بسم الله الرحمن الرحيم
( إسلام معية الثقلين لا إسلام المصحف منسلخاً عن إسلام الحديث )
ردود سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله) على بعض الشبهات حول كفاية القرآن الكريم وعدم الحاجة إلى الرجوع للسنة المطهرة والعترة الشريفة..
' الحلقة : الثالثة '
______________________
11- انظر إلى الحديث النبوي المعجز حديث الثقلين, فقد وصفهما بحبل ممدود طرف منه عند الله تعالى, وطرف منه عند الناس, فيقع التساؤل لفهم جوامع الكلم الذي أوتيه سيد الأنبياء (صلى الله عليه وآله), لماذا وحد الحبل لا حبلان؟! ثم لماذا التشبيه بالحبل؟ ثم لماذا منعوتا بأنه ممدود! ولماذا ليس ملفوفاً؟
كل هذه تنبيهات بإختصار على ان -خط الإنترنيت- بين الأرض والسماء هو خط واحد لا خطان, وهو أهل البيت (عليهم السلام), وان القرآن عندما يتصاعد من الأوراق وتنزيل الكتاب إلى الأعلى يتحد مع حقيقية أهل البيت (عليهم السلام) ويكونان حقيقية واحدة, وخط -انترنيت- واحد, وهو حبل متصل وسبب بين الأرض والسماء.
12- من التصوير المرسوم في الحديث النبوي بالحبل يتضح وجه إن شخص أهل البيت (عليهم السلام) القرآن الناطق لا أوراق تنزيل الكتاب, فإنها قرآن صامت لا ينطق, ولاحظ ان هذه الملحمة المعرفية الإعتقادية قد سجرت لها حرب صفين, أي كان ضريبتها حرب صفين كي يبرز الباري (عز وجل) هذه المعادلة النورية, وهي إن القرآن الناطق علياً (عليه السلام) لا المصحف الشريف المقدس, فالفتنة التي حدثت صحصحت ببصيرة خالدة للأمة وهي هذه المعادلة.
13- طبعا هذه المعادلة ذات طبقات,
فإنه إذا قيس ومقارنة بين شخص الإمام (عليه السلام) والمصحف فإن القرآن الناطق هو المعصوم (عليه السلام) لا المصحف, وأما إذا قيس الكلام المكتوب للإمام فإن الحديث إمام صامت لا ناطق, والمصحف القرآن الصامت كلام الله تعالى والحديث إمام صامت كلام الإمام, فمن ثم كان الثقلين طبقات ومعيتهما درجات وطبقات.
14- فمن ثم ورد تارة ان القرآن الكريم الثقل الأكبر وأخرى إن أهل البيت (عليهم السلام) هم الثقل الاكبر, ولا تنافي بينهما, لأن كل طبقة من أحدهما إذا قيس مع الطبقة النازلة من الاخر كان الأول ثقل أكبر والآخر أصغر والعكس بالعكس, وقد أوردنا الأحاديث في وصف كل منهما بالثقل الأكبر والآخر منهما بالأصغر والعكس في كتاب (الإمامة الالهية) 'الجزء الثاني' وبينا وجه الجمع بينهما والسبب في تعدد الوصف.
والحمد رب العالمين,,
يتبع إن شاء الله.. |