• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حقيقة ولادة الدجال .
                          • الكاتب : صالح الطائي .

حقيقة ولادة الدجال

 نشرت المواقع على شبكة الإنترنت قبل مدة صورة رجل باكستاني لديه عين واحدة وقالوا: يزعم هذا الرجل إنه الدجال. وحدثت الحالة نفسها في (إسرائيل) وفي اماكن أخرى. واليوم تطالعنا المواقع ذاتها بصورة طفل له عين واحدة جاحظة نتيجة تشوه خلقي؛ يرون أنه ربما يكون الدجال(1). 

أنا واقعا أؤمن بوجوب خروج الدجال وحتمية خروجه ولكني لا أؤيد ولا أعترض على هذه الأخبار؛ ربما لأني على يقين أن ما يمر به العالم اليوم يكاد يكون بالصورة التي وضعتنا بها روايات أهل البيت عن عصر خروج الدجال ومقدماته، فضلا عن أن الروايات التي وردت في كتب الحديث والتاريخ عنه تكاد تتعارض نتيجة اختلاف الرواة في صفاته ومكان إقامته ووقت خروجه لدرجة انك لا تتمكن من تكوين صورة واضحة وبالتالي لا يمكن أن تقبل أو ترفض مثل هذه الأخبار.
إن فتنة الدجال من أعظم الفتن المستقبلية التي ننتظرها، وفي الحديث: "ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال" وفي رواية أخرى: "أمر أكبر من الدجال" أي أمر أكبر من أمر الدجال، أعاذنا الله منه ومن شره. وقد فسر بعضهم الرواية الأولى على أن الدجال هو الأكبر عمرا وأنه كان موجودا منذ عهد نوح (ع) وسيبقى إلى يوم يشاء الله تعالى. وفسر آخرون الرواية الثانية على أن أمره هو العظيم والكبير بكل المقاييس.
وقد اختلف المسلمون بشأن الدجال بدأ من مكان خروجه، فقالوا: "الدجال يخرج من أرض المشرق، يقال: خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة" وفي حديث آخر: "إنه خارج خلة بين الشام والعراق"
كذلك اختلفوا في صفته حيث وردت صفة الدجال في كتب الحديث على أنه رجل قصير القامة، أفحج بسبب تباعد بين ساقيه، شعره جعد أي ليس أملسا، أجلى الجبهة، أي واسع الجبهة، وأهم صفاته أن له عين واحدة. وقد اختلف الرواة في هذه العين فقال بعضهم: إنها اليسرى، وقال آخرون: إنها اليمنى، وقال القسم الثالث: إن له عينا واحدة لأنه ممسوح العين الأخرى بالأساس.
وقد اختلفت الروايات في صفة عين الدجال كثيرا ربما لأنها من اكبر المؤشرات على شخصيته، منها قولهم: "الدجال ممسوح العين" وقالوا: إنه سمي (المسيح الدجال) لأنه ممسوح العين اليسرى فهو أعور لا يرى إلا بعين واحده هي اليمنى، وهذه العين ليست طبيعية مثل باقي عيون البشر كما سيتضح. ففي الحديث: "اعور العين اليمنى كأنها عنبة طافية"
وفي حديث آخر: "وعينه اليمنى عوراء جاحظة لا تخفى كأنها نخاعة في حائط مجصص وعينه اليسرى كأنها كوكب دري" والنُّخاعَةُ: ما يخرجه الإنسان من حلقه من البلغم.
وكما اختلفوا في هذا الأمر؛ اختلفوا كذلك في صفة هذه العين تبعا لكثير من الروايات، منها رواية تقول إنه: "مطموس العين ليست بناتئة، أي ليست ظاهرة، ولا حجراء، أي ليست داخله إلى الداخل كما هي العيون العوراء.
وفي رواية: "إن الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظه". والظفرة: جلدة تغشى البصر، قال الأصمعي: "لحمة تنبت عند المآقي"
وفي حديث آخر: "الدجال عينه خضراء كالزجاجة" وهذا الحديث يكاد ينطبق على عين الطفل في الصورة.
ومع أن هناك من يرى في مثل هذا العوق مانعا من تولي مناصب قيادية بهذه الخطورة إلا أن تجارب كثيرة أثبتت إمكانية نجاح المعاقين بتولي مراكز قيادية متقدمة كما هو الملا عمر قائد طالبان الذي يملك عينا واحدة بسبب إصابته بالعور.
 
العجيب أن المسلمين الذين اختلفوا في أغلب أمور دينهم وأنكر كثير منهم أن يكون الإمام المهدي المنتظر "الحجة بن الحسن" (ع) قد ولد سنة 255 هجرية ولا زال على قيد الحياة، يذهبون إلى أن الدجال كان موجودا منذ عهد أقدم الأنبياء وأنه كان موجودا في زمن البعثة المحمدية أيضا في جزيرة العرب وفي المدينة بالذات بالرغم من أنهم قالوا أن مكة والمدينة محرمات عليه لا يمكن له أن يدخلهما.
 لكن هناك روايات أخرى تقول أنه قد يكون موجودا في جزيرة في البحر الأبيض المتوسط؛ تبعا لرواية اليهودي "تميم الداري" وهي رواية فيها العجب والغرابة؛ لأنها تقول مرة: إن تميما جاء إلى النبي (ص) وقال له: إنه كان مسافرا مع أفراد من عشيرته في البحر فتاه مركبهم وجنح إلى جزيرة وجدوا فيها الجساسة التي دلتهم على الدجال الذي وجدوه مقيدا بالسلاسل ينتظر أمر الخروج. وتقول مرة أخرى: إن بعض أفراد عشيرته هم الذين تاهوا في البحر ولم يكن معهم وقصوا عليه القصة فرواها إلى النبي (ص) وكانوا قد حدثوا الدجال وحدثهم،فسألهم عن نخل الجزيرة وعن ظهور النبي الجديد، وأخبرهم أنه سيخرج من غضبة يغضبها. طبعا تجد هذه الروايات قبالة روايات أخرى تقول أنه "أبن صائد" الذي كان موجودا في المدينة في زمن النبي (ص) وان النبي أراد هدايته لتخليص الناس من شره فلم يفلح، وأن عبد الله بن عمر لقيه في أحد شوارع المدينة فأغلظ له في القول فانتفخ ابن صائد حتى سد الطريق، فذهب ابن عمر إلى السيدة أم المؤمنين عائشة وأخبرها بما فعل فقالت له: سامحك الله لم أغضبته، الم تسمع أنه يخرج من غضبة يغضبها؟
لكن خبر هذه الغضبة يتلاشى أمام حديث أخرجه مسلم يؤكد أن المسلمين هم الذين يغضبون ويغزون الدجال وينتصرون عليه في أرضه، يقول الحديث: "تغزون جزيرة العرب، يفتحها الله، ثم تغزون فارس ويفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحها الله".
إن ظهور الدجال من علامات المهدوية وعلامات الساعة وأشراطها وظهوره لابدي لا يمكن أن يكون كذبا، أما الاحتمالات فمفتوحة بلا حدود فهو قد يكون الرجل الباكستاني أو يكون الطفل الموجود في الرابط الآخر وقد يكون موجودا ولا يدري به أحد وقد يخلق في وقت آخر لا يعلمه إلا الله، نسأل الله أن يكفينا شره.  
(1) رابط عن الطفل ذو العين الواحدة
 http://www.facebook.com/photo.php?v=561226943934897
 
 
 
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=33697
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2013 / 07 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 13