• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نصفي الاخر .. قيد على معصمي .
                          • الكاتب : منشد الاسدي .

نصفي الاخر .. قيد على معصمي

 حينما وصفها لي أحد الزملاء بأنها خير من يتحدث عن النصف الاخر فهي دائمة البحث عنه , أدهشتني الدكتورة صفاء البدري وهي الباحثة الاجتماعية والتي أمضت أكثر من ثلاثين عقدا مابين اوراق وكتب ومجلدات البحوث الاجتماعية والتربوية والنفسية عندما التفتت سريعا لي وقالت , نصفي قيد على معصمي قد يدميني قد يجرحني لكنه نصفي حبيبي ! 

 

كلمات صفاء البدري فتحت لي افاقا اكثر في وقت كنت أعتقد اني سأكمل تحقيقي هذا في يوم واحد , أذا النصف الاخر ليس بالضرورة ان يكون رجل لامرأة او العكس , ولايقتصر البحث عنه أو يهدأ بل يضل بابا مفتوحا لايغمض له جفن حينما ندرك ان النصف الاخر هو حلم وذلك يعزز قول أحد الفلاسفة ( على الجمهور ان يحلم ) بينما يرى دورسي ( أننا لاننام لنغفو ولكن ننام لنصلح الروح ) .

يصمت قليلا مؤيد جاسم –مذيع في قناة العراقية الثانية – ثم يقول عندما طرحت علية الموضوع , كل أمرىء يحمل في داخله نصفا , هذا النصف قد نجده أو لا , قد نعشقه او نفرح حينما يلمع هاتفه على جوالنا , أحيانا نحظى بالربع او الثلث , ولكن لن نحظى بالنصف لان النصف يستوعب الكل ,البحث عن نصفي يعني عن مقاسي عن هواجسي , انا مسكون بنصفي , فحينما يغادر هذا النصف اغادره وحين أخاصم النصف اخاصمه , والويل لمن يحمل ضده , يلاحقني , يكتبني , يقرأني , يباغتني في الليل , ويضيف مؤيد .. حين يغادر هذا النصف يذهب الى مكان ليس يتحرش بذاكرتي ويجبرني ان أقتني عطره وأبقي شيء منه في خزانة ثيابي , لايمكن ان يخرج النصف الى مكان أخر الا في حالة واحدة أن نخرج سويا , فنصفك أكبر منك لانه يجبرك .

أما الدكتورة الاكاديمية سناء أل اطيمش فأنها تؤشر الى ان حياتها وعملها التربوي واختصاصها الدقيق في الارشاد النفسي يجعلها تبحث عن الانثى التي في داخلها , فعندما تنتهي دوامة العمل تبدأ الانثى بالظهور , تبحث عن الصدق اينما كان وتعيش حالة حب دائم , حب لاينتهي , النصف الاخر قد لايكون وجها لاخر , اذا نصفي الاخر هو سناء الانثى .

تعليق الدكتورة ال أطيمش يجعل الدكتورة ندى العابدي –تدريسية في جامعة بغداد – الى اعطاء تعريف واضح عن مفهوم النصف الاخر فتقول عنه انه يعني ان هنالك كل واحد قد أنقسم الى جزئين متماثلين تماما بحيث ان احد النصفين يماثل الاخر ويكمله , في الذكر والانثى الامر مختلف , الذكر ليس نصف الانثى والعكس صحيح , الله حين خلق الانسان خلقه متكاملا بأمكاناته وخصوصياته الجسدية والمعنوية وجعل فيه فطرة سليمة تلعب التربية والبيئة دورا مهما في تطوير هذه الامكانيات وتوجيه الفطرة , وتضيف د.ندى .. لكن لم يكتفي سبحانه بخلق جنس واحد رغم تكامله الخلقي لانه لايمكلك تأملا في الدور الانساني , هذا الذي خلقه الله يمثل نصف الحياة لانصف الانسان , لايمكن ان يطور الحياة لوحده ولايعمر الحياة لوحده .

يقف الباحث الاجتماعي راضي ساجت الخضر على مسافة من التوصيفين لمن سبقه يقول .. حين يغمض الانسان عينيه في رمقه الاخير يغمضهما على نصفه ويبحث عنه عند اله مقتدر وحور عين ! ويبحث في تلك الحياة الجميلة عن امرأة , لذلك قال تعالى ( ولهم فيها مايشاؤون ) يبحث الانسان عن الاتحاد , عن الاستراحة , عن الحقيقة , ويبحث دائما عن القطار الذي يأتي بنصفه .

تعبير راضي الخضر أعجب الى حد ما هادي الصافي – أعلامي مغترب – حينما قرأه صدفه وانا أجمع أراء هذا الموضوع قبل طبعه , قال الصافي وهو العراقي الذي كان لسنوات طويلة مغتربا , قد أتعرف على الف امرأة في الغربة لكني أعشق نصفا أخر دائما كنت أراه أمامي وجه امرأة واحدة في بلدي يحمل رائحة الخبز والحب والثورة , وحينما كان يتجلى لي هذا الوجه اجد نفسي بنصفها هذا تحلم بزرقة السماء ورائحة الصحراء ومياه الانهر ولون السعف والرطب وتخيل انت ان كل ذلك يهديه اليك وجه تراه أنت دائما أنه نصفك الاخر , وبالفعل لازلت للان حتى وانا وسط النخيل والرطب وأشم رائحة المياه والارض التي أنتمي اليها , لازلت أشعر بنفسي عاجزا لان النصف الذي كنت أرى فيه كل ذلك ليس موجودا .

اذا هي ليست عملية البحث عن النصف الخلقي ولكن النصف التكاملي , الله خلقنا بنصف دور لابنصف أنسان , هذا المفهوم قد يكون غائبا عن الكثير لاسيمى الشباب لذلك يحمل احدهما الاخر مالايطيق , الفتاة تريد كل ماينقصها كامرأة من الرجل , والرجل كأن يريد أستكمال رجولته من المرأة لذلك لاتستمر الحياة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36957
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13