• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : رعاية المسنين هي مسؤولية الدولة و كل مواطن صالح تجاه المسؤوليات والأعراف...! .
                          • الكاتب : سيد صباح بهباني .

رعاية المسنين هي مسؤولية الدولة و كل مواطن صالح تجاه المسؤوليات والأعراف...!

بسم الله الرحمن الرحيم
((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا)الإسراء / 23.
(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا) البقرة /83.
(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ) النساء /36 .
(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُم مِّنْ إِمْلاقٍ) الأنعام / 151.
(أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ) المؤمنون / 61

أن القرآن الكريم يتحدث عن الإنسان عن كائن له حرمة وقدسيّة على هذه الأرض ولهذى خصه بالرحمة وأوصاه بما هو صلاح للخير والخير والتعاون والأخاء وفرض عليه الرعاية الإنسانية للبشر جميعاً وخصوصاً خص لنا رعاية المسنين التي هي بالدرجة الأولى فرضا على الدولة وبعدها مسؤولية الولد الصالح والمواطن الغيور
أمر إلهي هام وكفائي وعلى شبابنا أن يعتبروا أن هذه المسؤولية أمر إلهي من الله لقوله تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا) الإسراء/23. وسأل الإمام جعفر بن محمد عليه السلام لتوضيح قول الله عزوجل " وبالوالدين إحسانا" ما هذا الإحسان ؟ فقال : الإحسان أن تحسن صحبتهما ، وأن لا تكلف هما أن يسألاك مما يحتاجان إليه وإن كانا مستغنيين إن الله عزوجل يقول " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون" . ومن المؤسف أن الكثيرين من شاب اليوم ـ بسب التربية الخاطئة ، أو البيئة المنحرفة ، أو الثقافة الوافدة ـ يكيلون السباب واللعان للوالدين ، على أتفه الأسباب ، ويصبون جام غضبهم عليهم عندما يسديان لهم النصيحة المخلصة ،مما يترك أثرا سيئا على نفسيهما ، فيصابان بخيبة أمل مريرة. وأرى أن الوقت المناسب اليوم لتوعية الشباب ، وهنا الفت نظر الشباب بأن لا ينسوا أنهم أشياخ الغد..! فلذا يجب عليهم أن لا ينسوا الوالدين وأن مسألة
احترامهم ورعايتهم هو حق من الحقوق المؤكدة في القرآن والسنة والأحاديث والروايات الإسلامية ، تؤكدان معاص على الإحسان للوالدين حتى ولو كانا مشركين ، وأن كان مشركين لا تطعهما وفي أمور الدين ، ولكن أرحمهما. وبارك الله بمن سمع وبادر في شد حزام التآخي والرحمة للجميع للوالدين والأيتام والأرامل والصغير ، قيل " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" وقال الإمام زين العابدين عليه السلام في وصاياه في رسالة الحقوق يقول في حق الأم
Rights of the Mother
: فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحد أحدا ، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحدا ، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك ، فرحة ، موبلة، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمها حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض فرضيت أن تشبع وتجوع هي وتكسوك وتعري وترويك وتظلك وتضحي وتنعمك ببؤسها ، وتلذذك بالنوم بأرقها وكان بطنها لك وعاءاً وحجرها لك حواءاً وثديها لك سقاءاً ونفسها لك وقاءاً، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودنك ، فتشكرها على قدر ذلك ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه .
Rights of the Father
حق الأب :
وأما حق أبيك فتعلم أنه أصلك وأنك فرعه وأنك لولاه لم تكن فمهما رأيت في نفسك مما يعجبك فأعلم أن أباك أصل النعمة عليك فيه واحمد الله واشكره على ذلك ، ولا قوة إلا بالله .
Rights of the Elderly
حق المسنين :
وأما حق الكبير فإن حقه توقير سنه وإجلال إسلامه إذا كان من أهل الفضل في الإسلام بتقديمه فيه وترك مقابلته عند الخصام ولا تسبقه إلى طريق ولا تؤمه في طريق ولا تستجهله وإن جهل عليك تحملت وأكرمته بحق إسلامه مع سنه فإنما حق السن بقدر الإسلام ، ولا قوة إلا بالله.
Rights of the Juniors
حق الطفل :
وأما حق الصغير فرحمته وتثقيفه وتعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة له والستر على جرائر حداثته فإنه سبب للتوبة ، والمداراة له وترك مما حكته فإن ذلك أدنى لرشده .
Rights of the Neighbour
حق الجار :
وأما حق الجار فحفظه غائباً وكرامته شاهداً ونصرته ومعونته في الحالين جميعاً، لا تتبع له عورة ولا تبحث له عن سوء لتعرفها ، فإن عرفتها منه عن غير إرادة منك ولا تكلف ، كنت لما عمت حصناً حصيناً وستراً ستيرا، لو بحثت الأسنة عنه ضميراً لم تتصل إليه لانطوائه عليه ، لاتستمع عليه من حيث لا يعلم ،لا تسلمه عند شديدة ولا تحسده عند نعمة ، تقبل عثرته وتغفر زلته ،ولا تدخر حلمك عنه إذا جهل عليك ولا تخرج أن تكون سلماً له، تردُّ عنه لسان الشتيمة وتبطل فيه كيد حامل النصيحة وتعاشره معاشرة كريمة، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
Rights of Your People (Native)
حق المواطنة :
وأما حق أهل ملتك عامة فإضمار السلامة ونشر جناح الرحمة والرفق بمسيئهم وتألفهم وإستصلاحهم وشكر محسنهم إلى نفسه وإليك فإن إحسانه إلى نفسه إحسانه إليك إذا كف عنك أذاه وكفاك مؤونته وحبس عنك نفسه فعمهم جميعاً بدعوتك وأنصرهم جميعاً بنصرتك وأنزلتهم جميعاً منك منازلهم ، كبيرهم بمنزلة الوالد وصغيرهم بمنزلة الولد وأوسطهم بمنزلة الأخ . فمن أتاك تعاهدته بلطف ورحمة ،وصل أخاك بما يجب للأخ على أخيه. وما عليك ي أخي إلا أن تصل ما أمر به ومرة أخرى لا تنسى أنك سوف تغدوا غداً سيخاً ؟. ونجب علينا جميعاً أن نلتزم بتعاليمنا الإسلامية كما أمر به ربنا و أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى أصحابه السلام والكتاب والسنة وشروح الآل عليهم السلام .
ونعم ما قيل :
مطهرون نقيات جيوبهم ... يجري عليهم ثناء أينما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه ... فماله في قديم الدهر مفتخر
الله لما برا خلقا فأتقنه ..... صفاكم واصطفاكم أيها البشر
فأنتم الملأ الأعلى وعندكم ... علم الكتاب وما جاءت به السور .
وقال فيهم الإمام الشافعي رضوان الله عليه ونعم ما قال :
يا أهل بيت رسول الله حبكم ... فرض من الله في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم الشأن أنكم ... من لم يصلَّ عليكم لا صلاة له.
المحب المربي
سيد صباح بهبهاني
behbahani@t-online.de




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=3391
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 02 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13