• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ينقصنا شيء ما... .
                          • الكاتب : نهار حسب الله .

ينقصنا شيء ما...

 للأسف الشديد، ان أحداً لا يشك بان الشعور بالرضا قد انعدم فينا منذ سنوات طوال.. وبات الأمل في حياة هانئة هادئة أبعد بكثير من مساحة أحلامنا.. 

الجميع هنا في العالم العربي، وفي العراق على نحو خاص متفقون على الصمت.. الجميع يعون خراب الأذهان والأجساد في آن واحد، فيما الفوضى تتسيد عقولنا وتسيطر عليها.. وكل واحد منا يعرف بان شيئاً ما ينقصه، أو أشياء أكثر بكثير وأصعب من ان تختزل بأرقام أو تصنيفات.. وبما انه ينقصنا شيء ما، لا فائدة ترجى من الصمت.. 
الغريب في الأمر ان مسؤولو الدولة يعرفون ذلك النقصان وأي معارض للحكم والسياسة الحالية يعي النقصان ذاته، ولكن كلاهما يشتركان في تعطيل الحواس، وكلاهما يمارسان صمته حسبما يشاء ومتى يشاء.. 
وواقع المشكلة تائه ما بين الخلافات والازمات التي تشتد وتتراكم وتتسارع، لا بسبب فهم ان شيئاً ما ينقصنا، بل بسبب الفهم المختلف لما ينقصنا بالذات.. 
كم هو عظيم ذلك الشعور بالوحدة الوطنية، التي ينادي بها صناع القرار السياسي في العراق.. خاصة عندما يكون اليمينيون واليساريون والتقدميون والعلمانيون والمثقفون وحتى الرجعيون والطائفيون، متحدين في الرأي بأن شيئاً ما ينقصنا.. 
نعم.. ينقصنا شيء ما.. ولكن ليس هناك مجال للشك انه مهما يكن حجم ذلك الذي ينقصنا بعد ان يتضح ويُشخص لنا ما ينقصنا بالذات، فأن الأمور ستكون على ما يرام في بلادنا المتراجعة الى آخر صفوف ترتيب البلدان..
صحراء تيه بلا أشواك ولا حدود تلك هي عقولنا حالما نحاول تحديد ذلك النقصان.. ربما لاننا لا نميز نقطة البداية، وربما لاننا نجهل كيف نبدأ، ولكن من دون شك ومن دون تشتت في الرأي، الجميع يعي أهمية الأمن والأمان واسهامهما في سد باقي النقوصات التي نؤيدها وندركها ونسجلها في عقولنا.. 
نعم.. للثقافة دورها الكبير في بناء المجتمع، ولكن ماذا يعني المفهوم الثقافي للقائمين على الثقافة في العراق، هل يعني نصاً قصصياً أو شعرياً أو مسرحياً، أو نصباً تذكارياً أو تمثالاً ينصب في عاصمة كلها خراب.. أم انه سلوك وبناء نفسي وسمو روحي وصناعة لقيم الانتماء والوطنية.. 
كلنا ندرك ما للاقتصاد من أهمية بالغة في أزدهار حال البلد، وانتعاش الدخل اليومي للمواطن الذي صار يشحذ قوته اليومي، ولكن هل يدرك المتخصصون بالشأن الاقتصادي ان فتح أبواب الاستيراد من دون رقابة يعد جريمة مع سبق الاصرار بحق الصناعة المحلية التي صارت شيئاً من الذاكرة.. 
حتى الحرية والديمقراطية التي ندفع ضريبتهما كما الثأر والدية في الحكم العشائري الرجعي.. ندفع موتنا المجاني في سبيلهما، وكأننا نملكهما حقاً، موهومين بأن حريتنا تكمن في زعيق لا يسمع صداه في أروقة الحكومة، وتجمهر معترض ومتظاهر يفض في رصاصة واحدة.. 
أما العدالة القتيلة، فتنوح كمغتصبة فقدت عذريتها بوحشية، وما من أحد يسمع أنين اغتصابها وآلامها المرة.. حتى بيعت في مزاد بنات الليل..
للاسف الشديد نقصنا ممتد على الاصعدة كافة.. ولكن نقصنا الابرز والاهم في مركز اتخاذ القرار.. 
من هنا .. يتطلب الامر شعباً وحكومة يدركان ما ينقصنا حسب الأولوية والأهمية.. ووضع طرق حكيمة عقلانية تنتشلنا من الضياع..   



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37049
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15