أردت أن أقول جرح علي،فصرخ الف جرح في جسدك النبي،أردت أن أشير بأصبعي الى جرح بعينه فوقف الف جرح يقول أنا جرح علي،عجبت كيف يمكن لجسد أن يحمل ألف جرح ومازال يسجد للان في محراب الكوفة.
مدن من الجراح التي تفيض بالدم العلوي،مازل هناك نضح على تراب بدر وأُحُد والخندق وحُنين،كلما سقطت قطرة الى الارض كبّر التراب لها،كانت يدا فاطمة الزهراء تمد يدها الى كل جرح فيستكين،كيف لجرح الاّ يستكين ويدا فاطمة الزهراء تمد جناح الشفاء تحت كفيها الشريفتين له،وحده الجرح الذي لم يجد يد فاطمة الزهراء تمرد على الشفاء ليلة التاسع عشر من رمضان.
لماذا انتظرت لحظة السجود لتقول لعلي:أنا هنا؟هل جبنت أن تواجه وجه علي بحضورك فأتيته وهو يناجي ربه؟أعلم أن كل الجراحات التي ترسم في الظهر آثار هروبها جبانة وأعلم ان الجروح قصاص،لهذا تبقى ايها الجرح راية غدر لمن جاء بك الى مصلى علي وهو ساجد في ملكوت الله.
كان يرقب النجوم ويقول انها الليلة التي وُعد بها،والله ماكذبتُ ولا كُذَبت،كان يبصر افواج الملائكة ينتظرون اذان جبرائيل فيهم،حتى الطيور التي صاحت بوجهه كانت تقرأ رسالة الجرح الذي تفوح منه رائحة الدم العلوي،كعادته علي لم يلتفت اليها وذهب الى الباب،وللباب حكاية كسرت ضلع علي،لهذا أمسك الباب بالمئزر فحلَّه،فأعاد شده وأغلق الباب عينيه على مرآى عابد يسير الى محراب صلاته ليولد هناك.... جرح.
جراحات علي تولد مرتين،مرة على ارض الخندق،ومرة على محراب الكوفة،الوليد الذي فتح عينيه داخل الكعبة التي وُلدت فيه،خط بإصبعه طريقه الى محراب الكوفة،علي جهات اربع لكل محرابين يضمان جسده،بينما روحه تتعلق بالملأ الأعلى،هذا الاعرابي الذي يلبس الخشن ويأكل الجشب أعطى للعالم مالم يعطه كل العالم له،القلب الذي جمع العوالم كلها عجزت العوالم ان يجمعن قلبه الطفل الذي يبكي ليتيم فقد أباه.
ايها الغريب...ياصاحب جرح الليلة التاسعة عشرة من رمضان،صيامك ايها العزيز لم يقض،وأنت هناك تشخب بدمك على المحراب،صلاتك لم تكن ركعة واحدة وسجدتين،لكن الجماعة قتلوك بسيف خارجي لانك لست منهم،هم السالمة رؤوسهم الا من غراب يعشعش فيهم،بينما نسرك القديم طار بك الى حيث أنت...وحيدا الا من جرح يشخب من هامتك ليخضب كريمتك وانت تبحث عن يد فاطمة في البقيع لتوقف نزيف الدم.