بدأت التظاهرات تخرج في المدن العراقية وراحت تأخذ طبيعة مطالبها العديد من الجوانب منها المطالبة بتحسين نوعية الخدمات المقدمة ومنها المطالبة بتفعيل ملف التعيين مع هذا العدد الهائل من العاطلين عن العمل في العراق ومنها التأكيد على محاربة الفساد المالي والإداري المستشري في دوائر الدولة كافة بما فيها الدوائر ذات الصبغة الدينية . كما دعت هذه التظاهرات إلى الاهتمام بموضوع البطاقة التموينية وما تشكله هذه المسالة من تماس مباشر بحياة الناس وهذا بطبيعة الحال مطالب مشروعة وطبيعية ومن حق الجميع ، لكن الذي ليس من الطبيعي هو أن تكون هناك شعارات مبطنة ومدسوسة تريد أن تحقق أغراض مشبوهة لأجندات خارجية وربما داخلية الغاية منها تحويل المطالب المشروعة إلى جانب أخر ، كالمطالبة بإخراج المعتقلين التكفيريين والقتلة المأجورين الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين وساهموا بنشر الذعر بين صفوف الشعب العراقي وحولوا الكثير من الأسر العراقية ما بين يتيم وأرملة ، وكذلك من بين تلك المطالب التي يسعون هؤلاء الملاعين إلى المطالبة بها هو تسويف المطالب الشعبية وتحويلها إلى منظور طائفي يمكن من خلاله العمل على ضرب الشيعة بالشيعة على اعتبار إن التظاهرات ستغلب عليها الصبغة الشيعية ، وهذا خطير جدا بل كإرثي ولابد من الانتباه له ..؟ وتسعى تلك الأجندات دق إسفين النعرة الطائفية مرة أخرى بين المتظاهرين فيما بينهم من جهة وبين الحكومة من جهة أخرى وذلك بإشراك أشخاص يمكن من خلالهم القيام بأعمال شغب وتخريب للمؤسسات الحكومية والمناطق الآمنة مما تضر بطبيعة المطالب المشروعة وبالتالي فإنها تضر بالمصلحة العامة للعراقيين . إذا على الجميع واقصد هنا من سيقومون بالتظاهر والقيادات والعناصر المنية الحذر واخذ الحيطة من كل هؤلاء ومن أجنداتهم المسمومة والملوثة ، وان لا يدعو مجالا لتشويه صورة التظاهر السلمي وإبعاد كل من يشكون بأنه جاء لتنفيذ أجندات معادية حتى لا تتحول التظاهرات السلمية إلى أعمال عنف يمكن أن نندم عليها بالنهاية .
S_saad72@yahoo.com |