• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قصة قصيرة ---طائر العزاء--- .
                          • الكاتب : د . حيدر الجبوري .

قصة قصيرة ---طائر العزاء---

لم يتصور في يوم من الايام أنه سوف يدخل ألى هذا المكان وفي نفسه شيء من فرح أو بهجة ,كما لم يدر في خلده يوما أن تلك الفتاة ألّتي كان ينتظرها على قارعة الطريق اثناء عودتها من العمل لشهور طوال ستضرب له موعدا في المكان ذاته ,أنه متحف المدينة أو كما أحب أن يسميه متحف الهزائم ,حيث فيه تماثيل أجداده وشيئا من بقايا هزائم مخيبة على مدى الدهر لم تلبث أن تحولت ألى أنتصارات لاتغني أو تسمن جوع أو تغطي على ماض أليم,ومع ذلك البغض للمكان أتى باكرا ألى الموعد على بعد ساعتين من العاشرة صباحا وهو الذي لم ينم ليلة البارحة الا بمقدار سنة أو أكثر بقليل ,وما أن وصل حتى أخذ يتجول في حدائق المكان الواسعة والتي تملؤها تماثيل الأجداد الكثيرة المنتشرة هنا وهناك وهو يشيح النظر عنها خجلا أو ربما كرها ,وأخذه التجول ألى مصطبة خشبية امام نافورة تطلق العنان للماء ليصل ألى قمة تسمح للرذاذ التطاير في الهواء ليمسح وجوه الأشياء ,فمسح تراب المصطبة وقرر الجلوس ريثما يحين الموعد على الرغم من تلك الرائحة المنبعثة من ركود الماء في النافورة حتى ليعرف من يجلس بقربها أم ماءها لم يتبدل منذ أمد بعيد في دورة مغلقة من الركود وعشعشة الطحالب فيها, أستقر في جلوسه,ووضع راحتي يديه خلف ظهره وامال برأسه الى الوراء ومطيلا التحديق في صورة الحبيبة الحلم ,والتي مابرحت تقلق وسادته وكأنه شوك زرع فيها,ترى كيف سينظر في عينيها؟وماذا سيقول لها؟أترى أحبته صدقا؟أم أنها الشفقة؟فلم يزل سارحا في فكره حتى لفح وجهه رذاذ النافورة المتطاير فهب فزعا من مكانه وكأن صاعقة ضربته أو سرت في جسده دماء من النار وليقف منتصبا على قدميه ,فنظر ألى ساعته فزعا فأذا بها تشير ألى نصف ساعة بعد الموعد ,أدار بوجهه يمينا فيسارا فلم ير غير وجوه أجداده المنتصبة نحو الأرض ,أحس بخيبته وأحس بأن نفسه تريد البكاء والنواح كما تندب نساء قومه قتلى الهزائم في المعارك,فأفرد جناحيه في الهواء وأخذ يدور في الحديقة مابين التماثيل ليتجه بعد ذلك الى النافورة ليدور حولها في حلقات متتالية مطلقا العنان لقدميه في أقصى سرعة,ماهي ألاّ لحظات حتى رمى بنفسه فوق بقايا حديد سياج النافورة الصديء المنتصب كرؤوس الرماح وليقع بعد ذلك داميا وسط الطحالب...... 

كافة التعليقات (عدد : 1)


• (1) - كتب : Reetag alreas ، في 2011/10/05 .

بصراحه عندما قراتها استوقفت قليلآ لان فيها من العبارات ماهو اروع واجمل ماقيل من كلمات علرغم من الحزن الذي فيها الا اني اسال ؟ من هي التي تكتب عنها بهذا الشكل وهل هي جميله ؟لان كتاباتك تدل على ان هنالك امراه في حياتك تكتب لهل بعمق واحساس !!!!!!!انت بحق رااااااااااااااااااااااائع



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3629
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 14