مهرجان العنقاء الرحال يمنحها ميداليته الذهبية..
حنان بديع: بمجموعتي الأخيرة سأعتزل الشعر لسنوات
 
2010-06-03
الدوحة – مصري يوسف 
في جو حلقت فيه أبيات الشعر منح مهرجان العنقاء الذهبية الدولي الرحال ميداليته الذهبية للشاعرة اللبنانية المقيمة في قطر حنان بديع في أمسية استضافها نادي الجسرة الثقافي مساء أمس وحضرها عدد من المبدعين والفنانين احتفاء بالشاعرة الشابة .
وكشفت حنان بديع ابنة الشاعر الراحل بديع يوسف صاحب ديوان "من البداية قصتي" خلال الأمسية أنها تعكف حاليا على إعداد مجموعة شعرية تضم جميع قصائدها خلال العشر سنوات الأخيرة من 1999 وحتى 2009 لتكون توثيقا لمشوارها الشعري الذي تصفه الشاعرة بـ"القصير" إذا ما قورن بغيرها ممن قضوا أعمارهم في عالم الشعر والأدب .
وقالت بديع :" بمجموعتي الأخيرة أعتزل الشعر في انتظار العودة ربما بعد سنوات وقد لا أعود إليه مرة أخرى .. لا أجزم، لأن الشعر لا يأتي بقرار لكن حتما لن تنتهي علاقتي بالقلم إذ إنني مستمرة في كتابة المقال لأنه عالم واسع ورحب كما هو فن من فنون الأدب لا يقل أهمية عن الشعر ".
وأضافت " أعترف أني لم أخطط ولم آخذ طموحاتي على محمل الجد ذلك لأننا نكتب لنتنفس ونحيا من خلال الكلمة، لهذا أرى شخصيا أنه لا يجوز أن نتعامل مع موضوع الإبداع من خلال طموحات وأهداف وخطط مستقبلية، تكفي الاستمرارية لأن القلم يعطينا ويمنحنا الشعور بأن الحياة تستحق أن نحياها مع قليل من الحلم ".
وقالت الشاعرة اللبنانية التي تربت على أرض قطر وعاشت بين أهلها إن الشعر ليس ضرورة كما أنه ليس ترفا لكنه أسلوب وطريقة حياة، مضيفة " بالكتابة نتجول في عوالمنا الداخلية لتصبح كلماتنا موانئ لأحزاننا ومشاعرنا نرسو عليها لنرحل من جديد كالفراشات بحثا عن ضوء جديد نحترق فيه .. والقلم مبرر لوجود ملموس نخاطب به العقول والأذواق لنكسر طوق وحدتنا ".
ووجهت بديع كلمة للأقلام الناشئة في عالم الشعر قائلة " الكتابة لا تأتي بقرار.. والشعر لا يحضر عندما ندعوه، وليس هناك تخصصا يصنع منا شعراء أو كتابا ناجحين لكنه الشعور عندما يلتقي باكتشاف الموهبة التي قد نكتشفها أو لا نفعل .. والشعر أيضا عندما يزورنا فإنه لا يأتينا وإنما يغزو عشاقه ومحبيه متحولين إلى شعراء فقط عندما نحيا تجربة أو انفعالا يحرك الأمواج الراكدة في أعماقنا .. وأنا مدينة لهذه اللحظة ".
وشدت بديع في نهاية حديثها بإحدى قصائدها بعنوان "قصيدة شيطانية" انطلاقا من فكرة أن الأمسيات تصبح قاحلة جافة إن لم تحتضن الشعر في داخلها ، وتقول حنان بديع في قصيدتها
(أي أسرار ؟
أي أخبار تريد عن قلبي .. وعني ؟
إني شجرة أحزان تغني
عصفورة أعشاشها التمني
أنا الحلوة الملغمة بالتجني )
وتضيف في جزء آخر من القصيدة :
(أنا الملعونة بين النساء
المدمنة على تدخين الهواء
المعلقة على أبواب ظني
أفعل ما لا يمكن
وأقول ما لست أعني
أنا يا سيدي القصيدة الحبلى بي ومني ..
بفاجعتي أغني )
حضر الأمسية الشاعر علي ميرزا الذي قدم في كلمات بسيطة الشاعرة حنان بديع قائلا :" حنان .. فراشة رقيقة رأيتها تطير من وردة لوردة تستنشق العبير " ويضيف أنه عرفها بداية على صفحات الجرائد ثم بعد ذلك فرضت نفسها كشاعرة متبوأة مكانة بين صفوف الشعراء في الأمسيات والمهرجانات الثقافية التي تحتضنها دولة قطر .
ويضيف ميرزا إن حنان تحمل هموم أمتها وبنات جيلها وهي لديها أفكارها الواضحة منذ بدايتها ، كما أنها بلا شك من خلال نشأتها في أحضان قطر أضافت غصنا ناصعا إلى شجرة الإبداع في قطر .
من جانبه قال محمد رشيد مدير مهرجان العنقاء إن الانطلاقة الأولى للمهرجان الأولى كانت في 2004 وكانت أولى محطاته العاصمة المصرية القاهرة بتكريم عازف العود الفنان العراقي نصير شمة بحضور عدد كبير من المبدعين الرواد المصريين، ويعدها حط رحاله في عواصم ومدن عديدة منها دمشق وبغداد ولندن وطهران وتونس ولاهاي .
وأضاف رشيد أن المهرجان ينبثق عن دار القصة العراقية التي لا تنتمي إلى حكومة أو حزب، مشيرا إلى أنه طلب من القائمين على نادي الجسرة أن يضعوا قائمة بالفنانين القطريين الذين يستحقوا التكريم حتى يتسنى للمهرجان أن يضعهم على قائمته ويتم تكريمهم خلال الأسبوع الثقافي العراقي الذي تستضيفه الدوحة ، حيث يمنح المهرجان الميدالية الذهبية للمبدعين الشباب والقلادة لمن هم في مرحلة النضج أما الوسام فيمنحه المهرجان للرواد .