ليس غريبا إحتفاظها بالتميز ، فهي لم تظهر شيئا من وجهها ،لكن توسلات مقدم البرنامج سمحت للمشاهدين أن يروا وجها جميلا لإمرأة متزوجة من رجل مؤمن لاينتمي لتنظيم الإخوان المسلمين ، لكنه يتعاطف معهم ويؤيد مساعيهم للإستمرار والدوام كقوة سياسية فاعلة ولها نفوذ. ويصل به الولاء الى حد محاولة قتل الزوجة الجميلة ، وترك أطفالها الى المجهول والضياع ! ترى ماكان سيفعل لو إنه عضو في الجماعة الإخوانية ؟
إشتهرت في مصر أنشودة تقول في مطلعها :
تسلم الأيادي
تسلم ياجيش بلادي
وقد أنتجها الملحن الشاب مصطفى كامل وعدد من المغنين المتعاطفين مع حراك 30 يونيو الذي أسقط حركة الإخوان المسلمين بمعاضدة مباشرة من الجيش المصري .عرضت الأنشودة من قنوات موالية للتغيير ، وهي عديدة وبدأ الناس يرددونها بكثرة ، ورد عليها المتعاطفون مع الإخوان بأنشودة باللحن ذاته والكلمات نفسها مع تغيير بسيط في المفردات لتعبر عن غضب مكنون ومعلن على جيش مصر حيث يقول المطلع في الأغنية المضادة :
تنشل الأيادي
الي بتقتل ولادي
شريط الفديو الذي بثته قناة (صدى البلد) المصرية للزوجة ( نهى السيد ) أظهر تفاصيل مروعة وصادمة لآثار تعذيب مارسها الزوج الإخواني ضد زوجته ، وبدت القروح والجروح على أنحاء من الجسد . تخلت الزوجة عن الحجاب والنقاب والحشمة لتري الناس جسدا بضا إزرورق في أماكن عدة بفعل الضرب المبرح ، والسبب كان مرتبطا بتلك الأنشودة التي تؤرق جماعة الإخوان لأنها تمجد الجيش الذي قهرهم وأنهى حلمهم في حكم مصر لعقود قادمة بعد صبر دام لثمانية عقود كاملة من السجون والإعدامات والهجرة الى بلدان بعيدة وقريبة ومن العمل السري المرهق ،فالسيدة نهى كانت تستمع لتلك الأنشودة ،وفي البيت توجهات مختلفة ، لكن الزوج الغاضب أفرغ مافي نفسه من عذابات وإحتقان بموجات غضب عارمة وإستخدم آلات حادة لتعذيب الزوجة لمتعاطفة مع الجيش .الجيش والإخوان ليسا الأهلي والزمالك في صراعهما الكروي الدائم لكنهما تحولا الى خصمين لم يبد خصامهما بهذا الشكل إلا بعد حكم مرسي لعام من الزمن .
نهى السيد ترفض العودة لزوجها ،ولم تعد تثق به ،ولايمكنها العيش معه بعد كل هذه الكراهية التي أظهرها بفعل تعاطفه مع حركة دينية فضلها على زوجته وأولاده ،لينتهي به الأمر هاربا عن العدالة ،بينما الشرطة تبحث عنه ليقدم الى المحاكمة خاصة وإن الغضب العارم ضد الإخوان مايزال مستعرا بإنتظار تحولات قادمة قد تخفف من حدته ،والى ذلك الحين فهذا الزوج الإخواني سيكون في مرمى نيران الشرطة والجيش والمجتمع المصري ومنظمات حقوق الإنسان وجمعيات المرأة ،وياويلك وسواد ليلك . وربما سيسجل التاريخ إن الولاء للإخوان سبب في خراب البيوت وضياع النسوان وهو نوع من المعاناة جديدة يصعب الخلاص منها .
|