• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ياشباب العراق لاتتطوعوا في الجيش والشرطة .
                          • الكاتب : د . ناهدة التميمي .

ياشباب العراق لاتتطوعوا في الجيش والشرطة

 لو حصلت هذه المشكلة في جيبوتي او اية دولة افريقية او اسيوية متخلفة مرة واحدة لاتخذت الحكومة كل الاجراءات لمنع تكرارها مرة اخرى ولوضعت كل التدابير لضمان امن الشبان المتطوعين كي لايعاب عليهم انفلات الامن واستهداف الصفوة من شبانهم , بل على الارجح لاستقالت الحكومة والبرلمان لمثل هذه الخسارة الفادحة والمفجعة في الارواح والانفس .
فما بالكم بالامر وهو يتكرر منذ ثمان سنوات والسيناريو ينفذ في كل مرة بنفس الطريقة وبالحذافير .  
 في كل مرة يداعبون احلام الشبان العاطلين عن العمل واغلبهم من اصحاب الشهادات الذين عجزوا عن ايجاد عمل لهم لان الاعمال والمناصب حكرا على اقارب اصحاب السيادة والنفوذ .. في كل مرة يلعبون على اوتار امالهم العليلة بان هناك دورة للتطوع في الجيش او الشرطة فيذهب الشبان الفقراء والعاطلين زرافات ووحدانا حالمين بوظيفة تسد الرمق وتعين على شظف العيش وبنفس الطريقة كل مرة يتم تجميعهم خارج مجمع التطوع لياتي انتحاري او مفخخة او عبوة او تفجير عن بعد او حتى صاروح ليحصد ارواحهم البريئة واحلامهم القليلة في مهدها. 
كأن الامر مقصود ومخطط له .. الامر هو افراغ العراق من طاقاته الشابة باية طريقة القتل, الذبح, التناحر الطائفي الاختطاف, التغييب, القتل بالفقر والتجهيل والبطالة والتيئيس من اي امل في حياة كريمة .. فشبان العراق مستهدفون بذلك والامر يتكرر منذ ثمان سنوات كل كم شهر ولامن صدى او حسيس يتفكر في الامر ويتخذ مايلزم.
كم مرة تكرر الامر في بغداد مطار المثنى وباب المعظم وديالى وصلاح الدين وسامراء وسرعان ماينسى المسؤولون الامر وهذه الارواح البريئة وكأن شيئا لم يكن. 
اليس المفروض ان تتخذ كافة الاجراءات الاحتياطية لتامين مداخل ومخارج وشوارع مجمعات التطوع ولايصار الى تجميعهم خارجها بل كل من يأتي يتم تفتيشه وادخاله فورا .. لقد تكرر هذا الامر بشكل ماساوي وعبث واضح بارواح هؤلاء الفتية بما لايترك مجال للشك بان الامر مقصود ومدروس الا وهو افراغ العراق من طاقاته المنتجة باية طريقة متاحة. 
اليوم طالعتنا الاخبار بانه تم استهداف متطوعين للشرطة في شمال سامراء في منطقة العاشق ربما في تكريت والسؤال الذي اود توجيهه للمسؤلين عن الامن في العراق وعن هذا الركز بالذات .. الم تجدوا افضل من هذه المنطقة لتجميع المتطوعين من جياع العراق فيها وانتم تعرفون ان القاعدة والجماعات الارهابية تنشط فيها وتستهدف المتطوعين للجيش والشرطة من كل الاطياف وتعتبرهم هدفا سهلا وصيدا ثمينا .. الم تستطيعوا قبل يوم ان تؤمنوا كل المكان والشوارع المؤدية اليه .. هذه المليارات التي تصرف على الرئاسات والمنافع الاجتماعية والحكومة والبرلمان والذين يستاثرون بكل الخزينة تقريبا الم تستطيعوا ان تشتروا منها اجهزة كشف متفجرات متطورة كما هو الحال في الدول المتقدمة .. ففي لندن دخلت احدى محطات الباصات العامة وكان في بوابتها مشبك معدني نمر عليه وعندما سالت قالوا انه يكشف اذا ماكان الشخص يحمل متفجرات ام لا .. وعندما اودعت حقيبتي في المحطة حتى يحين موعد سفري لم يجهد الموظف نفسه في فتح الحقيبة وهي كبيرة بل مرر عليها اداة اليكترونية على شكل حرف يو لتكشف كل شيء .. هل عجز العراق وميزانيته الانفجارية عن شراء هكذا اجهزة متطورة او اقواس تمر من تحتها السيارت فتكشف مابها كما هو الحال في دولة ايران المجاورة التي تعتبر من دول العالم الثالث.
 في بداية التغيير كانوا يجبرون الشبان العراقيين على الانخراط في دورات التطوع في الاردن وعند عودتهم في السيارات لان الدولة لاتحجز لهم في الطائرات, تستهدفهم الجماعات الارهابية وتقتلهم وهم غير مسييسين بل جياع باحثين عن وظيفة ولقمة عيش وانا اعرف شاب من عانة مهندس يسكن في بغداد تخرج ولم يجد عملا وقد حفى على وظيفة لمدة سنتين ولم يجد امامه الا التطوع كشرطي مرور وبالواسطة ودفع المال ليحصل على هذه الوظيفة البائسة ..
هل حقا انكم لاتستطيعون تامين ارواح الشبان المتطوعين .. اذن من هو غير قادر او متواطيء في تنفيذ مخطط جهنمي يهدف الى افراغ العراق من شبانه ومنذ سنوات عليه ان يعترف بالخطأ ويترك الامر لمن هو اجدر ويرحل. 
د. ناهدة التميمي 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3566
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13