• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الضربة الامريكية لسوريا المعطيات والتوقعات .
                          • الكاتب : احمد العبيدي .

الضربة الامريكية لسوريا المعطيات والتوقعات

 ليس من السهل على أي متابع حسم توقعاته بشأن الضربة الامريكية المحتملة على سوريا بسبب تداخل العوامل وتعقيداتها ، فكلما أمعنا النظر في الظروف والمعطيات وقعنا أكثر في حالة من الصعود والهبوط بين الترجيح والاستبعاد لهذه الضربة ، ولعل الملاحظات الثمان التالية بهذا الشأن ترسم بعض ملامح ذلك التردد :
1- كنت الى وقت قريب استبعد أي عمل عسكري لامريكا في المنطقة ، لا سيما مع ايران رغم كثرة التهديدات ، والامر ينطبق على سوريا أيضا ، لا سباب منها ان الخسائر المعنوية والبشرية التي تكبدتها امريكا في حربيها في افغانستان والعراق والمستنقع الذي وقعت فيه جراءهما ، يجعل من الغباء التفكير ثانية ، والجرح لما يندمل ، بشن هجوم بنفس المبررات والسيناريو.
2- الوضع في سوريا يتطلب ، بحسب الذهنية الامريكية ، صيغة اللاغالب واللامغلوب ، في حين ان شن عملية عسكرية امريكية قد تقلب موازين الصراع لصالح المعارضة ، وهو قد لا تريده امريكا ، الذي تريده ان تبقى سوريا ضعيفة منهكة ولكن صامدة 
3- ان وجود بحدود خمس وعشرين ألف مقاتل من حزب الله في الجبهة السورية ، يغري الامريكان والاسرائليين معا لانتهاز الفرصة للاجهاز على هذا العدد الكبير من مقاتلي الحزب ما يعزز احتمال وقوع الضربة ، لا سيما اذا عرفنا ان تدخل حزب الله بالشكل المكثف والعلني هو الذي قلب موازين القوى في سوريا لصالح النظام ، فالجيش السوري شبه منهار ، ولا يمتلك من العنويات والخيرة ما تؤهله لتحقيق كل هذه الانتصارات على الارض.
4- ايضا فان دخول خمسة فصائل عراقية (كلها تلتزم بولاية الفقيه) بشكل علني في سوريا ، والمشاركة في القتال الى جانب حزب الله يجعل فكرة المحور الشيعي (الايراني - اللبناني - العراقي) أمراً ماثلاً لعيان دول الخليج المتقززة من التشيع ومن محوره . ما يجعلها تلقي بكل ثقلها النفطي والمالي لترغيب الامريكان وصناع سلاحهم وقرارهم بالهجوم.
5- ان حالة الاضطراب التي تشهدها المنطقة منذ سنتين (تونس ، مصر ، ليبيا ، سوريا ) ، ووضوح البصمات الخليجية الامريكية في أغلب مفاصله ، يرجح ان الامر كله يجري في سياق خارطة الشرق الاوسط الجديد ، ولكن بنسختها المعدلة على خارطة كونداليزارايس .
6- امريكا لم تستطع هذه المرة أن تحشد الرأي الدولي ، ولا تأييد المنظمات العالمية للقيام بهجومها المزعوم كما تفعل في كل مرة ، فبريطانيا حليفتها العتيدة خذلتها ، وفرنسا بقيت مترددة الى اليوم ، والصين وروسيا لا زالتا معارضتين بشدة ، ومجلس الامن لم يحسم قراره بعد ، ولا يزال واقعاً تحت تأثير انكشاف الكذبة الامريكية بشأن أسلحة الدمار الشامل التي خوّل بموجبها أمريكا ومن تحالف معها اجتياح العراق ، والعالم كله متردد بشأن البت في مسؤولية السلاح الكيمياوي المستخدم في سوريا ، وهو يراقب الروح الاجرامية التي عليها جبهة النصرة والحر على حد سواء ، فالوضع اليوم إذاً مختلف عن ما سبقه في حرب الخليج الاولى عام 1991 واجتياح افغانستان عام 2001 وأخيراً احتلال العراق عام 2003.
7- الموقع الجغرافي أيضاً له خصوصيته في سوريا ، فهي مجاورة لاسرائيل ، ما يجعلها في مرمى الصواريخ السورية متوسطة وبعيدة المدى التي زودتها بها ايران بالاضافة الى خزينها من الصواريخ الروسية ، كما ان استهداف مقاتلي حزب الله بالضربة يجعل اسرائيل في معرض انتقام حزب الله ومفاجآته التي يعد بها ، وهو الذي يصدق حين يعد . لقد كانت اسرائيل (اللقيطة المدللة) في منآى عن كل ساحات الصراع في المرات الثلاث الآنفة الذكر. ان دخول اسرائيل في المعادلة يفرض على الادراة الامريكية مزيداً من التروّي والتردد والتوقف للبحث عن بدائل للهجمة المسلحة.
8- كل ذلك قد لا ينفي ان امريكا تخطط للمجازفة من اجل تفكيك هذا الحلف الذي أضحت ملامحه واضحة في المنطقة ، وعبرت تأثيراته الحدود ، حتى صار قطباً مقابلاً للقطب الامريكي . يمكن القول ان مرحلة القطب الواحد قد انتهت منذ تموز 2006 ، حيث بدأ عندها محور التحالفات الايرانية كقطب وقدرة منافسة لامريكا يظهر بقوة



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=36268
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 09 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12