• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أفعال وثنية يهودية في الصلاة !. أصابع الله . .
                          • الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري .

أفعال وثنية يهودية في الصلاة !. أصابع الله .

 
ذكرت فيما مضى من بحوثي بعض افعال الصلاة ــ في مختلف الأديان ــ ذات الاصل الوثني او اليهودي وذلك في مواضيع (التكتف وقول آمين) . واليوم اتناول مفردة أخرى وهي الإشارة (بالسبابة) رفعا وخفضا في التشهد قبل التسليم في الصلاة. 
 
اشتهر اليهود باستخدام ( اصبع السبابة) بصورة واسعة جدا لأنها في نظرهم (اصبع الله ) حيث أن الرب حسب ما جاء في التوراة استخدم السبابة كثيرا في كتابة التوراة والوصايا كما تقول التوراة في سفر الخروج 31: 18 ((ثُمَّ أَعْطَى مُوسَى عِنْدَ فَرَاغِهِ مِنَ الْكَلاَمِ مَعَهُ فِي جَبَلِ سِينَاءَ لَوْحَيِ الشَّهَادَةِ: لَوْحَيْ حَجَرٍ مَكْتُوبَيْنِ بِإِصْبعِ الله)). 
وقد ساد هذا الانطباع لدى العرّافون والسحرة من ان لله اصبع كما في سفر الخروج 8: 19((فَقَالَ الْعَرَّافُونَ لِفِرْعَوْنَ: هذَا إِصْبَعُ اللهِ)). وقد نقل اليهود عقيدة (اصبع الله) إلى المسيحية كما ورد في قول يسوع المسيح في إنجيل لوقا 11: 20 ((وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ بِأَصْبعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين)). ثم نقل اليهود عقيدة (الإيماء بالاصبع ) إلى الدين الإسلامي عن طريق اتباعهم وبعض من آمن من اليهود امثال كعب الأحبار كما سوف نُبينه فيما يأتي من البحث . 
من هذه النصوص ونصوص أخرى تصور اليهود أن لله فم يتكلم به وله أصبع يكتب بها فبدأوا بحركة التجسيم التي قادتهم إلى صناعة العجل وعبادته على انه ربهم أو طلبهم من موسى أن يروا الله جهرة والتوراة مليئة بهذه التصورات كما في سفر المكابيين الثاني 3: 30 ((وقد امتلا الهيكل ابتهاجا وتهللا اذ تجلى فيه الرب القدير)).
فكما بينا استخدم اليهود السبابة استخداما واسعا في المعابد والهياكل في اشارة منهم على أنها اصبع الله ، خصوصا في غمسها بدم الضحايا ورسم الخطوط على المذبح كما في سفر اللاويين 4: 6 ((وَيَغْمِسُ الْكَاهِنُ إِصْبَعَهُ فِي الدَّمِ وَيَنْضِحُ مِنَ الدَّمِ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَمَامَ الرَّبِّ)). وكذلك استخدامها في الصلاة للإيماء بها بعد نهاية الصلاة إلى جهة الرب . ولكن تبين من خلال نصوص التوراة نفسها أن الاشارة في الاصبع من الاشارات الوثنية التي اقتبسها اليهود من الامم الوثنية هي الاشارة بالاصبع باتجاه المعبود للدلالة على الاخلاص له وأنه لا يعبد غيره . استحسن اليهود هذه العادة وادخلوها في العبادة ثم اصبحت فيما بعد من اهم رموز وعلامات التنظيمات المتطرفة وخصوصا الماسونية حيث تعتبر الاشارة بالاصبع علامة مهمة من بين العلامات الكثيرة التي تتمتع بها هذه الحركات الهدامة كما تشاهد في الصور المرفقة . 
ومن هنا فقد تعهد الرب في الكتاب المقدس في نص واضح ان يقطع هذه الاصبع التي تُشير إلى غيره بالعبادة فقال في سفر إشعياء 58: 9 : ((حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا. إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ وَكَلاَمَ الإثم)). (1)
من كل ما تقدم فقد تبين أن الايماء بالاصبع ــ السبابة ــ بعد نهاية الصلاة هي عادة وثنية تسربت إلى الأديان عبر خبث اليهود ومكرهم ولكن المشكلة الأكبر في الاسلام والمسلمين الذين وضعوا احاديث في مسألة (اصابع الرحمن) مثل قولهم : (( أن قلب المؤمن بين اصبعين من اصابع الرحمان يقلبه كيف يشاء )) .(2) وجعلوا الإيماء بالسبابة بعد نهاية الصلاة من ضمن أعمال الصلاة ووضعوا حديثا لها. فبعد أن يأس اليهود في دس ذلك في القرآن عمدوا إلى الزاوية الهشة في الاسلام ــ الحديث ـــ فدسوا قولا زعموا فيه أن النبي امرهم بذلك وانه قال في فضل الاشارة بالسبابة : ((لهي اشد على الشيطان من الحديد)). (3) وأنا لا أدري كيف لا تكون الصلاة كلها شديدة على الشيطان . وتكون الاشارة بالسبابة اشد ما يلاقيه الشيطان من أذى . 
فهل من تفسير لذلك ؟؟ 
ثما مالنا نرى حسان بن ثابت يسخر من هذه الحركة كما في رواية عائشة في صحيح مسلم حيث قال ((عندما أرسل إلى حسان بن ثابت، فلما دخل عليه، قال حسان: قد آن لكم أن ترسلوا إلى هذا الأسد الضارب بذنبه، ثم أدلع لسانه فجعل يحركه على تحريك الإصبع يميناً وشمالاً)) (4)
ولكن وكما قلت في اكثر بحوثي لا أدري لماذا يُقحم المسلمون اليهود والنصارى في كل حديث يرووه عن نبيهم ويُلمحون إلى قبول النبي بما عند اليهود مع أنهم يروون بأن النبي أمرهم بعدم اتباع اليهود والنصارى ولكن في مكان آخر يجعلون النبي مقتبسا من عقائد اليهود كما في رواية عبد الله بن عمر بن العاص حيث يقول : (( أن يهوديا جاء إلى النبي فقال : يا محمد إن الله يمسك السماوات على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والجبال على إصبع ، والشجر على إصبع ، والخلائق على إصبع ، ثم يقول أنا الملك . فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه .وفي البخاري قال يحيى بن سعيد وزاد فيه : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجُّباً و(تصديقاً له) ؟!.رواه البخاري ومسلم وأحمد والترمذي وغيرهم .(5)
 
المصادر والتوضيحات ــــــــــــــــ
1- يقول القس انطونيوس فكري في تفسيره لهذه الاية في إشعياء 58 : ((الإيماء بالأصبع = إشارة معناها الاحتقار)) ويقول القمص تادرس يعقوب في تفسير العهد القديم إشعياء 58 : ((إن كان الالتصاق بعبدة الأوثان أثار روح الفساد والعصيان في حياة الشعب، فأقاموا عبادة الأصنام تحت كل شجرة خضراء وفي كل وادٍ وعلى الجبال والتلال علانية وارتكبوا الزنا ومارسوا الرجاسات وقدموا أطفالهم ذبائح بشرية، لكن ما هو أخطر أنهم خلطوا هذا الشر العظيم بعبادة الله الحيّ ــ في اشارة إلى الايماء بالاصبع ــ إرضاء لضمائرهم. هذا هو أخطر عدو يواجه المتدينيين ويُعثر الناس في معرفة الله: الرياء أو التستر على الشر والفساد بشكليات العبادة)) . 
 
2- وهناك رواية أخرى عن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ) فقلت : يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به ، فهل تخاف علينا ؟ قال: ( نعم ، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كما يشاء ) رواه أحمد والترمذي و ابن ماجه وأبو يعلى والحاكم وغيرهم ، وقال الذهبي على شرط مسلم وكذلك الأرناؤوط ،وقال الألباني صحيح .
 
3- هذا ما قاله احد الشباب ممن كان يومئ بالاصبع : ألم نسمع في الحديث الشريف أن ثلاث حركات في الوضع الواحد تبطل الصلاة؟ إذن فلم نر الكثير من المسلمين والمسلمات في المساجد عند التشهد لا يكتفون برفع الأصبع وإنما يحركونه بصورة عجيبة ومضحكة ؟!!! قسم منهم يقوم بحركة دائرية وقسم آخر بحركة توترية صاعدة نازلة .الشهادة بأن الله سبحانه واحد احد فرد صمد يكفي بأن يؤذي الشيطان أيما أذية ولم يتحول الأصبع إلى قضيب صغير من الحديد ويأتي الشيطان لينام تحته فيوسعه المصلي ضربا مبرحا قد يبطل به صلاته !!!أعتقد أن الإسلام أعمق من ذلك. 
 
4- رواه مسلم في فضائل الصحابة باب 34- فضائل حسان 4/1935 ح157 (2490). 
 
5- يقول علماء اهل السنة : وفي هذا الحديث إثبات صفة الإصبع لله ، ولا قرينة للمجاز ولا للتأويل بل نثبتها كالسلف ونُمِرُّها.. ومما يؤكد أنها على الحقيقة أن الأصل حمْل الكلام على الحقيقة وكذلك تثنية الإصبع ، وثبوت الأصابع في حديث آخر عن عبد الله بن عمر بن العاص.

كافة التعليقات (عدد : 4)


• (1) - كتب : Khaled ، في 2015/02/02 .

الحقيقة أني لا أفهمكم جميعا، لأنكم تدّعون شيء، و تكتبون شيء آخر
قال الله بأنه "ليس كمثله شيء" ، فلا تدركه الأحاسيس و التصورات، فلماذا كل هذه الفلسفة التي تكتبون؟
أما الأحاديث التي لا تقبلها قلوب كل المسلمين و رغم ذلك يقرون بها، لأن شخص أو مجموعة من الأشخاص قالوا عنها صحيحة، فهذا يدل على سذاجة من يقر بها من المسلمين. إن ألد أعداء الإسلام هم الشياطين الذين نصبوا أنفسهم أئمة يدلون بالفتاوى ليخربوا الإسلام من الداخل، لأن المواجهة العلنية تجعلهم يتبددون كدخان البصل المحروق. وهم اليوم كثر على شاشات التلفزيون.
و أكيد أنكم جميعا تحاولون الدفاع عن الإسلام ، و لكنكم تستخدمون ما قاله أشخاص آخرون دون أن تستخدموا عقولكم في تقييم ما يقوله ذلك الشخص من حكمة أو سخافة. لأن الإنسان الذي يفتي أشياء تشغل عقول الأمة في التفكير في صحتها، لا شك أنه يريد أن يضلل الأمة أو أنه غبي لا يستحق أن يكون أصلا إماما. إقبلو الآن نقدي بصدر رحب، لأني إنما أنقد ما نقلتموه و ليس أشخاصكم:
التعليق الأول: مثلا يقول قرأ في تعريف الله و التوحيد. . . . و هل يمكن تعريف الله ؟. . . يعني ماذا ما يفيدنا كل هذا الكلام الفلسفي الكثير، ما دام أنه ليس كمثله شيء؟

التعليق الثاني: أولا الله هو أعلم إذا كان هذا الكلام قد صدر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لأني لا أجد فرقا كبيرا بينه و بين ما قاله المعلق الأول، حيث كلا التعليقين يمكن إختصارهما بـ "ليس كمثله شيء"

التعليق الثالث: يحاول التخلص من مشكلة تصور أصابع الله، فيقع في مشكلة أكبر بأن يصف أصابع الله أحدهما بالخير و الآخر بالشر، وكما يبدوا أنه قرأها في كتاب عن أبي جعفر الذي لا بد أن يكون براء من ذلك مادام من الأتقياء . فكيف يكون لله طريقين؟ . . . و هل يمكن للخير أن يكون شرا بنفس الوقت؟ أليس ذلك تناقض؟

لقد دخل أعداء الإسلام في الإسلام ، و حرفوا الكثير ، و لا تقبلوا من أن أحد أن يقول لكم : يجب أن تأخذ الأمور هكذا بدون تفكّر، لأن الله يخاطب عقولنا فقط.
و أدعو الله أن يكون تعليقي فيما يرضيه ، و السلام عليكم و حمة الله و بركاته



• (2) - كتب : محمد مصطفى كيال ، في 2014/10/19 .

عذرا
هذا اوضح..
اجمل ما قرأت في تعريف الله والتوحيد

ما وحّده من كيّفه ، ولا حقيقتهُ أصاب من مثّله ، ولا إيّاه عنى من شبّهه ، ولا صمده من أشار إليه وتوهّمه ، كل معروف بنفسه مصنوع ، وكل قائم في سواه معلول ، فاعل لا باضطراب آلةٍ ، مقدّر لا بجول فكرة ، غني لا باستفادة ، لم لا تصحبه الأوقات ، ولا ترفده الأدوات ، سبق الأوقات كونه ، والعدم وجوده ، والابتداء أزله ، بتشعيره المشاعر عرف ألاّ مشعر له ، وبمضادته بين الأمور عرف ألا ضد له ، وبمقارنته بين الأشياء عرف ألاّ قرين له .

ضاد النور بالظلمة ، والوضوح بالبهيمة ، والجمود بالبلل ، والحرور بالصرد ، مؤلّف بين متعادياتها ، مقارن بين متبايناتها ، مقرّب بين متباعداتها ، مفرّق بين متدانياتها ، لا يُشمل بحد ، ولا يحسب بعد ، وإنّما تحد الأدوات أنفسها ، وتشير الآلات إلى نظائرها ، منعتها ( منذ ) القدمية ، وحمتها ( قد ) الأزلية ، وجنبتها ( لولا ) التكملة ، بها تجلى صانعها للعقول ، وبها امتنع عن نظر العيون ، لا يجري عليه السكون والحركة .

وكيف يجري عليه ما هو أجراه ؟ ويعود فيه ما هو أبداه ؟ ويحدث فيه ما هو أحدثه ؟ إذاً لتفاوتت ذاته ، ولتجزأ كنهه ، ولامتنع من الأزل معناه ، لو كان له وراء لوجد له إمام ، ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان ، وإذاً لقامت آية المصنوع فيه ، ولتحول دليلاً بعد أن كان مدلولاً عليه ، وخرج بسلطان الامتناع من أن يؤثر فيه ما يؤثر في غيره ، الذي لا يحول ولا يزول ، ولا يجوز عليه الافوال ، لم يلد فيكون مولوداً ، ولم يولد فيكون محدوداً ، جل عن اتخاذ الأبناء ، وطهر عن ملامسة النساء .

لا تناله الأوهام فتقدره ، ولا تتوهّمه الفطن فتصوّره ، ولا تدركه الحواس فتحسّه ، ولا تلمسه الأيدي فتمسّه ، لا يتغير بحال ، ولا يتبدل بالأحوال ، لا تبليه الليالي والأيّام ، ولا يغيّره الضياء والظلام ، ولا يوصف بشيء من الأجزاء ، ولا بالجوارح والأعضاء ، ولا بعرض من الأعراض ، ولا بالغيرية والأبعاض .

ولا يقال له حد ولا نهاية ، ولا انقطاع ولا غاية ، ولا أنّ الأشياء تحويه فتقلّه أو تهويه ، أو أنّ شيئاً يحمله فيميله أو يعدله ، ليس في الأشياء بوالج ولا عنها بخارج ، يخبر بلا لسان ولهوات ، ويسمع بلا خروق وأدوات ، يقول ولا يلفظ ، ويحفظ ولا يتحفظ ، ويريد ولا يضمر ، يحب ويرضى من غير رقة ، ويبغض ويغضب من غير مشقّة .

يقول لما أراد كونه كن فيكون ، لا بصوت يقرع ، ولا نداء يسمع ، وإنّما كلامه فعل منه أنشأه ومثله ، لم يكن من قبل ذلك كائناً ، ولو كان قديماً لكان إلهاً ثانياً ، لا يقال كان بعد أن لم يكن ، فتجرى عليه الصفات المحدثات ، ولا يكون بينها وبينه فصل ولا عليها فضل ، فيستوي الصانع والمصنوع ، ويتكافأ المبتدئ والبديع .

خلق الخلائق على غير مثال خلا من غيره ، ولم يستعن على خلقها بأحد من خلقه ، وأنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغال ، وأرساها على غير قرار ، وأقامها بغير قوائم ، ورفعها بغير دعائم ، وحصنها من الأود والاعوجاج ، ومنعها من التهافت والانفراج ، أرسى أوتادها ، وضرب اسدادها ، واستفاض عيونها ، وخد أوديتها ، فلم يهن ما بناه ، ولا ضعف ما قواه .

هو الظاهر عليها بسلطانه وعظمته ، وهو الباطن لها بعلمه ومعرفته ، والعالي على كل شيء منها بجلاله وعزته ، لا يعجزه شيء منها يطلبه ، ولا يمتنع عليه فيغلبه ، ولا يفوته السريع منها فيسبقه ، ولا يحتاج إلى ذي مال فيرزقه ، خضعت الأشياء له فذلّت مستكينة لعظمته ، لا تستطيع الهرب من سلطانه إلى غيره ، فتمتنع من نفعه وضره ، ولا كفؤ له فيكافئه ، ولا نظير له فيساويه .

هو المفني لها بعد وجودها ، حتى يصير موجودها كمفقودها ، وليس فناء الدنيا بعد ابتداعها ، بأعجب من إنشائها واختراعها ، وكيف ولو اجتمع جميع حيوانها من طيرها وبهائمها ، وما كان من مراحها وسائمها ، وأصناف أسناخها وأجناسها ، ومتبلدة أممها وأكياسها ، على أحداث بعوضة ما قدرت على إحداثها ، ولا عرفت كيف السبيل إلى إيجادها ، ولتحيّرت عقولها في علم ذلك وتاهت ، وعجزت قواها وتناهت ، ورجعت خاسئة حسيرة ، عارفة بأنّها مقهورة ، مقرّة بالعجز عن إنشائها ، مذعنة بالضعف عن إفنائها .

وأنّه يعود سبحانه بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه ، كما كان قبل ابتدائها ، كذلك يكون بعد فنائها ، بلا وقت ولا مكان ، ولا حين ولا زمان ، عدمت عند ذلك الآجال والأوقات ، وزالت السنون والساعات ، فلا شيء إلاّ الواحد القهّار ، الذي إليه مصير جميع الأُمور .

بلا قدرة منها كان ابتداء خلقها ، وبغير امتناع منها كان فناؤها ، ولو قدرت على الامتناع لدام بقاؤها ، لم يتكاءده صنع شيء منها إذ صنعه ، ولم يؤده منها خلق ما برأه وخلقه ، ولم يكوّنها لتشديد سلطان ، ولا لخوف من زوال ونقصان ، ولا للاستعانة بها على مكاثر ، ولا للاحتراز بها من ضد مثاور ، ولا للازدياد بها في ملكه ، ولا لمكاثرة شريك في شركه ، ولا لوحشة كانت منه فأراد أن يستأنس إليها .

ثمّ هو يفنيها بعد تكوينها ، لا لسأم دخل عليه في تصريفها وتدبيرها ، ولا لراحة واصلة إليه ، ولا لثقل شيء منها عليه ، لا يمله طول بقائها فيدعوه إلى سرعة إفنائها ، لكنّه سبحانه دبّرها بلطفه ، وأمسكها بأمره ، وأتقنها بقدرته ، ثمّ يعيدها بعد الفناء من غير حاجة منه إليها ، ولا استعانة بشيء منها عليها ، ولا لانصراف من حال وحشة إلى حال استئناس ، ولا من حال جهل وعمى إلى حال علم والتماس ، ولا من فقر وحاجة إلى غنى وكثرة ، ولا من ذل وضعة إلى عز وقدرة

• (3) - كتب : محمد مصطفى كيال ، في 2014/10/19 .

هذا ما قاله الامام علي عليه السلام في توحيد الخالق "الله سبحانه"

ما وحده من كيفه، ولا حقيقته أصاب من مثله. ولا إياه عني من شبهه. ولا صمده من أشار إليه وتوهمه.
كل معروفٍ بنفسه مصنوع. وكل قائمٍ في سواه معلول. فاعل لا باضطراب آلةٍ. مقدر لا بجول فكرةٍ.
غنى لا باستفادةٍ. لا تصحبه الأوقات. ولا ترفده الأدوات سبق الأوقات كونه. والعدم وجوده. والابتداء
أزله. بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له. وبمضادته بين الأمور عرف أن لا ضد له. وبمقارنته بين
الأشياء عرف أن لا قرين له. ضاد النور بالظلمة، والوضوح بالبهمة، والجمود بالبلل، والحرور بالصرد.
مؤلف بين متعادياا. مقارنٌ بين متبايناا مقرب بين متباعداا. مفرق بين متدانياا لا يشملُ بحدٍ،، ولا
يحسب بعدٍ، وإنما تحد الأدوات أنفسها، وتشير الآلة إلى نظائرها. منعتها منذ القدمية، وحمتها قد الأزلية.
وجنبتها لو لا التكملة. ا تجلى صانعها للعقول، وا امتنع عن نظر العيون. لا يجرى عليه السكون
والحركة. وكيف يجرى عليه ما هو أجراه، ويعود فيه ما هو أبداه، ويحدث فيه ما هو أحدثه. إذا لتفاوتت
ذاته، ولنجزأ كنهه، ولا متنع من الأزل معناه. ولكان له وراء إذ وجد له أمام. ولا لتمس التمام إذ لزمه
النقصان. وإذاً لقامت آية المصنوع فيه، ولتحول دليلاً بعد أن كان مدلولاً عليه. وخرج بسلطان الامتناع
من أن يؤثِّر. فيه ما يؤثر في غيره الذي لا يحول ولا يزول، ولا يجوز عليه الأفول. ولم يلد فيكون مولوداً،
ولم يولد فيصير محدوداً. جلَّ عن اتخاذ الأبناء، وطهر عن ملامسه النساء. لا تناله الأوهام فتقدره، ولا
تتوهمه الفطن فتصوره. ولا تدركه الحواس فتحسه ولا تلمسه الأيدي فتمسه. لا يتغير بحالٍ، ولا يتبدل
بالأحوال. ولا تبليه الليالي والأيام، ولا يغيره الضياء والظلام. ولا يوصف بشيءٍ من الأجزاء، ولا
بالجوارح والأعضاء. ولا بعرضٍ من الأعراض، ولا بالغيرية والأبعاض. ولا يقال له حد ولا ايةٌ، ولا
انقطاع ولا غايةٌ. ولا أن الأشياء تحويه، فتقله أو ويه، أو أن شيئاً يحمله فيميله أو يعد له. ليس في
الأشياء بوالجٍ، ولا عنها بخارج. يخبر لا بلسانٍ ولهواتٍ، ويسمع لا بخروقٍ وأدواتٍ. يقول ولا يلفظ،
ويحفظ ولا يتحفظ، ويريد ولا يضمر. يحب ويرضى من غير رقَّةٍ، ويبغض ويغضب من غير مشقةٍ. يقول
لمن أراد كونه كن فيكون. لا بصوتٍ يقرع، ولا بنداءٍ يسمع. وإنما كلامه سبحانه فعلٌ منه أنشأه. ومثله
لم يكن من قبل ذلك كائناً، ولو كان قديماً لكان إلها ثانياً.
لا يقال كان بعد أن لم يكن فتجرى عليه الصفات المحدثات، ولا يكون بينها وبينه فصل، ولا له عليها
فضلٌ، فيستوي الصانع والمصنوع، ويتكافأ المبتدئ والبديع. خلق الخلائق على غير مثالٍ خلا من غيره،
ولم يستعن على خلقها بأحدٍ من خلقه. وأنشأ الأرض فأمسكها من غير اشتغالٍ. وأرساها على غير قرارٍ.
وأقامها بغير قوائم. ورفعها بغير دعائم. وحصنها من الأود والاعوجاج. ومنعها من التهافت والانفراج.
وأرسى أوتادها، وضرب أسدادها، واستفاض عيوا وخد أوديتها. فلم يهن ما بناه، ولا ضعف ما قواه.
هو الظاهر عليها بسلطانه وعظمته، وهو الباطن لها بعلمه ومعرفته، والعالي على كل شيءٍ منها بجلاله
وعزته. لا يعجزه شيءٌ منها طلبه، ولا يمتنع عليه فيغلبه، ولا يفوته السريع منها فيسبقه، ولا يحتاج إلى
ذي مالٍ فيرزقه. خضعت الأشياء له، وذلت مستكينةً لعظمته، لا تستطيع الهرب من سلطانه إلى غيره
فتمتنع من نفعه وضره، ولا كفؤ له فيكافئه، ولا نظير له فيساويه. هو المفنى لها بعد وجودها، حتى يصير
موجودها كمفقودها.
وليس فناء الدنيا بعد ابتداعها بأعجب من إنشائها واختراعها. وكيف لو اجتمع جميع حيواا من طيرها
وائمها، وما كان من مراحها وسائمها، وأصناف أسناخها وأجناسها، ومتبلدة أممها وأكياسها على
إحداث بعوضةٍ ما قدرت على إحداثها، ولا عرفت كيف السبيل إلى إيجادها. ولتحيرت عقولها في علم
ذلك وتاهت، وعجزت قواها وتناهت، ورجعت خاسئةً حسيرةً عارفةً بأا مقهورةٌ مقرةً بالعجز عن
إنشائها. مذعنةً بالضعف عن إفنائها.

وإن االله سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه. كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها.
بلا وقتٍ ولا مكانٍ، ولا حينٍ وزمانٍ. عدمت عند ذلك الآجال والأوقات، وزالت السنون والساعات.
فلا شيء إلا الواحد القهار الذي إليه مصير جميع الأمور. بلا قدرةٍ منها كان ابتداء خلقها، وبغير امتناع
منها كان فناؤها. ولو قدرت على الامتناع دام بقاؤها. لم يتكاءده صنع شيء منها إذ صنعه، ولم يؤده
منها خلق ما خلقه وبرأه. ولم يكوا لتشديد سلطانٍ. ولا خوفٍ من زوالٍ ونقصانٍ، ولا للاستعانة ا
على ندٍِ مكاثرٍ، ولا للاحتراز ا من ضدٍ مثاورٍ. ولا للازدياد ا في ملكه، ولا لمكاثرة شريكٍ في شركه.
ولا لوحشةٍ كانت منه فأراد أن يستأنس إليها. ثم هو يفنيها بعد تكوينها لا لسأمٍ دخل عليه في تصريفها
وتدبيرها، ولا لراحةٍ واصلةٍ إليه. ولا لثقل شيءٍ منها عليه. لم يمله بلطفه، وأمسكها بأمره، ولا استعانةٍ
بشيءٍ منها عليها، ولا لانصرافٍ من حالٍ وحشةٍ إلى حال استئناسٍ، ولا من حال جهلٍِ وعمى إلى حال
علمٍ والتماسٍ. ولا من فقرٍ وحاجةٍ إلى غنى وكثرةٍ. ولا من ذلٍ وضعةٍ إلى عزٍ وقدرةٍ.
ومن خطبة له عليه السلام
ألا بأبي وأمي هم من عدةٍ أسماؤهم في السماء معروفةٌ، وفي الأرض مجهولة، ألا فتوقعوا ما يكون من إدبار
أموركم، وانقطاع وصلكم، واستعمال صغاركم. ذاك حيث يكون ضربةُ السيف على المؤمن أهون من
الدرهم من حلّه. ذاك حيث يكون المعطى أعظم أجراً من المعطي. ذاك حيث تسكرون من غير شرابٍ،
بل من النعمة والنعيم، وتحلفون من غير اضطرارٍ، وتكذبون من غير إحراج. ذلك إذا عضكم البلاء كما
يعض القتب غارب البعير. ما أطول هذا العناء هذا الرجاء.
أيها الناس ألقوا هذه الأزمة التي تحمل ظهورها الأثقال من أيديكم، ولا تصدعوا على سلطانكم فتذموا
غب فعالكم ولا تقتحموا ما استقبلتم من فور نار الفتنة. وأميطوا عن سننها، وخلوا قصد السبيل لها. فقد
لعمري يهلك في لهبها المؤمن ويسلم فيها غير المسلم.
إنما مثلى بينكم مثل السراج في الظلمة يستضئ به من ولجها. فاسمعوا أيها الناس وعوا، وأحضروا آذان
قلوبكم تفهموا.


• (4) - كتب : عامر ناصر ، في 2014/10/06 .

السيدة الفاضلة آشوري حياك الله ، هناك كلمات في القرآن اذا اخذت على ظاهرها كانت تشبيها وتجسيما تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، ولكنها تؤخذ على الكناية والمجاز ( عن أبي جعفر عليه السّلام : «إنّ القلوب بين أصْبَعَيْن من أصَابِع الله يقلّبها كيف يشاء» : الأصابع : جمع أصْبَع ؛ وهي الجَارحةُ ، وذلك من صِفات الأجْسام ، تعالى الله عزّوجلّ عن ذلك وتقدّس . وإطلاقُها عليه مجازٌ ، كإطْلاق اليدِ واليمين ، والعين ، والسمع ، وهو جَارٍ مَجْرَى التمثيل والكِنَاية عن سُرعة تَقَلُّب القُلُوب ، وإنّ ذلك أمر مَعقُود بمشيئةِ الله تعالى . وتخصيصُ ذِكر الأصابع كِناية عن أجزاء القُدْرة والبَطْشِ ؛ لأنّ ذلك باليَدِ ، والأصابعُ أجزاؤها .) ،( قال الصدوق: بين إصبعين من أصابع الله: يعني بين طريقين من طرق الله، يعني بالطريقين طريق الخير وطريق الشر، إن الله عزوجل لا يوصف بالأصابع، ولا يشبه بخلقه ، تعالى عن ذلك علوّاً كبيراً ) كذلك الاستواء ( الرحمن على العرش استوى ) فانه كناية عن القدرة والاحاطة والعلم ، ولكن ماذا نعمل مع الذين يستقون علومهم من كعب الاحبار وغيره . وقد جاء في الحديث ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا في حجر ضب
لاتبعتموهم . " فقالوا : يارسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال " : فمن إذن ) مع التقدير



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=35722
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 08 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 12