• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قضية معروضة للنقاش .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قضية معروضة للنقاش

 

تتغلغل خطابات كثيرة دقيقة وسط منشورنا الثقافي والفكري، وتترك الكثير من الفجوات المريبة بعضها مقصود ومؤثث لزرع (شطحات) فكرية سلبية، والبعض الآخر راح يتخبط في السير خلفها دون ان يضع في اعتباراته منظورا فكريا مدروسا، فلذلك أصبح (الماضي) يثير الكثير من المحاور الجدلية والمستقاة من رؤى سياسية وفكرية متفرقة تجهد لعرض ما يلائم رؤيتها ومصالحها. والبحث في موضوع الماضي نفسه يشكل أسسا لمكونات متعددة، وآليات اشكاليات متباينة، ومقومات اداء كيفي؛ فمنهم من ينظر الى الماضي كعنصر فاعل يساهم في نهوض الواقع الفكري، ويعتبره تماثلا مع الجوهر المنتقى من الماضي. 
وهذه عملية حية فاعلة تستند الى معايير هي الأخرى تشكل نسقا متفاوتا باتجاهين؛ اولهما: كيفية رؤية هذا الماضي ومعطيات الانتقاء الصحيح، وثانيهما: كيفية قراءة متطلبات الواقع المعاش، وطريقة تماهي المعنى الماضوي. والخطأ الذي وقع فيه معظم النقاد إذ اعتبروا الدين جزءا من الماضي بينما الدين لا يمثل زمنا معينا بل تواصليا مفتوحا على اللازمان المحدد. وهذا الخطأ سيضع المتلقي امام خطأ يافع الخطورة، لوجود اعتبارات مستحكمة لتلك التطبيقات المرتبكة والمرتبطة بالأنظمة والحكومات والدول والعصور السياسية التي حكمت باسم الدين. 
فعلينا النظر الى المعنى الجوهري لا رسم حدود لإمكانيات الدين، وهذا يعني اقصاء امكانية التطور والمعايشة امام شيوع مبادئ سياسية مقننة تدعي استدعاء الماضي، والعيش في الجزء الذي يخدمها سواء ان كانت تلك القراءات علمانية او دينية. بينما التاريخ الحقيقي الذي حمل معنى الدين جوهرا يفتح امامنا على عوالم ومديات لا تمنحنا سوى محفزات يقينية تعزز الواقع وتسعى لبناء مستقبل يتنامى ويتعايش مع كل تطور هام، ويسعى لإضافة كل ما هو نافع من آداب وفنون وعلوم مختلفة... ويفتح آفاقه نحو ثقافات مجتمعات واديان اخرى. فليس هناك في النقل الماضي شيء يمنع التلاقح الفكري مع الأمم



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=34323
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13