صدرت في بغداد عن مركز مندلي الحضاري المجموعة القصصية (بقايا ظمأ) للقاص والاديب احمد الحمد المندلاوي وهي المجموعة القصصية الاولى له.
المجموعة التي رسم لوحة غلافها ولده علي محمد وصممها واخرجها ولده الاخر شهاب عبرت في كل لمحاتها وتفاصيلها عن حزن تسبقه الارادة والهدفية وتوظيف المأساة للوصول الى الهدف، فقد جرح ظمأ السنين لون المفردات حتى انسابت منها رائحة للأمل على طول السنين التي قضاها المندلاوي وعائلته يجوبون المنافي، بين مثلث القهر الذي عاناه الكورد الفيليون.
رسم المندلاوي خلال اربعة عشر نصا ً تقلبات الازمان وحكاياها التي لا تنتهي متنقلا من الصحراء التي تضمنها موضوع نصه الاول (الزهرة والفتى) الى ازيز الرصاص الذي لم يغادر نصوصه رغم انه لم يذكره بالتصريح ، الا ان صوت الرصاص وسوط الجلادين لم يغادر سمعه وكان (يختل) بين المفردات وظلها.
ولم يغب الثلج / اطار غربته الابيض، فعالجه كموضوع اساس في نصه الجميل القصير(حوار في الحافلة) مقتفيا ً اثر الكبار في الاحساس بكل ما حولهم ، واستنطاق كل من يشهد على اخطاء هذه الوجوه وخطاياها، وتعبيرا ً عن نصاعة الموقف الطفل فقد ترى بين ثنايا نصوص المندلاوي وثبة واضحة للطفل في كثير من النصوص.
أسس المندلاوي الذي ولد في مندلي عام 1945 مركز مندلي الحضاري للتوثيق والدراسات عام 2004 ليوثق معاناة شعب ظل يجرع الصبر والاسى على مر تعاقب الانظمة على العراق ، وهو الذي اضطره النظام البعثي الى مغادرة البلاد مجبرا ً عام 1992 ، مع عائلته واطفاله الذين خصص للدمى التي ارتمت بين احضان غربتهم عطرا ً خاصا ً ليعطر به وجهه والمه وهذا ما حمله نصه الاخير( عطر خاص للدمى).
القسوة التي تعرض لها ابناء عمومته من الكورد الفيلين على يد الديكتاتور ظلت هاجساً يؤرق قلمه وانامله فاستدعى أسماء كوردية كـ(أسوان) وغيرها لتكون شاهدة بلغة الكائنات التي تبحث عن مملكة تضم جراحها وامانيها الخضر.
(نخلة كركوش) كأي (انثى) كانت موضعا ً لاسرار الفتى المندلاوي وهو يراقب الاسرار التي تتحرك مع حافلات قديمة تحمل معها روح شعب بيضاء بين مندلي وبلدروز، لكنها تحمل في ذات الوقت خفايا خبأتها الايام لمن يتزاحمون على المقعد الامامي لها وقد اجاد في توصيفها القاص المندلاوي في نصه الرائع الذي حمل عنوان(نخلة كركوش). |