• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : من سفك دمك ...؟ الى اخي الشهيد حيدر .
                          • الكاتب : عدي عدنان البلداوي .

من سفك دمك ...؟ الى اخي الشهيد حيدر

اتراه رصيدك قد نفد في الحياة فرحلت ...
ام اننا نعيش زمنا اغبراً لا يطيق بريئاً مثلك فغدرك ...
من قتلك ...؟
اكثر من اربعين يوماً على رحيلك وانا احاول في يقظتي ونومي ان استنطق طيفك لاسألك .. من قتلك ...؟
تصورت انني سأجد جواباً لدى اجهزة الامن لكنني اخطأت عندما تفجرت بهيمة اخرى في نفس المكان بعد فترة قصيرة على رحيلك حيث كان شبح الموت امام مقهى طه يحصد ارواح اخرين وسيادة النائب يصرح بضرورة الاسراع في انشاء طوق امني حول مدينة بلد والحكومة المحلية لمدينتنا تدرس الموضوع،
 ارواحكم لم تكن باعثاً يشحذ هممهم لانجاز المهمة قدر ما كانت كلفة المشروع ....
تصورت انني سأجد جواباً في مواقف الكبار لكنني اخطأت عندما رأيت الدكتور الجعفري يبكي وهو يذكرك وشهداء العراق الآخرين كما بكيتك انا ، وانا لا املك الا دموعي وكتاباتي ، والجعفري رئيس اكبر كتلة برلمانية ، وكل ما قدمه لكم دموعاً امام الكاميرات ، ولم تكن ارواحكم باعثاً قوياً يدفعه لشحذ همم اعضاء كتلته للتصويت على رفع الحصانة عن اكثر من عشر برلمانيين متهمين بالارهاب ، او ان تكون صور جثثكم حافزاً يدفعه لشحذ همم اعضاء كتلته الكبرى للاقدام على ارغام الدولة لشراء اسلحة متطورة لضرب الارهاب ومعاقبة المجرمين الذين خدعونا بالسونارات الكاذبة ...
تصورت انني سأجد الجواب عند الجماهير .. لكنني اخطأت بعدما وجدتهم يعدون عدتهم للتظاهر ضد الرواتب التقاعدية لاعضاء البرلمان وليس لاسقاط البرلمانيين اصحاب التصريحات الطائفية والبرلمانيين المقصرين في اداء واجباتهم ، والبرلمانيين البعيدين عن جوع الملايين الذين يستنزفون الملايين من اموال البلاد من اجل البواسير وعمليات التجميل ...
تصورت انني سأجد الجواب عند الجموع الزاحفة صوب كربلاء والكاظمية لكنني اخطأت عندما رأيتهم يحثون الخطى للوصول الى المراقد المقدسة لأداء مراسيم الزيارة والصلاة فقط ، دون ان ترتفع بينهم رايات القصاص من المسؤول المعمم الذي يتخذ الدين غطاءً لممارسة السرقة والتزوير والتحريض على الطائفية والتقسيم ...
القاعدة في صحراء الانبار تدرب المئات على مختلف الاسلحة ويصورون تدريباتهم ويبثونها على الانترنت وطائرات حكومتنا لا تستطيع ان تصل هناك !!! ثم يصرحون : ان معركتنا مع الارهاب مستمرة ..
الارهاب يحدد المكان والزمان - ومعركتنا مع الارهاب مستمرة -..!!!
الرعب والخوف وصل الى مدارس الاطفال - ومعركتنا مع الارهاب مستمرة - ...!!!
جنودنا لا يحملون الا اسلحة تقليدية بينما الارهاب لديه الكواتم واللواصق والقذائف والمفخخات والكيمياوي - ومعركتنا مع الارهاب مستمرة -..!!!!
دخلت الى العراق مختلف الاجهزة المتطورة من موبايلات وسيارات وكهربائيات ولم تدخل اجهزة تكشف عن المفخخات والمتفجرات - ومعركتنا مع الارهاب مستمرة - ...!!!!
يصعد الى الجنان كل يوم عشرات الشهداء ، بينما المجرمون المحكومون يهربون من السجون - ومعركتنا مع الارهاب مستمرة -...!!!!
استمروا ايها القادة في حربكم مع الارهاب..
خذوا وقتكم ، عام ، عشرة ، خمسون ، سبعون عاما.. ما دام الشعب نائماً ستبقى السيناريوهات مستمرة. 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=38132
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 10 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13