• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هيا بنا نتصالح...وننسى .
                          • الكاتب : محمد ابو طور .

هيا بنا نتصالح...وننسى

يحاول البعض فرض كتاب "هيا بنا نتصالح" كمقرر دراسي على الشعب المصري فى مرحلة الابتدائية الديمقراطية التي يمر بها.... في أول صفحة من الكتاب نجد عبارات "عادل يلعب بالقنبلة"، "سعاد تشرب المولوتوف"، " عمر ينفخ أصحابه "، " أمل تفَخخ أستاذها"، ثم يليها بدلا من زَرَعَ، حَصَدَ.... نَسَفَ، سَحَلَ، قَنَصَ، قَتَلَ.

 

 وفي منتصف الكتاب تطالعنا موضوعات التعبير ( أكتب فى أحد الموضوعات التالية)....  "جماعة ادَّعت الإسلام والتدين فجاءت للحكم على أسنة رماح الكذب والنفاق والخداع ، وعندما فضحها الشعب بعد عام واحد عذَّبَت وسَحَلت وقتلت أفراده، وحرقت منازله ودور عبادته، فاستغاث بقائد جيوشه الذي هرول لنجدته و فشخ..لا مواخذة ..الجماعة".....أكتب فى ألف صفحة سوداء عن الضرورة القصوى والحاجة الملحة للتصالح مع هذه الجماعة ولم شتاتها، مبينا كيفية دمج أعضائها المجرمين داخل المجتمع، مع ذكر نبذة عن تاريخها الدموي، على أن يكون عنوان الموضوع .... (كيف تصفع شعباً على قفاه مائة مرة وتفلت من العقاب)".

 

أما الجزء الخاص بالرياضيات فرع المسائل الكلامية فنقرأ....." إذا اعتقلت  34 قيادة اخوانية في 2011، فاستعانوا بـ 150  شخص من أتباعهم و 100 مقاتل حمساوي، لتهريبهم من المعتقل، فمات حراس ودُمَّرَت سجون ، وقتل وهرب مساجين ورُوَّعَ مواطنين... أذكر كم عدد الخونة فى هذه المسألة؟

 

أصحاب هذا المقرر ومروجوه يراهنون على الذاكرة الضعيفة لشعوب لا تقرأ – حتى من باب التسلية – تاريخها، ويؤكدون على أن الشعب المصري طيب وقلبه كبير وبيسامح.....

إلي   دولم ...و دكهوم... وهؤلاء... هيا بنا نقرأ سطور في "علم" المصالحة.

 

صالحَ يصالح ، مُصالَحةً ، فهو مُصالِح، وصالح الشَّخصَ سالمه وصافاه ، خلاف خاصمه.... والصلح "عقد بين طرفين متصارعين يرفع النزاع بينهما بالتراضي وينعقد بالإيجاب والقبول، وغرضه التوفيق بين متنازعين في حق ، من أجل الإصلاح بينهما ، يتمّ بموجبه تنازل كلّ من الطرفين أو أحدهما عن حقّ من حقوقه، أو مطلب ، أو موقف.... ولفظ المصالحة مرادفه عند العلماء المعاهدة والموادعة والمسالمة والمهادنة.... ولصحة العقد والتعاقد لابد أن يكون هناك طرفان ، يتنازعان على حق، تتولد لديهما رغبة فى التصالح ، والاستعداد للتنازل عن بعض الحقوق أو المطالب أو المواقف لإنجاح المصالحة.... هيا بنا نسقط هذه الشروط على الحالة المصرية:

 

أولا : التنازع في الحق.... الطرف الأول.... المصريون المعتدى عليهم، خرجوا بالملايين فى مسيرات سلمية رافضين لسياسة الأخوان ومطالبين بانتخابات رئاسية مبكرة.... الطرف الثاني.... جماعة الإخوان.... تغطرست واستكبرت رموزها وتباطأت في الاستجابة للمطلب الديمقراطي فكانت النتيجة عزل مندوبهم فى الاتحادية عن طريق القوات المسلحة، فهاج وماج أعضائها وحلفائها وقرروا إنزال عقاب جماعي على المصريين  فحرقوا وعذبوا وقتلوا المئات بطول مصر وعرضها، وهلَّلوا وكبَّروا لاقتراب البوارج الأمريكية من السواحل المصرية، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل عسكريا لدحر الجيش المصري .... إذن لا يوجد طرفان متنازعان في حق ، بل طرف آثم مجرم معتدي قاتل خائن هو الجماعة ، وطرف مجني عليه باقي الشعب.

 

ثانيا : الرغبة فى التصالح.... الطرف الأول.... بذل ممثلوه (الحكومة) محاولات عديدة قبل فض اعتصامي رابعة والنهضة للوصول إلى حل ينزع فتيل الأزمة لدرجة الخضوع والخنوع، والتهاون فى القوانين بالسماح للوفود الأجنبية بزيارة مساجين داخل سجنهم فى سابقة هي الأولى فى العالم كله، وفشل الوسطاء فى إقناع قيادات الجماعة بالحلول السلمية، وبعد ذلك وحتى الآن لم نرى أو نسمع أو نقرأ تصريحا واحدا تعلن فيه الجماعة عن رغبتها فى التصالح.

 

ثالثا : التنازل عن بعض الحقوق أو المطالب.... الطرف الثاني.... ما زال أسير أوهامه وخيالاته في عودة المعزول ووزارته ونائبه العام "الخاص" والإفراج عن جميع القيادات، ومحاكمة كل من شارك فى عزلهم، ولا يقبل بأقل من هذا، وفي سبيل ذلك يتخذ خطوات تصعيدية تكفيرية إرهابية تأجج الغضب الشعبي وتؤكد على إنها جماعة لا مكان لها فى المجتمع المصري.

 

إذن الخلاصة.... أمامنا جماعة تنتمي لتنظيم دولي معتدية قاتلة خائنة ليس لديها حق في التنازع، ولا رغبة فى التوبة والندم على ما اقترفته وبالتالي لن تستوعب فكرة محاسبة قادتها التحريضيين القتلة الخونة، ولا تنوي التنازل عن جزء هين من مطالبها... فبالله عليكم كيف نتصالح معها؟؟؟!!.

 

 هنا تتحول دعوات التصالح لعهر سياسي وجب على كل من شارك فيه سرعة التطهر منه لعل الشعب يغفر خطيئتهم.... وأبشرهم بأصوات جموع الشعب تتغنى برائعة أمل دنقل.... لا تصالحْ! ....ولو منحوك الذهب.... أترى حين أفقأ عينيك.... ثم أثبت جوهرتين مكانهما.... هل ترى..؟.... هي أشياء لا تشترى.... لا تصالح على الدم.... حتى بدم! .... لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ.... أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟.... أقلب الغريب كقلب أخيك؟! .... أعيناه عينا أخيك؟! .... وهل تتساوى يدٌ.... سيفها كان لك.... بيدٍ سيفها أثْكَلك؟؟؟؟....

 

ردوا من فضلكم على الشعب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35744
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13