• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تاملات في القران الكريم ح130 سورة التوبة الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تاملات في القران الكريم ح130 سورة التوبة الشريفة

 
وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{90} 
تسلط الاية الكريمة الضوء على فئتين : 
1- ( وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ ) : الاعراب هم سكان البوادي , وليس بالضرورة ان يكونوا عربا ( ناطقين باللغة العربية ) , فيشير النص المبارك الى ان جماعة منهم جاءت للرسول (ص واله) لطلب الاذن بالتخلف عن الغزو , لأعذار قد تكون حقيقية او كاذبة . 
2- ( وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ ) : يشير النص المبارك الى فئة اخرى قعدوا وتخلفوا عن الغزو لغير عذر , بل حتى لم يطلبوا الاذن بالقعود .     
ثم تختتم الاية الكريمة بــ ( سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) , كلا الفئتين ان كانا صادقين في اعذارهم فلا ريب ولا تثريب عليهما , وان كانوا كاذبين فينزلهم النص المبارك منزلة الكفار ( الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ ) ويتوعدهم بـ ( عَذَابٌ أَلِيمٌ ) .       
 
لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{91} 
تذكر الاية الكريمة ثلاثة فئات لهم العذر في التخلف عن الغزو : 
1- (  لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء ) : كالشيوخ وغيرهم . 
2- (  وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى ) : مرضا معتدا به , يشكل خطرا على صاحبه او مما قد يؤدي بالنفس المحترمة الى الهلاك . 
3- (  وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ ) : هؤلاء فئة لا تملك ما تنفق لاجل الجهاد .    
لكن العذر في تخلفهم مشروطا بــ ( إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ ) , اذا اخلصوا ايمانهم بالله تعالى ورسوله (ص واله) , والتزموا بتعاليمه , واجتنبوا نواهيه , ولم يثبطوا عزيمة المسلمين في الذهاب الى الجهاد , ( مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ ) , يلحقهم النص المبارك بدرجة ( الْمُحْسِنِينَ ) ويبين ان لا مؤاخذة عليهم , ان اوفوا بالشرط , ( وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) , ثلاثة اسماء من اسمائه جل وعلا الحسنى , ( َاللّهُ ) الاسم الدال على الذات المقدسة والجامع لجميع اسمائه جل وعلا  , ( غَفُورٌ ) , غفور لمن طلب المغفرة بأخلاص وايمان , ( رَّحِيمٌ ) , بعباده .   
 
وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ{92}
تذكر الاية الكريمة فئة رابعة لهم العذر في التخلف عن الجهاد ( وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ ) , جاؤوا الى الرسول (ص واله) يسألونه مركبا يركبون عليه فيذهبوا الى الجهاد , فأخبرهم (ص واله) بأن ليس لديه ما يحملهم به , (  تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ) , انصرفوا من عنده (ص واله) باكين لانهم لا يجدون ما ينفقون .  
مما يروى عنهم انهم سبعة اشخاص من الانصار , ويعرفون ايضا بالبكاؤون ( سالم بن عمير ( من بني عمرو بن عوف ) – هرمى بن عمير ( من بني واقف ) – علبة بن زيد ( من بني حارثة ) – ابو ليلى عبدالرحمن بن كعب ( من بني مازن بن النجار ) – عمرو بن غنمة ( من بني سلمة ) – سلمة بن صخر ( من بني زريق ) – العرباض بن سارية السلمي ( من بني سليم بن منصور ) "تفسير البرهان ج2 / السيد هاشم الحسيني البحراني ". 
 
إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاء رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ{93}
تشير الاية الكريمة الى ان المؤاخذة واللوم والعقاب يقع على المنافقين الاغنياء , جاؤوا لرسول الله (ص واله) يطلبون الاذن بالبقاء , (  رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ ) , قبلوا ان يكونوا مع الاطفال والنساء , (  وَطَبَعَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ) , ختم الله تعالى على قلوبهم , فهم لا يعلمون سوء عاقبتهم , والاثم الذي احتملوه بسبب ذلك . 
 
يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ{94} 
تذكر الاية الكريمة ان جماعة من المنافقين المتخلفين عن الجهاد جاؤوا لرسول الله (ص واله) يقدمون بين ايدهم الاعذار , بعد عودته (ص واله) والمسلمين من الجهاد ( غزوة تبوك ) , (  قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ) , تضمن النص المبارك ثلاثة امور : 
1- ( قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ ) : عدم قبول الاعذار . 
2- ( لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ ) : لا تصديق لكلامهم . 
3- ( قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ ) : يشير النص المبارك الى ان الله تعالى قد اطلع رسوله الكريم ( ص واله) على حقيقة المنافقين .      
( وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) , الله عز وجل مطلع على كل عمل يقوم به الانسان مهما كان صغيرا او تافها , ويطلع الرسول (ص واله) على نفس العمل بحكم ولايته (ص واله) على امته , ( ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) , ( عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ) عالم السر والعلانية . 
 
سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ{95} 
تشير الاية الكريمة الى ان المنافقين المتخلفين عن غزوة تبوك سيحلفون كذبا للمسلمين انهم تخلفوا لاعذار مشروعة , ( فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ ) يأمر النص المبارك المسلمين بالاعراض عنهم , ( إِنَّهُمْ رِجْسٌ ) , يحكم عليهم النص المبارك بالنجاسة , (  وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ) , ليس للارجاس الا جهنم , والسبب ( جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ) .     
 
يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ{96} 
تبين الاية الكريمة ان ليس لدى المنافقين من وسيلة لكسب رضا المسلمين عنهم سوى الحلف ( يَحْلِفُونَ لَكُمْ ) , فتصرح ( فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ ) , فأن رضي المسلمون عنهم فأن الله تعالى لا يرضى لرضا المسلمين في هذا الخصوص , وان رضا المسلمين عن المنافقين لا يجنبهم ( المنافقين ) عقاب الله تعالى لهم .    
مما يروى في سبب نزول الايات الكريمة ( 94 – 96 ) , انها نزلت في جماعة من المنافقين يبلغ عددهم ثمانين رجلا , لان النبي (ص واله) لما رجع من غزوة تبوك امر ان لا يجالسهم احد ولا يكلمهم , فلما رأى هؤلاء هذه المقاطعة الاجتماعية الشديدة بدأوا يعتذرون عما بدر منهم , فنزلت هذه الايات لتبين حال هؤلاء وحقيقتهم . " مصحف الخيرة/ علي عاشور العاملي". 
 
الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ{97} 
تبين الاية الكريمة ان الاعراب – سكان البادية – اشد كفرا ونفاقا من اهل المدن , وذلك لخشونة طبائعهم , وجفائهم وغلظتهم , وانهم ( وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ ) , لبعدهم عن ميادين العلم ومجالسة العلماء , ( وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) , والله تعالى ( عَلِيمٌ ) بهم وبأحوالهم , ( حَكِيمٌ ) , بتدبير شؤونهم .  
 
وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{98} 
تذكر الاية الكريمة الى ان هناك فئة اخرى من الاعراب ( وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً ) , غرامة وخسارة , ( وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ ) , ينتظر حلول دوائر الزمان فتنقلب على المسلمين , فيتخلصوا منهم , ( عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ ) , على الاعراب تدور دوائر السوء , ( وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) , والله تعالى ( سَمِيعٌ ) , لكل صوت ومقال , ( عَلِيمٌ ) , بكل بالافعال والنوايا , سرها وعلانيتها .      
 
وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{99} 
تعرج الاية الكريمة الى ذكر فئة ثالثة من الاعراب وهم : 
1- ( وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ) : يؤمنون بالله تعالى وما يستلزم ذلك من الايمان باليوم الاخر وغيره من ضروريات الايمان . 
2- ( وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ ) :  ينفقون قربة الى الله تعالى ورغبة منهم في دعاءه (ص واله) لهم بالخير والبركة .  
(  أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ ) , نفقتهم قربة لهم منه جل وعلا وبها ( سَيُدْخِلُهُمُ اللّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .     
 
وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{100} 
تمدح الاية الكريمة فئتين : 
1- ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ ) : الشريحة الاولى من المهاجرين والانصار . 
2- ( وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ ) : التابعين لهم بحسن العمل والسيرة .    
ان هؤلاء قد ( رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ ) , لطاعتهم اوامره جل وعلا , ( وَرَضُواْ عَنْهُ ) , رضوا بما اتاهم الله تعالى من الثواب الجزيل , ( وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) .   
 
وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ{101} 
تشير الاية الكريمة على نحو التنبيه والتحذير لاهل المدينة ( المسلمين ) الى فئتين :
1- ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ) : ان من الاعراب – سكان البادية- حولكم منافقون , ( كأسلم واشجع وغفار ) " تفسير الجلالين للسيوطي ". 
2- ( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ ) : ومن سكان المدينة مرنوا وتدربوا على النفاق حتى لجوا فيه واستمروا عليه .   
( لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ) , يخاطب النص المبارك النبي محمد (ص واله) والمسلمين كافة , ويخبرهم بأمرين : 
1- ( لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) : وحده جل وعلا العليم بهم وبأحوالهم .
2- ( سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ) : سيعذبهم الله تعالى مرتين , في الدنيا بالقتل والسبي والفضيحة والمقاطعة وغير ذلك , وكذلك عذاب القبر .    
( ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ ) , بعد ان يذوقوا عذابا عاجلا في الحياة الدنيا سيواجهون عذابا اجلا يوم القيامة , يصفه جل وعلا بأنه ( عَذَابٍ عَظِيمٍ ) .   
 
وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{102}
تعرج الاية الكريمة الى ذكر طائفة من المؤمنين , اختلطت اعمالهم بين الصالح والطالح , الحسن والقبيح , ( عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .    
واقع الحال , لا يمكن للمؤمن مهما كانت درجة يقينه , ومهما توغل الايمان في قلبه , لابد وان يقترف بعضا من الذنوب , أي نوع منها , وقد تصدر منه اما جهلا او غفلة او مع القهر الشديد , في مثل هذا الحال , يترك الله تعالى باب التوبة والمغفرة مفتوحا لهم , المهم ان يتدارك المؤمن ذنبه بالمسارعة بالاستغفار , والاصرار على عدم العودة اليه . 
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33894
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13