذا الملف وفي أي تاريخ متوقع لكي يستريح المواطن ويعمر الوطن .
 
ولعل البعض قد يتساءلون أو يسخرون من طبيعة هذه الأسئلة ، لكننا نقول لهؤلاء ان الدول المتقدمة التي تسير علميا على خط التقدم والنهوض تستطيع معرفة قدراتها وإمكانياتها وتحديد قدرات العدو وبعدها تضع خطة ذات أطراف محددة وتوقيتات معلومة لإنهاء هذه المعركة بكل تشعباتها وتعقيداتها المحلية والدولية ، ومعنى ذلك إننا يجب ان نواجه الإرهاب والجريمة المنظمة بالقدرة على استثمار الإمكانيات المادية والبشرية في البلاد ، وهي ضخمة بكل الحسابات لتحقيق انجازات حاسمة في حربنا ضد الإرهاب ، وهذا هو منطق الدولة المبنية على نظام المؤسسات والفصل بين السلطات ، واعتماد الخطط والاستراتيجيات وعمل الأجهزة المتخصصة بعيدا عن الأمزجة الشخصية .
 
ولهذا فإننا لا نحتاج إلى رامبو وكريندايزر وسوبرمان أو عنتر بن شداد لتحقيق انتصارات على الإرهابيين والمجرمين والهاربين من قبضة العدالة ، لان ذلك منطق الغابة وأسلوب العشيرة وطريقة العصابة ، وليس أسلوبا لدولة حديثة لها برلمان ودستور وقوانين تحدد الصلاحيات وعمل المؤسسات .
 
ويبدوا إننا وبعد عشر سنوات من الاشتباك مع قوى الإرهاب ورغم تصاعد أعداد القوات الأمنية لمئات الآلاف من المقاتلين وأعداد مبالغ فيها من الضباط أصحاب الرتب الكبيرة الموسومة بالشارة الحمراء لحرب الأركان مع الإعلان كل عام عن عشرات الخطط لضبط الأمن وإصدار بيانات وتصريحات عن القبض على أعداد بعشرات الآلاف من أمراء وزعماء القاعدة المجرمين ، ولكننا بعد كل هذا وهذا ما تؤشره الوقائع بأننا مازلنا نتعامل مع هذا الملف بطريقة انتقائية وبردود الأفعال وبحسب مزاج البعض من القادة الأمنيين ، وليس من خلال خطة وطنية شاملة تشترك بها كل الجهات وبمختلف التخصصات بهجوم شامل على الإرهاب ، لكن الذي يجري الآن عمليات متناثرة هنا وهناك . 
 
فمتى ندرك أهمية ان تكون لدينا خطط مدروسة تعبر عن وجود دولة ترتبط بغرف عمليات وحركات مشتركة يديرها ضباط محترفون وطنيون أكفاء ذوو خبرة ميدانية كبيرة يحبون العراق ولا ينتمون لزيد أو عمرو ، ولا تنطلق عملياتهم بطرق اعتباطية ويوصف أبطالها وكأنهم سوبرمان لتحقيق الأحلام و المعجزات .
 
Firashamdani57@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=38214
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14