• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل حقا أمريكا لم ولن تضرب سوريا؟ .
                          • الكاتب : رائد عبد الحسين السوداني .

هل حقا أمريكا لم ولن تضرب سوريا؟

كأن الذي حدث في سوريا منذ 2011لم يكن قتلا لعشرات الآلاف من شعب سوريا سواء بسلاح الجماعات المسلحة أو سلاح الحكومة السورية أو إن قتلهم بسلاح تقليدي يضعهم في مرتبة ثانية من القتل أو حتى دون مرتبة ،وكأن السلاح المتدفق للطرفين لم يكن هو أداة القتل، وكذلك تدفق الجماعات المسلحة إلى سوريا لم تكن حربا ضد سوريا أو إن موقف تركيا وقطر والسعودية ونوعا ما موقف الأردن لم تكن إلا نوعا من أنواع الجدل السياسي وهي ليست إعلان حرب وصلت إلى غلق السفارات السورية وإخلائها من موظفيها ليضعوا بدلا عنهم ممثلي المعارضة أو إن موقف روسيا والصين وإيران وحزب الله القوي بمواجهة مخططات الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا لم تندرج ضمن صراع القوى العالمية ،وحتى بعد الضربة الكيمياوية التي زعمت أمريكا وتابعيها أن الحكومة السورية قد وجهتها في غوطة دمشق الشرقية والتي تحركت جرائها السفن الحربية وحاملات الطائرات والبوارج وتخللتها خطب باراك أوباما وكيري وماكين لم تكن إلا دعايات لسياحة بحرية وليس تهديدات وتهديدات مقابلة وضعت العالم أسئلة عدة من قبيل وماذا بعد الضربة إن كانت محدودة أو واسعة،هدفت إلى إسقاط حكم بشار الأسد أم إضعافه ،وهل للضربة من تداعيات على المستوى الإقليمي أو المستوى العالمي ،أو إن المبادرة الروسية القاضية بتدمير الترسانة الكيمياوية السورية وموافقة حكومة سوريا لم تكن إلا ضمن تداعيات التهديدات الأمريكية وثمن وموقف لصد ومنع الهجوم الأمريكي وهنا يجب أن نؤكد إن ما جرى على الرغم من أهميته في عدم توجيه الضربة  لكنه أيضا يندرج ضمن إطار التنازل الأول الذي يجر تنازلات أكثر وأكبر وصولا إلى الهدف المرجو بنظر أمريكا .ويجب في هذه الحالة أن تستوقفنا  الممارسات الأمريكية تجاه حكومة صدام حسين بعد احتلال الكويت عام 1990فبعد عدة قرارات لمجلس الأمن ضد العراق اتخذت بدفع أمريكي وصل العالم إلى قرار 678القاضي باستخدام القوة ضد العراق الذي منح مهلة 45يوما لتنفيذه وفي يوم صدوره أعلن بوش الأب استعداده للحوار مع العراق كي يتم التوصل إلى حل وفعلا عقد لقاء بين طارق عزيز وجيمس بيكر في جنيف  لكن التحضيرات العسكرية قد استكملت تماما وأصبحت الأيدي على الزناد لكن أريد من هذا اللقاء فقط الإيحاء للعالم إنهم يريدون السلام وهم في الحقيقة قد اتخذوا قرارهم وهجموا يوم 17/1/1991لتكر سبحة القرارات الدولية القاضية بتسليم العراق لسيادته كاملة للمفتشين الدوليين ووضعه تحت ولايتهم التامة ،فكلما تنازل الحكم البعثي آنذاك وإن بعد أزمة مفتعلة أم حقيقية يطلب منه الأكثر وصولا إلى الطلب من السلطة الدخول لغرف نوم رئيسها ،ولم يكن الحال على العراق أفضل مع ولايتي بيل كلينتون الديمقراطي فقد شدد الحصار ومات الأطفال بالآلاف وكثرت الأمراض والأوبئة وتدهور الاقتصاد وهجرة العقول والأيدي العاملة للحصول على ما يسد الرمق وانهيار التعليم وصدور قانون تحرير العراق من الكونغرس الأمريكي ،ولم يقتصر الأمر على هذه الصورة التي تبدو ناعمة أو تنتمي للقوة الناعمة (الدبلوماسية) فقد أمر بيل كلينتون بضرب العراق بحجة الثأر لمحاولة قتل بوش الأب في الكويت وضرب العراق بعد دخول الجيش العراقي لأربيل في ما عرف بعملية آب المتوكل على الله في 1996،وعملية ثعلب الصحراء عام 1998بالمشاركة مع بريطانيا إلى أن جاء بوش الابن واستكمل المشروع الأمريكي عام 2003أي بمعنى إن الولايات المتحدة الأمريكية انتظرت 13عاما لتكمل مشروعها في العراق ،فهل يا ترى بمجرد أن قبلت سوريا بالمقترح الروسي ووافقت عليه أمريكا تلاشت الضربة وأصبحت مستبعدة ؟ قبل الإجابة على هذا السؤال يجب القول أولا أن سوريا اليوم في 2013ليست سوريا ما قبل آذار 2011وإن الرئيس السوري لا يمكن له أن يمثل جميع السوريين وإن توقف القتال الآن فقد سالت أنهر من الدماء وثكلت الأمهات ورملت النساء ويتم الأطفال .ثانيا إن سوريا تحولت إلى ساحة صراع طائفي – دولي شديد وعنيف ،والطائفية أحد أسلحة الغرب أي إن دائرة العنف ليس من السهولة أن تتوقف لاسيما إن أمريكا وجدت في المقترح الروسي مهلة كي يصفي الفرقاء المتصارعين في سوريا الحساب فيما بينهم لتدخل بصورة مباشرة أو غير مباشرة وهناك أطراف أخرى جديدة تتصارع على أرض سوريا ،أطراف يدورون كلهم في الفلك الأمريكي ليس كما هو الحال الآن بوجود الرئيس السوري المناهض للسياسة الأمريكية وربما يسأل سائل وأين روسيا بعد كل هذا العناء وهل ستوافق على النتائج هذه؟ لا يمكن أن تتجاهل أمريكا أو غيرها الطموح الروسي في الوجود في هذه المنطقة والعودة من خلاله للعالم كقوة عظمى ،لكن أمريكا تعول على عامل الزمن في تغيير الموقف الروسي والذي يبدو بعيد المنال في هذه المرحلة وتعول أيضا على مطاولتها في الصراعات والتي أظهرت قدرة على المطاولة أيضا ،إذاً هل تبقى الولايات المتحدة متحفزة لتنفيذ مخططاتها في سوريا ؟ والجواب بسؤال آخر يقول هل الصراع إلا مخططات ومطاولة عليه لاسيما وإن أمريكا تنهج في سياستها الخارجية على مبدأ المطالب والحاجات كما يقول الرئيس الأمريكي نيكسون في كتابه الفرصة السانحة عندما يذكر مثلا يفيد بغزو دولة أفريقية لأخرى فيقول هنا أمريكا تمارس سياسة المطالبة في إنهاء الغزو أما في حالة غزو العراق للكويت ،والكويت نفط أي بمعنى حاجة للطاقة ،إذاً تتحرك وتضرب ،وسوريا في هذا الصراع تندرج ضمن الحاجات لأمريكا ،فهناك إسرائيل ربيبتها ،وهناك حزب الله  وهناك إيران الهدف الأول الأمريكي في الإضعاف والإنهاك وإضعافها وإنهاكها لا يأتيان إلا بضرب وإخراج سوريا من دائرة الصراع ليبقى حزب الله بمفرده في المواجهة بعد تحطيم رئته الرئيسة (سوريا) ،فهل تلاشت مع هذه الحالة الضربة الأمريكية أم إنها أجلت لحين آخر تستطيع فيها أمريكا توجيه ضربتها بحجة أقوى من الحجة الأولى 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=37015
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14