تتلخّص السياسة الإعلامية التي تحذوها الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة في بثّ الرسائل والمعلومات الدقيقة والموضوعية لجمهور عريض من الناس، وهذه المعلومات تكاد تتصل بالدرجة الأولى بالدين الإسلامي الحنيف والمذهب الجعفري والعمل على إيصال ثقافة وفكر أهل البيت (عليهم السلام) من أجل توعية المجتمع ودفعه نحو تبني رؤى ومبادئ الرموز الإسلامية التي ستنعكس بالطبع إيجابياً على حياتهم.
وعندما شرعت العتبة المقدسة إلى إصدار العديد من المجلات الثقافية والفكرية ومنها مجلة (الأحرار) الأسبوعية فقد وضعت أمامها أهدافاً تريد تحقيقها وعلى رأسها ديمومة العلاقة بين الإنسان وخالقه وتمسّكه بالمبادئ الإسلامية العظيمة، إضافة إلى إشباع حاجات القراء ومناقشة الموضوعات الاجتماعية والثقافية والتي يجدها القارئ في صفحات هذه المجلة التي تحتفل بإيقاد الشمعة التاسعة من عمرها والتي استطاعت أن تخلق تواصلاً وتفاعلاً مع قرائها وتقضي على ما يسمى بأزمة الثقة والمصداقية، حيث أن الإعلام الحديث يحاول اليوم الوصول إلى القارئ ونتيجة لتعدد الرسائل الإعلامية المبثوثة إليه فقد أصبح المتلقي يشعر بانعدام الثقة بهذه الرسائل، ولكننا نجد في قرائنا ذلك الحماس والمواظبة على اقتناء المجلة ومطالعتها وهذا بالتأكيد عائد إلى مدى المصداقية والموضوعية التي حرصت الأحرار عليها خلال مشوارها الإعلامي حتى دفعني للقول بأن هذه المجلة تمثل نموذج الإعلام الصادق الذي يساعدنا على تبني الأراء الصحيحة ودفعنا نحو الإيجابية والنجاح في الحياة.
إن ما وصفت به مجلة (الأحرار) ليس لأنني أحد أفراد أسرتها، ولكني اعتمدت على آراء جديدة في المجال الإعلامي تؤكّد بأن المتلقي العادي يستطيع أن يميز بين الوسيلة الإعلامية الصادقة من غيرها، وذلك اعتماداً على خطابها ورسائلها، حيث نعيش اليوم في مجتمع واعٍ وذي بصيرة وكل إنسان وهو ما نطلق عليه (المتلقي) مزوّد بثلاث فلاتر يستطيع من خلالها غربلة المعلومات وتبني الصحيحة منها وهي اللغة والتقاليد والثقافة، وكلّما كانت الوسيلة الإعلامية المتوجهة إليه متامشية مع هذه الفلاتر الثلاثة بأن تكون قريبة من لغته وتقاليده وثقافته فهي الوسيلة الناجحة والصادقة والأخذ بنظر الاعتبار أن القارئ لم يعد أمّياً وتلتبس لديه المفاهيم والأفكار وإنما كما قلت قارئ واعٍ ومتفهم لما يدور من حوله، ووصولاً إلى مجلة (الأحرار) فهي استطاعت أن تمتلك وجدان القارئ وتصل إليه لأنّها كانت تخاطبه بلغته وتثير فيه الشعور بالمسؤولية في الحفاظ على التقاليد والمبادئ الصحيحة وأخيراً فهي قريبة من ثقافته ببساطتها وما تطرحه من موضوعات تقف على احتياجاته المعرفية والثقافية.
كلُّ الحبّ والود لمجلتنا الجميلة ولأفراد أسرتي صغيراً وكبيراً واستشعارهم الدائم بالمسؤولية والطموح للتغيير نحو الأفضل.. وأخيراً شكراً لقرّائنا الأعزاء الذين يشاركوننا أفراحنا. |