• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الناقص من القراءات .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

الناقص من القراءات

 

ثمة تدوينات كثيرة تتنوع مفاهيمها، ومن حق اي انسان أن يقرأها ضمن مكونات رؤيته التي تتحكم بها القابلية العقلية، وفعلا حاول الكثير من الكتّاب تسقيط تجاربه على الكثير من تلك القراءات وخاصة التاريخية... فلا غرابة ان نجد الى الآن من يقرأ نهضة الحسين عليه السلام ضمن أطر ضيقة، ويدرس أسس هذه النهضة المباركة كثورة سياسية فكرية ويعدّها مثلا يُقتدى به لتبصير الشعوب؛ فالحسين عليه السلام قائد قدّم نفسه كمشروع استشهادي، وقُتل بطريقة دراماتيكية، فإذا وقفنا عند هذا الحد ستصبح لدينا القراءة ناقصة، ويصبح المشروع قابلا للمقارنة مع الكثير من المشاريع الثورية في العالم، وعلى مديات التاريخ. 
فثورة الإمام الحسين عليه السلام هي ليست أول الثورات ولا آخرها، وإذا كانت عظمة الحسين تقف عند المشروع السياسي، فهناك متسع للتماثل مع الكثير من الشخصيات السياسية والفكرية للعالم وهو ليس أول المفكرين ولا آخرهم. فإذا صرفنا الرسالة السماوية عن الحسين ونجعله رمزا دنيويا عاش من أجل قضية محددة هي تحدي الطغاة لا اكثر، ونستدرج حسب تعبير بعض الكتاب الى المكان الذي رسموا فيه لوحة ذبحه، ولهذا يصبح الحسين رجلا ً مخدوعا وسار بهديه دون رؤية واضحة، وعظمته تكمن في كونه رفض التراجع؟ فنسأل أصحاب هذه النظرية الساذجة والمصطلحات البراقة عن كيفية تعيين نبوءة هذه الارض عن طريق النبي (ص) نفسه، وعن كيفية تحديدها من قبل الامام علي عليه السلام نفسه، وتحديد الميدان، ومناخات الركب، واماكن الذبح، وعن كيفية تنبؤ سليمان المحمدي، ونقل رواية الطف الى زهير بن القين، فكانت سببا في رشاده والرواية معروفة، ولماذا حاول الحسين عليه السلام من خلال محاوراته في الواقعة التمسك بالجذر المحمدي الرسالي؟ 
فالحسين بهذا المعنى لم يكن صاحب نظرية بل هو صاحب مشروع يقيني وحامل لرسالة سماوية لا يمكن حذف هذه الرسالة عن قضية الحسين وشخصيته التي هي امتداد طبيعي لجميع الشخصيات المكلفة سماوياً. وإذا آمنا بهذه الحقيقة فلا يمكن لنا ان نقارن أو نماثل شخصيته بشخصية قائد أو ممثل عسكري. وأي تدوين يسعى بشكل قصدي الى اجهاض هذه المعادلة سيكون مسعى منحرفا لرفع شأن بعض المفكرين الأرضيين من أصحاب النظريات الفكرية من خلال تماثله بالحسين أو مقارنته به وهذه قراءة ناقصة يا كتبة الـعروش.

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : حيدرعاشور ، في 2013/09/20 .

الاستاذ الرائع علي حسين الخباز
محبة متواصلة
الحسين عليه السلام وانتم اعرف ... يسير الان بمدارس متعددة ومتنورة وتشكل ابوابا واسعة من عمق الفكر الحسيني الذي ترك اثاره في فاجعة تتجدد على مر الزمان .... فمن واجب طلبة هذه المدارس واساتذتها ان ينطلقوا كتنورين للعالم الجاهل بحق شخصية الحسين وفكره في اثبات دين جده رسول الله صلى الله عليه واله وسلم . بكيت حين قرات العنوان (الناقص من القراءات ) وانت تتالق بمتن كتابي واع لما تريد قوله لاي جهة اغرقها الجهل بمولانا الحسين عليه السلام وهم يقرؤونه من فوقيات القراءة لا من عمقها واصلها .... مقالة رصينة ... حشرك الله مع من تحب ووفق لخدمة القلم بمحبة الحسين عليه السلام .
حيدرعاشور



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36923
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13